* هناك قنوات خاصة يعرف الناس أحد ملاكها.. والطرف الثانى ربما يكون الدولة أو جهات معادية أو شخصيات غير مرغوب فيها * لا نعيش إعلام الصوت الواحد.. وإبراهيم عيسى بكل ما يقوله مؤيد للنظام.. وأتوقع عودته لشاشة مهمة قريبا * الحديث عن تدخل الدولة باستضافتى رئيسى البرلمان والرقابة الإدارية تشكيك فى قدرتى على الانفراد بأى حوار مهم * مبارك افتتح «كايرو آى سى تى» عام 2002.. وحضور السيسى بدعوة من وزير الاتصالات لإطلاق مبادرات تكنولوجية وليس حبا فى منظم المعرض * اختيارى لمحاورة الرئيس ليس دليل حب لشخصى وإنما تفضيل لنوع الإعلام الذى أقدمه * إذا لم تحترم DMC عقل المواطن ومبادئ المهنة فلن تستحق المشاهدة ولن أعمل بها و«الميه تكذب الغطاس» * لم أنتقل لDMC من أجل المال.. واستمرارى فى «القاهرة والناس» كان سيضمن لى أجرا أعلى.. وأول بند فى العقد هو عدم التدخل فى المحتوى * لا يوجد قائمة ممنوعات فى برنامجى حتى الآن.. ولكن هناك شخصيات ليس لدى رغبة فى محاورتها لارتكابها ممارسات تسىء للمجتمع.. وإذا أتيحت لى محاورة «مرسى» سأعتبره انفرادا * ماسبيرو هو المتحدث الوحيد باسم الدولة ولن ينافسه فى ذلك أى قناة خاصة.. ومشكلته تكمن فى عدم الرغبة فى النجاح.. وحلوله فى يد أبنائه مع الإعلان عن انتقال الإعلامى أسامة كمال إلى شاشة DMC لتقديم برنامجها الرئيسى فى السهرة، بصورة لم يظهر فيها الطرف الثانى فى العقد، أثير كثير من الجدل حول هذة القناة الوليدة لم يتوقف حتى الآن. «الشروق» التقت أسامة كمال، وسألته عن مدى صحة تبعية DMC لبعض أجهزة الدولة، وهل جاءت بالفعل لتكون بديلا لماسبيرو كما يقول أبناؤه، وما هى سياستها، والشخصيات الممنوعة من الظهور على شاشتها، كما يكشف عن أسباب اهتمام الرئيس بما يقدمه، ولماذا يرى إبراهيم عيسى مؤيدا للنظام. يقول كمال: الانتقال من قناة لأخرى عادة يحمل مخاطرة كبيرة، ونتائجه لم تكن ايجابية لكثير من الزملاء، ولكنى أردت خوض تجربة جديدة بإمكانيات أوسع، بقناة لديها رغبة فى تقديم محتوى أفضل، كما حدث يوم تنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عندما استضافت القناة عبر الأقمار الصناعية ضيوفا من لندن وواشنطن وطهران والسعودية ودول أخرى. وأدعى أننى لم أناقش الأجر الذى عرض علىّ من جانب dmc، لأن التفاوض على بنود العقد أهم بالنسبة لى من المال، ويؤكد على ذلك أن استمرارى فى «القاهرة والناس» كان سيضمن لى أجرا أعلى من الذى أحصل عليه حاليا. وهنا يجب أن أشهد ل«القاهرة والناس» بأن لها أفضالا كثيرة على، فهذه القناة استقبلتنى بمكالمة تليفون مع طارق نور ظهرت بعدها على الهواء ب3 أسابيع فقط، والحمد لله أن التوفيق كان حليفى بها، ولا شك أننى كنت حزينا برحيلى عن شاشتها. وأتذكر عندما بدأت فى «القاهرة والناس» كان ذلك بشراكه مع طارق نور، اتفقنا على تقاسم عائد الإعلانات فى مقابل تحملى مخاطرة التكلفة، ثم تحول التعاقد بالتراضى بعد 6 أشهر تقريبا إلى تعاقد بأجر. * منذ الإعلان عن تعاقدك مع dmc بصورة لا يظهر فيها الطرف الثانى.. تكهن البعض بأن القناة تابعة لأحد أجهزة الدولة.. ما حقيقة ذلك؟ ما حدث أننى وقعت تعاقدى فى مكتب المهندس طارق اسماعيل رئيس مجلس الإدارة الساعة 2 صباحا، والمعروف عنه أنه شخص لا يحب الظهور فى الإعلام، حتى أنه لم تنشر له صورة فى أى صحيفة حتى الآن. وفى كل الأحوال هذا ليس دليلا على أن القناة تابعة لأحد أجهزة الدولة. * هل يزعجك تصنيف القناة بأنها أطلقت لخدمة الحكومة؟ أنا شخصيا عملت 30 سنة فى مبنى اتحاد الاذاعة والتلفزيون التابع للدولة، ولم يسئنى ذلك، فمبدأ العمل فى مكان تابع للدولة ليس اتهاما، لأنى لا أعمل مع دولة معادية مثل إسرائيل. البعض الآخر يتهمنى بأنى أعمل مع النظام، رغم أننى أعلن بشكل واضح اتفاقى معه، وتأييدى للرئيس عبدالفتاح السيسى.. لذلك لا أعرف أين الاتهام؟ ودعنا نتحدث فيما هو أجدى، هناك قنوات ملكيتها خاصة، يعرف الناس أحد ملاكها، ولا تعلم باقى المالكين، قد تكون الدولة، أو جهات معادية، أو دول أجنبية، أو قد تكون شخصيات غير مرغوب فيها بمصر. فالناس تقول عن dmc كل ما يمكن أن يقال، بسبب المنافسة الشديدة، لكن فى النهاية «المية تكذب الغطاس»، المشاهد فقط هو من سيحكم على المحتوى، اذا كان يحترم عقله ومبادئ المهنة فليشاهدها، وإذا لم يتحقق ذلك فستكون القناة حينها لا تستحق المشاهدة، ولا أن أعمل بها من الأساس. بالمناسبة، أول بند فى عقدى هو عدم تدخل الإدارة فى المحتوى بأى شكل، وهذه كانت نقطة خلافية ظللنا نتحاور حولها شهرين تقريبا، ورغم أننى لست على خلاف مع إدارة القناة ولكنى اشترطت أن يكون هذا أول بند فى عقدى حتى نضمن الاحترام المتبادل. * لكن فى المقابل ومن المؤكد أن للقناة شروطا؟ رغم أن هناك مقدمى برامج أفضل وأشهر، فإن القناة قررت الرهان على المدرسة الإعلامية التى أنتمى إليها، والتى تتلخص فى عدم التعدى على مسامع الناس وأدبيات المجتمع، فأنا أبدا لا أتجاوز فى حق أحد، وعندما انتقدت مسئولين فى الدولة لم أسئ اليهم، لدرجة أنهم كانوا يرحبون بهذا الشكل من النقد.. أدعى أن هذه هى أسباب اختيارى، وشروط القناة فى نفس الوقت، وأعتقد أن ذلك ينطبق أيضا على اختيار زميلتى إيمان الحصرى. أما اذا كنت تبحث عن قائمة ممنوعات وضعتها القناة، فهذا لم يحدث على الأقل حتى الآن، وأتمنى الا تخرج عن الممنوعات التى وضعتها لنفسى، ومنها، عدم استضافة الشخصيات المدعية. * من هؤلاء المدعون.. وهل يمكن أن تستضيف شخصيات إخوانية أو معارضة مثل حمدين صباحى وخالد على وعلاء الأسوانى؟ هناك شخصيات لا أريد أن التقى بها، وليس لدى رغبة على الإطلاق فى محاورتها، وهذا قرار شخصى منذ أن كنت فى «القاهرة والناس»، لأن بينهم من يسىء بممارساته للمجتمع. وبشكل عام، الشخصيات المعارضة للحكومة ليست ممنوعة على الأقل بالنسبة لى، فمثلا اذا اتيحت لى فرصة التسجيل مع محمد مرسى الرئيس الأسبق لن أتردد وسأعتبره سبقا إعلاميا شرط أن يقدم معلومات دون ادعاء، ونفس الكلام ينطلق على حسنى مبارك وخيرت الشاطر. * بغياب إبراهيم عيسى عن الشاشة.. هل أصبحنا رسميا فى عصر إعلام الصوت الواحد؟ هذا ليس صحيحا، لأن الانتقادات لاتزال توجه للمسئولين بعد غياب ابراهيم عيسى، سواء بشكل مباشر أو عن طريق التلميح. وكيف يكون إعلام الصوت الواحد، وأحد الإعلاميين كان يحتفل بحكم «تيران وصنافير» الأخير، على أغنية «مصر اليوم فى عيد»، وفى نفس اليوم نقلت dmc فى تقريرها أمام المحكمة آراء كل الرموز المعارضة للدولة. ربما الإعلام يعيش حاليا حالة من الشك، وبالتالى يقوم بعمل اختبارات ليس فقط للدولة وإنما للجمهور أيضا. وبشكل عام، إبراهيم عيسى صديقى، ومن الشخصيات التى أحترمها جدا، واقدر أيضا فكره وتحليلاته وقراءاته، ولكنى اختلف أحيانا مع ما يبنيه على معلومات غير دقيقة، لكن فى كل الأحوال أنا شخصيا أعتبره حتى الآن مؤيدا للنظام، وكل ما قاله تأييد وحب، هو يرى أن واجبه التوجيه بالانتقاد واللوم، فهذا هو اسلوب إبراهيم ويجب أن نقبله كما هو. وبالمناسبة أتوقع أن نراه قريبا على واحدة من الشاشات المهمة، قد تكون dmc، أوon، أو غيرهما، لأن له مذاقا وطعما مطلوبا. * ألا ترى أن حرية الإعلام التى تم انتزاعها عقب ثورة يناير فى تراجع؟ إذا كنت تريد أن تسمى ما كان يجرى بالإعلام بعد ثورة 2011 حرية، وأن لكل إعلامى الحق فى أن يقول ما يشاء بالطريقة التى يريدها فى الوقت الذى يحدده، فنحن الآن لسنا فى أزهى عصور الحرية، لكن هذه الحرية التى كانت كبيرة أدت إلى ممارسات سلبية، وتم استخدامها بشكل خاطئ، لغياب ضوابط المهنة. فنحن اخترقنا الضوابط والمعايير ليس فقط المحلية وانما العالمية أيضا، ويجب ان نسرع بتفعيل المعايير والمقاييس، حتى يتاح للإعلامى أن يتحدث فيما يراه لصالح المجتمع، وفى نفس الوقت بدون التحدث عن أمور تؤثر سلبا على الدولة. فمثلا فى بريطانيا أهم جهاز إعلامى هو المعنى بحقوق المشاهد، الذى يستطيع المواطن أن يذهب اليه يشكو من عرض مشاهد دموية على الشاشة، وفى أمريكا قالت كوندوليزا رايس وزيرة الخاريجة الأمريكية سابقا بعد خروجها من المنصب، «كنا عندما نتحدث للإعلام الأمريكى عما يمس الأمن القومى كان يصمت». * مع افتتاح dmc أبناء ماسبيرو حكموا بأنها البديل، ورسخ هذه الفكرة أن الرئيس عندما سئل فى مؤتمر الشباب بأسوان قال إن اصلاحه يحتاج إلى تكاليف ووقت طويل وهو ما يعنى أن الدولة تعتمد على غيره؟ لا توجد قناة خاصة يمكن أن تكون بديلا لماسبيرو أو تقوم بدوره، وبشكل واضح، لن تحل dmc أو on أوcbc والنهار مهما حققت هذه القنوات من نجاح محل ماسبيرو، وسيظل يفرض على أى نظام أن يتعامل معه باعتباره التلفزيون الرسمى لجمهورية مصر العربية، ولن يعتمد عموم الناس أى تصريح رسمى الا إذا خرج من أحد قنواته، فهو المتحدث الرسمى باسم الدولة شاء من شاء وأبى من أبى، ولن ينافسه فى ذلك أى قناة خاصة. ودعنا نتفق على أن ماسبيرو كيان ضخم جدا، والحل ليس فى إدارة إعلاميين له، ولكن فى إداريين موهوبين قادرين على فض الاشتباك الداخلى الذى تعقد على مدى عقود. وأزمة هذا المبنى ليست بسيطة حتى تحل بإنتاج برنامج مثل «أنا مصر»، كما أنها أيضا لا يمكن تجاوزها بضخ الأموال، فمشكلة ماسبيرو من وجهة نظرى تكمن فى عدم توافر الرغبة فى النجاح لدى من يعملون به، وبالتالى الحل فى يد أبنائه، ويجب أن تكون تدريجية، بمعنى أن كل رئيس قناة يملك تغيير قناته، وهذا أسهل حتى من أن ينتظر رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون يغير الكيان بالكامل. * ولكن بماذا تفسر انفراد dmc بلقطات حصرية من زيارة الرئيس لأسوان مثل جولة «الحنطور» على الكورنيش فى سابقة لم تحدث مع أى قناة خاصة، كما نقلت فاعليات المؤتمر من البث الرئيسى دون أن تضطر للنقل عن التلفزيون المصرى؟ هذه الأمور الفنية ليس لى علاقة بها، كما أننى لم أكن فى أسوان حتى أعرف لماذا حدث ذلك، ولكن جولة الحنطور تحديدا قامت بتغطيتها مواقع صحفية خاصة أيضا. وما أعرفه أن نقل الجلسات العامة وأنشطة الرئيس حق أصيل للتلفزيون المصرى، وأن تنقله قناة خاصة يجب أن يتم بتحضير وتنسيق مسبق. * بصراحة.. ألم تساعدك الدولة فى ظهور ضيفين لم يتحدثا للإعلام من قبل فى افتتاح القناة هما رئيسا البرلمان د. على عبدالعال وهيئة الرقابة الإدارية اللواء محمد عرفان؟ أولا، فيما يتعلق بالدكتور على عبدالعال، فأنا اتفقت معه على هذا الحوار قبل 4 أشهر تقريبا، وكان مرتبا أن يكون على شاشة «القاهرة والناس»، قبل أن أتركها على الهواء مباشرة وليس مسجلا كما حدث فى dmc. ورئيس البرلمان من الشخصيات المقلة فى الظهور الإعلامى، واختار برنامجى لأن أحد فريق الإعداد «بلدياته». وثانيا: لأنه كان يشترط أن يظهر مع مذيع يحترم ضيوفه ويقدرهم حتى عندما يختلف معهم. أما بالنسبة لرئيس هيئة الرقابة الإدارية فكان ملاحظا أنه لأول مرة تنشر صوره بالصحف قبل اسبوعين فقط من هذا اللقاء، وهذا يعنى أن هناك تغييرا قد حدث، فى تعامله مع الإعلام. وإذا كانت الناس ترى أن كل انفراد يحققه البرنامج بتدخل من الدولة، فهى بذلك تحكم على أسامة كمال وفريقه بأننا لا نملك القدرة على انجاز أى شىء مهم. وبالمناسبة هناك شخصيات كثيرة فى الدولة، تتصل بى وتطلب الظهور معى تحديدا لأنها تعرف أننى سأحفظ مقامها أمام المشاهدين. * أخيرا.. الرئيس السيسى اختصك بأول حوار منذ تنصيبه، ومداخلتين بالإضافة إلى حضور معرض «كايرو آى سى تى» الذى تقيمه سنويا.. هل هذا يكشف عن حب السيسى لأسامة كمال؟ سأبدأ بالمعرض، لأنى أنظمه منذ 20 عاما تقريبا، وأدعى أنه أهم معرض فى مصر، وأحد أهم معرضين فى مجاله بالمنطقة العربية وافريقيا، كما أدعى أنه أحد أهم 5 معارض فى مجاله على مستوى العالم. نحن نتحدث عن معرض كبير لم يبدأ فى عهد الرئيس السيسى، افتتحه الرئيس مبارك عام 2002 وأطلق منه خدمة الانترنت المجانى، أما الرئيس السيسى فوضع هذا المعرض تحت رعايته فى 2014 ولم يحضر، وفى عام 2015 قرر الحضور لأن وزير الاتصالات ياسر القاضى هو من أقنعه بذلك ليعلن المبادرات الخاصة بالمناطق التكنولوجية، والصناعات الالكترونية، وتدريب الشباب، وسط المجتمع الذى يشكل فى رأيى مستقبل مصر، وفى عام 2016 حضر ليعلن عن موقف المبادرات التى أعلنها، وبالمناسبة من يوجه الدعوة للرئيس وزير الاتصالات وليس أسامة كمال. كل ما سبق لا يتعارض مع أن حضور السيسى للمعرض منحه ثقلا وأهمية، وأن تكون الصورة أمام العالم أن رئيس الجمهورية مهتم بهذا الحدث، انعكس فى 2016 بوجود أكبر للشركات العالمية. ننتقل للنقطة الثانية الخاصة باتصالات الرئيس، وهنا أؤكد على أن الرئيس لم يتصل بأسامة كمال، ولكن لمناقشة موضوع يتناوله برنامج يقدمه أسامة كمال، عكس الذى حدث على سبيل المثال مع زميلى عمرو أديب، عندما اتصل به الرئيس كان لمناقشته فيما يقوله شخصيا. أما بالنسبة للحوار، فجميع الإعلاميين تقدموا لإجراء حوار مع الرئيس، والطبيعى أنه إما سيرفض الجميع، أو سيوافق لأحد الإعلاميين دون غيره، فهل ذلك دلالة حب للشخص، أم تفضيل لنوع الإعلام الذى يقدمه، وبالمناسبة ينتمى لنفس هذه المدرسة الوقورة والموضوعية زملاء آخرين منهم شريف عامر وخيرى رمضان.