قبل أيام قليلة ، أعلن النجم التشيكي الموهوب اعتزاله اللعب نهائيا في نهاية الموسم الحالي بعد أن كان قد أعلن في وقت سابق العام الماضي اعتزاله اللعب دوليا. وفي أعقاب إخفاقات منتخب التشكيل في بطولة الأمم الأوروبية الماضية ، وإخفاقات ناديه الإيطالي الحالي اليوفنتوس ، كان من المنطقي أن يتخذ نيدفيد قراره النهائي بالاعتزال ، ولكنه أعرب عن شكوكه في قدرته على النجاح في مهنة التدريب بعد الاعتزال. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" قد أجرى هذا الحوار مع نيدفيد عبر موقعه الرسمي : الفيفا : لماذا أصررت على لعب موسم جديد مع يوفنتوس هذا العام؟ نيدفيد : أراد النادي أن يستفيد من خبراتي في تدعيم اللاعبين الصاعدين مثل سيباستيان جيوفينكو وكلاوديو مارتشيزيو ، وبصراحة فقد أعجبني التحدي. الفيفا : هذا هو موسمك السادس في مدينة تورينو مع اليوفي ، اذكر لنا أفضل ذكرياتك حتى الآن. نيدفيد : موسم 2002- 2003 كان أفضل موسم بالنسبة لي ، ويمكنني أن أصفه بأنه الأكثر اكتمالاً ، حيث فزنا بالسكوديتو ووصلنا إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ، وستظل مباراة الدور قبل النهائي أمام ريال مدريد ذكرى لا تنسى. الفيفا : وبالنسبة للأوقات العصيبة ، كيف تعاملت مع وجودك مع اليوفنتوس في دوري القسم الثاني؟ نيدفيد : كانت هذه المرحلة قاسية جداً ، فبعد كل ما قدمه النادي لي أحسست بأنني أدين له بالكثير ، وعلى هذا الأساس كان قرار بقائي ، وقد كافأنا النادي على عملنا على مدى عامين وترقينا إلى المستوى الأول وعودتنا إلى دوري الأبطال. الفيفا : ما هو شعورك تحديداً حيال ما قدمه لك يوفنتوس ، وماذا قدمت أنت له؟ نيدفيد : يوفنتوس أعطاني كل شيء ، فقد اكتسبت هنا عقلية الفوز هنا ، العقلية التي علمتني كيف أعتبر كل مباراة معركة ، تعلمت كيف أضغط على نفسي ، وكيف أسعى إلى تحقيق المزيد من الإنجازات ، وكيف أتخطى الصعوبات ، ومن جانبي ، فأنا قدمت للنادي كل وقتي وأتمنى أن أتركهم بشكل إيجابي. الفيفا : قبل اللعب ل"السيدة العجوز" لعبت للاتسيو ، ماذا تذكر عن تلك الفترة في العاصمة؟ نيدفيد : لم أندم على أي اختيار من اختياراتي المهنية حتى الآن ، فالسنوات الخمسة التي أمضيتها في لاتسيو ستبقى مليئة بالذكريات الجميلة ، ففيها بدأت أتعلم لغة جديدة وتدربت مع أفضل مدربين وحصلت على السكوديتو وكأس أوروبا وكأس أبطال الكؤوس وعدد من الكؤوس المحلية ، فماذا أحتاج أكثر من ذلك؟! الفيفا : هل تمنيت اللعب لدى فريق آخر أو في دوري آخر غير الإيطالي؟ نيدفيد : هذا اختيار شخصي ويتم بالتشاور مع عائلتي ، نحن نستمتع بوقتنا سواء كنا في روما أو في تورينو ، أنا أنتمي إلى تورينو بشكل كبير ، فقد ولد أبنائي هنا ، لماذا أرحل؟ وفي الوقت ذاته لا أنكر أن الدوري الإنجليزي يجذبني فأنا من أشد مشجعي فريق مانشستر يونايتد منذ طفولتي. الفيفا : هل ندمت على اعتزال اللعب الدولي؟ (ملحوظة) : أجري هذا الحوار قبل إعلان نيدفيد اعتزال اللعب نهائيا. نيدفيد : في سن الرابعة والثلاثين وبعد الاشتراك ثلاث مرات في البطولات الأوروبية وكأس العالم مرة واحدة من الطبيعي جداً أن تفسح مجالاً للأجيال الصاعدة ، وعلى الرغم من تمسكي بالبقاء ، فإن رغبتي في فتح المجال لمن هم أصغر سناً كانت أقوى فهم في أمس الحاجة للمشاركة على هذا المستوى من الاحتراف لتحسين مستواهم. الفيفا : كيف ترى مستقبل منتخب التشيك؟ نيدفيد : المنتخب التشيكي يمر بفترة انتقالية في الوقت الحالي ، فاللاعبون الكبار ينسحبون بشكل تدريجي ، ومن هم أصغر سناً إلى جانب الناشئين – الذين شاركوا في كأس العالم الأخير تحت 20 سنة - يفتقدون الخبرة ، ولهذا يقع العبء الأكبر على لاعبين مثل ميلان باروش وماريك يانكولوفسكي وزيدنيك جريجيرا وتوماس أويفلوزي في مساعدة الفريق على التكامل ، ولكن بعد ثلاث أو أربع سنوات من الآن سنعود للمنافسة على أعلى المستويات ، ولكن في الوقت نفسه أعتقد أننا سنتأهل إلى بطولة كأس العالم المقبلة. الفيفا : بعد الاعتزال نهائيا .. هل فكرت في تدريب يوفنتوس أو منتخب التشيك؟ نيدفيد : لا يمكن أن تصبح مدرباً بين ليلة وضحاها ، خاصة وأنك تفتقر للخبرة في هذا المجال ، ومن الأفضل البدء في مشوار التدريب خطوة بخطوة ، بمعنى البدء بتدريب الناشئين والتدرج بعد ذلك إلى الفرق الأكبر ، والمشوار طويل ، وفريق يوفنتوس ليس فريقاً سهلاً ، فهناك الكثير من الضغوط خاصة في ظل عقلية "ضرورة تحقيق الفوز" ، والمدربون الكبار هم الأقدر مني على ذلك. الفيفا : لقد قابلت الكثير من هؤلاء الكبار في مشوارك ، أيهم كان صاحب أكبر أثر على مشوارك المهني؟ نيدفيد : دينو زوف وزفين جوران إريكسون وكلاوديو رانييري وديدييه ديشام ، جميعهم كان لهم أثر كبير ، ولكن من أدين له بالفضل على وجه الخصوص مارتشيللو ليبي لأنه أعطاني المزيد من حرية الحركة في الملعب بوضعي خلف المهاجمين. الفيفا : وأخيراً ، هل تشعر بفارق في لعبك حالياً عما كنت عليه في بداياتك؟ ومن اللاعب الذي تراه خليفتك؟ نيدفيد : لا أشعر بأي فارق ، سواء كنت في العشرين أو في السادسة والثلاثين ، فإنني أشعر بنفس اللذة أثناء اللعب ، فأنا أستمتع بروح الفريق والكؤوس ، والبطولات هي دائماً الفكرة المسيطرة عليٌ ، أجد صعوبة فقط في المحافظة على مستوى اللعب في ظل وجود مباراة كل ثلاثة أيام ، أما بالنسبة لمن أراه خليفة لي فهذا سؤال صعب ، لكني اختار ابني فهو يلعب كرة القدم أيضاً.