تبادل آباء المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية، البيانات على أزمة بطريرك الكنيسة، عقب صدور بيان من ستة مطارنة طالبوا فيه بحجب الثقة عنه نتيجة لارتكابه ما وصفوه بمخالفات عقائدية. وخرجت كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس في مصر ببيان، خاص حوى توقيع 30 مطران بالكنيسة رفضوا فيه بيان الستة مطارنة، وذكروا خلال البيان، أن الستة مطارنة 4 منهم أعضاء في المجمع و3 من خارجه، هاجموا فيه البطريرك حامي إيمان الكنيسة، والأب العام لجميع السريان في العالم، ويشكّكون بشكل خاص بإيمان قداسته وتمسّكه بالعقيدة المسيحية الأرثوذكسية القويمة، ويسمحون لأنفسهم بالتحدّث باسم المجمع المقدس معلنين تمرّدهم على الرئاسة وعلى دستور الكنيسة واعتبار قداسته غريباً عن رتبة البطريركية. وأكدوا خلال البيان الذي نٌشر على موقع الكنيسة، على استنكارهم الشديد ورفضهم القاطع لكلّ ما جاء في البيان المذكور من اتهامات باطلة لقداسة سيدنا البطريرك ومواقف معادية للرئاسة الكنسية وما تؤول إليه هذه المواقف من زرع الفتن وبذور الشقاق بين أبناء الكنيسة، مع إعلان أن المطارنة الستة لا يمثلون المجمع المقدس، واعتبار بيانهم باطل وغير قانوني ومخالف لدستور الكنيسة في مادتيه 50 و56 الذين يشيرون لخضوع المطران في عمله لإشراف البطريرك، داعين المطارنة للتوبة والعودة عن ضلالهم. وأشاروا لوقوفهم بجانب خليفة مار بطرس الشرعي سيدنا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني الذي اختاره الروح القدس بانتخابه من المجمع المقدّس في هذه الظروف الصعبة التي نشهدها. وعلمت "الشروق" من مصدر كنسي مطلع على تفاصيل الأزمة، أن بيان الستة مطارنة جاء بعد اتهامات سردها المطارنة للبطريرك، بتغيير نصوص في قانون الإيمان السرياني، حسبما ذكر المصدر. ويبلغ عدد أعضاء المجمع 40 شخص. وحسب الموقع الرسمي للكنيسة، فيربو عدد أبنائها على أربعة ملايين نسمة، تقطن الأغلبية الساحقة منهم في الهند، والباقي ينتشرون في سورية، ولبنان، والعراق، والأردن، وتركيا، ومصر، وأوربا والأمريكيتين، واستراليا. وكان قد قرر 6 مطارنة، يمثلون المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية بأنطاكيا، عزل البطريرك بسبب مخالفات عقائدية شابت عمله. وقال أعضاء المجمع الستة، في بيان رسمي أمس، إن كل ما صدر من البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، من تصريحات وأفعال في وسائل الإعلام، يعد مخالفًا ومناقضًا بشكل كامل لتعاليم المسيح، ومخالفًا لإيمان الكنيسة وآباءها القديسين، وأن تلك التصريحات زرعت الشكوك والريبة والقلق الروحي في نفوس المؤمنين وأصبح حجر عثرة في طريق الإيمان المسيحي. وأكدوا أن البطريرك لم يكترث أو يعتذر عن تصريحاته، بل سافر للولايات المتحدةالأمريكية لمناسبات عدة، دون أن يهتم بخطورة تصريحاته وأفعاله، أو بمناشدات المجمع له بضرورة تصحيح أخطائه الإدارية واحترام دستور الكنيسة وقوانينها. وقرر الستة مطرانة أن البطريرك خالف العقيدة المسيحية، وجعل نفسه غريبًا عن رتبة البطريركية، لذا تم حجب الثقة عنه رسمياً، وسقط حق المرجعية الأولى له في الإيمان والعقيدة وإدارة الكنيسة، على أن يبقى كل مطران في إبراشيته يديرها كما كانت العادة في الكنيسة الأولى التي أسسها المسيح. ولا يكتسب البيان أي حجية قانونية إلا بتطبيق دستور الكنيسة السريانية، الذي خصص 7 مواد للمجمع المقدس، الذي يتألّف من جميع مطارنة أبرشيات الكرسي الرسولي الأنطاكي، والمطارنة النواب البطريركيين فيها بالإضافة إلى المعاون البطريركي، برئاسة البطريرك. ويقول الدستور إنه لا يجوز البحث في إحالة البطريرك إلى المجمع المقدس للتحقيق معه إلا إذا تقدّم ثلثا أعضائه بطلب خطّي معلل إلى ثلاثة من أقدم المطارنة رسامة بين أعضاء المجمع المقدس، كما لا يجوز إحالة البطريرك إلى المجمع المقدّس لمحاكمته إلا بموافقة ثلثي أعضاء المجمع المقدس، وإذا لم يصدر المجمع قراره خلال شهر واحد يعتبر البطريرك بريئاً بحكم القانون.