- جنرال سابق: فيون سيكون أميل للانفتاح على موسكو ونظام الأسد.. ولوبن ستتبنى الانعزال - شحاتة: الدور العسكرى الفرنسى فى الشرق الأوسط مرتبط بمصالح واشنطن على وقع الاستعدادات المتسارعة للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة مايو 2017، وغداة اختيار اليمين الفرنسى المحافظ فرنسوا فيون مرشحا للانتخابات الرئاسية، فيما لايزال اليسار مشتتا فى حرب مفتوحة بين الرئيس فرنسوا أولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس، تثور التساؤلات بشأن السياسة الخارجية الفرنسية واحتمالات تغييرها ولا سيما فى منطقة الشرق الأوسط التى تشهد دورا فرنسيا واسعا فى أزمات عدة منها العراقوسوريا وليبيا ولبنان. وبحسب محللين تحدثت معهم «الشروق» فإنه مع تزايد فرص اليمين الفرنسى فى الفوز بالرئاسة، فإن السياسة الخارجية لباريس حتما سيصيبها تغييرا ولا سيما فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، كما سيتم مراجعة الأدوار العسكرية الفرنسية فى الخارج. يأتى هذا فى وقت توقع فيه البعض أن تتقرب باريس أكثر من موسكو ورئيسها فلاديمير بوتين. وخلصت دراسة أجراها المعهد الوطنى للأبحاث واستطلاعات الرأى أخيرا إلى أن سياسة فرنسا الخارجية فى عهد أولاند تعانى من التبعية والتخبط، مما تسبب فى استياء وإحباط الشعب الفرنسى، وخاصة تجاه تعاطيه مع ملف الإرهاب. واستندت الدراسة على نتائج استطلاع رأى أجرته صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية أخيرا جاء فيه أن 96% من الفرنسيين الذين شملهم الاستبيان عبروا عن رفضهم لسياسة بلادهم وسياسة الغرب عموما الداعمة للتنظيمات الإرهابية فى سوريا. من جهته، قال جان برنارد بيناتل، الخبير العسكرى والجنرال السابق بالمخابرات الفرنسية إن «السياسة الخارجية الفرنسية المقبلة ستعتمد على توجهات الرئيس المنتخب»، مشيرا إلى أنه «فى حالة فوز اليمينى فرنسوا فيون فإن مراجعة كبيرة لسياسة بلاده بشأن الشرق الأوسط خاصة فى سورياوالعراق ستكون أولوية». وأوضح أن فيون حال توليه سيتبع سياسة خارجية مغايرة عن السياسة الراهنة، إذ إنه يميل نحو التقارب مع موسكو، وهو ما قد يعنى خروج عن موقف الإجماع الأوروبى بشأن السياسة الروسية، كما يميل فيون إلى الانفتاح على نظام الرئيس السورى بشار الأسد ومعسكره المتمثل فى إيران وحزب الله من أجل القضاء على تنظيم «داعش». ومع تزايد احتمالات فوز اليمين واحتدام المعركة بين فيون واليمينية المتطرفة مارى لوبن، قال بيناتل إنه فى حالة فوز لوبن، وهو احتمال قد يبدو ضعيفا، فإنه من المرجح أن تنغلق فرنسا على نفسها وتغلق حدودها لوقف الهجرة وقد تتفاوض فى مسألة بقائها فى منطقة اليورو. وتابع الخبير العسكرى، قائلا: «أتوقع أن باريس تحت ولاية الرئيس المقبل ستتبنى موقفا حازما يتضمن عقوبات اقتصادية وسياسية ضد الدول التى تدعم التطرف الدينى بشكل عام». من جهته، قال رزق شحاتة، رئيس جماعة العلمانية والعضو بحزب «الاتحاد الديمقراطى المستقل» فى فرنسا ل«الشروق» إن «السياسة الخارجية الفرنسية ما هى إلا انعكاس للسياسة الأمريكية باعتبار باريس حليفا أصيلا لواشنطن، وأن سياسة باريس العسكرية فى الشرق الأوسط ستتسق مع مصالح واشنطن أيا كانت توجهات المرشح الرئاسى حتى بعد فوز الجمهورى دونالد ترامب».