«جارديان»: فوز ترامب بالرئاسة.. خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.. واتفاق سلام كولومبيا أبرز مفاجآت العام توقعات 2017: بوتين سيظل «بعبع الغرب».. عودة مناطق النفوذ بين موسكووواشنطن.. واستمرارية تهديد داعش للقارة العجوز رأت صحيفة «جارديان» البريطانية أن عام 2016 سينظر إليه من قبل المؤرخين فى المستقبل باعتباره نقطة تحول عالمية، أبرز ما فيها كان مفاجأة فوز الملياردير الجمهورى دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى، غير أنها رجحت أن يكون عام 2017 بمثابة عام المخاطر. وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها أمس، أن عام 2016 يعد نقطة تحول كونه شهد أحداثا مفصلية أخرى منها الزخم الحالى بشأن مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابى فى سورياوالعراق رغم الهجمات التى شنها بدء من نيس بفرنسا ووصولا لجاكرتا بإندونيسيا، وتوقيع اتفاق السلام فى كولومبيا لينهى أطول تمرد فى العالم، إلى جانب اتفاق باريس، الذى يمثل انفراجة بشأن قضية تغير المناخ. وقالت الصحيفة: إن انتصار ترامب على منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون أحدث صدمة ترددت أصداؤها فى شتى أنحاء العالم»، مضيفة أن الكثيرين يصفون 20 يناير المقبل موعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض وتسلمه مهام منصبه الرئاسى، بأنه يوم «الجمعة الأسود». وقالت الصحيفة: إن ثمة مخاوف من أن يلحق المذهب الترامبى الأمن العالمى والبيئة وحقوق الإنسان بأضرار لايمكن معالجتها، كما يرى البعض أن عام 2017 سيكون عام المخاطر. والمذهب الترامبى، حسب الصحيفة، يتمثل فى السياسات التى أعلنها ترامب ومنها مساندة الأنظمة الاستبدادية وشن الحروب المنفردة والاعتقال التعسفى دون محاكمة وتصنيف المهاجرين على أساس دينى وعرقى، لافته إلى أن ذلك يمكن أن يدمر مبادىء القانون الدولى وحقوق الإنسان، وهما من مبادئ الأممالمتحدة منذ عام 1945. إلى ذلك، رأت «جارديان» أن اختيار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبى، قد يؤثر بشكل كبير على التجمع الأوروبى خلال السنوات المقبلة. وتوقعت الصحيفة أن تكون مفاوضات الخروج التى ستبدأ فى مارس المقبل صعبة خاصة فيما يتعلق بحرية التنقل والوصول من وإلى بريطانيا وحرية النفاذ إلى السوق الأوروبية المشتركة. كما توقعت الصحيفة أيضا أن تتعمق الخلافات بين البريطانيين فى الأعوام المقبلة بعد قرار الخروج من الاتحاد خاصة إذا تهاوت قيمة الجنيه الاسترلينى أكثر. وأشارت «جارديان» إلى أن عام 2017 سيشهد انتخابات فى عدد الدول الأوروبية من أبرزها فرنسا حيث من المتوقع أن تحقق زعيمة حزب الجبهة الوطنية (يمين متطرف) مارين لوبن، لافتة إلى رغبة الأخيرة فى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبى والتخلى عن العملة الموحدة اليورو. ولفتت الصحيفة إلى أن خيرت فيلدز السياسى الهولندى المتطرف والمعادى للإسلام قد يقدم دافعا للوبن فى الانتخابات، التى تجرى فى هولندا فى مارس المقبل، حيث يطالب فيلدز بخروج هولندا من الاتحاد الأوروبى. وتابعت الصحيفة أن ألمانيا التى ستشهد انتخابات اتحادية فى سبتمبر، تسعى خلالها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لإعادة انتخابها لولاية رابعة، لكنها تواجه معارضة قوية من البديل المناهض للهجرة إلى ألمانيا. وأكدت الصحيفة أن كل هذا الغموض الداخلى قد يشل الاتحاد الأوروبى فى عام 2017، فى الوقت الذى يواجه فيه تدفق عدد قياسى من اللاجئين، وحالة ضعف مزمن لمنطقة اليورو، وتهديدات من روسيا وشريكا غير مؤكد فى واشنطن، فى إشارة إلى الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب. وحول مكافحة داعش، رجحت الصحيفة أن تركز واشنطن فى 2017 على تضييق الخناق على مسلحى داعش فى معاقلهم بالموصل فى العراق والرقة فى سوريا، لافته إلى أن تهديد التنظيم سيستمر، إذ تخشى أجهزة الأمن الأوروبية أن يشق مسلحو التنظيم طريقهم إلى أوروبا فى عام 2017، لشن هجمات فى القارة العجوز. وفيما يتعلق بروسيا، قالت الصحيفة: إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيحتفظ بلقبه «بعبع الغرب» فى عام 2017، حيث التدخل الروسى فى سوريا وأوكرانيا وحشودها العسكرية على طول حدودها مع جمهوريات البلطيق، وتوجه موسكو لبناء جسور من التعاون مع بكين سبب المزيد من الصداع بالنسبة للغرب. ورجحت الصحيفة أن يحدث نوع من التسوية السياسية الواقعية بين واشنطنوموسكو والعودة إلى مفهوم «مناطق النفوذ»، لافتة إلى أنه احتمال يقلق بشدة العديد من الدول حلف شمال الأطلسى «الناتو».