«آية الله هاشمى رفسنجانى، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، توفى بعد حياة قضاها فى الكفاح والجهود المتواصلة من اجل تحقيق اهداف الاسلام والثورة»، هكذا نعى النظام الايرانى عرابه الأول رفسنجانى الذى توفى الأحد الماضى عن عمر يناهز 82 عاما. وذلك بعد أن عمل وهو «المعتدل الاصلاحى» على فك العزلة عن إيران وإعادة علاقاتها مع الدول الغربية، لتشكل وفاته خسارة كبيرة للمعتدلين والاصلاحيين فى ايران. وودما ما كان يصنف الثرى ابن تاجر الفستق، فى السياسة الايرانية المنغلقة على ذاتها بأنه ينتمى إلى تيار المحافظين البراجماتيين، والذى تسلم رئاسة البلاد بين عامى 1989 1997 وكلف مهمة إعادة اعمارها بعد الحرب المدمرة مع العراق (19801988)، كما باشر بخجل سياسة انفتاح على الغرب. تلقى رفسنجانى تعليمه الدينى فى مدينة قم، وأصبح عام 1958 من أتباع مؤسس الثورة الإيرانية، روح الله خمينى، وحصل على درجة «حجة الإسلام» وهى ثانى أعلى درجة فى العلوم الدينية عند الشيعة، بعد درجة «آية الله». وفى عهد شاه إيران دخل رفسنجانى مواجهة خجوله مع الشاه محمد رضا بهلوى، وعارض مبدأ عصرنة إيران الذى تبناه الشاه، واعتقله النظام الايرانى وقتئذ بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابى يسارى. وبعد الانقلاب على الشاه، وعودة الخمينى إلى إيران عام 1979، أصبح رفسنجانى أحد مساعديه المقربين، وشارك فى تأسيس الحزب الجمهورى الإسلامى. وخلال الحرب الايرانيةالعراقية كان السياسى المناور رفسنجانى فى قلب الاتصالات بين الولاياتالمتحدةوإيران وساعد طهران فى الحصول على أسلحة من إسرائيل بموافقة أمريكية، عام 1985، عرفت القضية بفضيحة إيران جيت، التى كادت تطيح بالرئيس الأمريكى وقتها رونالد ريجان. ولعب رفسنجانى دورا بارزا فى وصول رؤساء اصلاحيين إلى سدة الحكم فى ايران مثل الاصلاحى محمد خاتمى 1997 2005 كما قاد آلته السياسية لدعم الاصلاحى المعتدل حسن روحانى فى انتخابات 2014، وكان مؤيدا قويا للاتفاق النووى الذى توصلت اليه حكومة روحانى مع القوى الكبرى، وهو الاتفاق الذى ادى إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على ايران. ورغم الخلافات الحادة وصف المرشد الايرانى الاعلى اية الله على خامنئى الرئيس الاسبق اكبر هاشمى رفسنجانى بأنه «رفيق نضال»، وذلك فى رسالة نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية.