على عكس ما كان متوقعا بين بورصة الترشيحات لتولى منصب وزير الخارجية فى الإدارة الأمريكية الجديدة، اقترب أمس ريكس تيلرسون، رئيس مجلس إدارة مجموعة إكسون موبيل النفطية العملاق والتى تعتبر خامس أكبر شركة أمريكية من حيث القيمة السوقية، إلى المنصب بعدما رجحت جميع التقارير الأمريكية اختياره من قبل الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب. ورغم أن تيلرسون، الجمهورى مول معظم حملات الجمهوريين الانتخابية بدءا من جورج دبليو بوش إلى ميت ررومنى وصولا إلى جيب بوش فى 2016 إلا أنه لم يمول حملة ترامب نظرا لأن حملة ترامب كانت ثرية بثراء صاحبها، على حد قوله. ويرتبط المهندس تيلرسون الذى درس الهندسة المدنية بجامعة تكساس بعلاقة قوية للغاية بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين الذى قلده وسام الصداقة الروسى عام 2013، حيث تجمع بين الرجلين معرفة تمتد إلى أكثر من 20 عاما كما يتمتع بعلاقة تفاهم مع مستشار بوتين المقرب ايجور ايفانوفيتش والمعروف عنه بأنه «الرجل الثانى» فى موسكو كما كانت علاقته جيدة بالرئيس الروسى الأسبق بوريس يلتسن. حييث استطاع تيلرسون بسبب تفاهماته مع موسكو الاتفاق على التوصل إلى عقد يلزم موسكو بمشاركة واشنطن فى البحث عن الغاز فى منطقة القطب الشمالى ووصلت قيمة العقود 300 مليار دولار. ليكتسب بذلك رجل الأعمال الأمريكى تيلرسون خبرته الدبلوماسية من إبرام صفقات مع دول أجنبية لصالح أكبر شركة للطاقة فى العالم. ورأى محللون أن اختيار ترامب لتيلرسون يعكس توجه ادارته لتحسين العلاقات بين واشنطنوموسكو. ولتيلرسون أيضا خبرة ليست هينة فى منطقة الشرق الأوسط فهو قضى باليمن رئيسا لشركة اكسون اليمن لمدة عامين (1995 1997)، كما وقع عقود تنقيب نفط فى اقليم كردستان العراقى فى تحدٍ صارخ للسياسية العراقية الرسمية والتى تقضى بمنع أقليم كردستان من توقيع عقود النفط منفردة. ويرى وزير الخارجية الأمريكى الجديد أن العقوبات التى تفرضها واشنطن على دول ممثل ايران وكوريا الشمالية عديمة القيمة لأنها لا تطبق بشدة، كما انتقد العقوبات الأمريكية على روسيا بسبب تدخلها فى أوكرانيا. وله رأى مثير للجدل فيما يتعلق بمسألة التغير المناخى حيث يعارض بشدة فكرة تقييد استخدام الوقود الحيوى. ولد تيلرسون عام 1952 فى ويتشيتا فولز بولاية تكساس، وحصل على درجة البكالوريوس فى الهندسة المدنية عام 1975، وذلك من جامعة تكساس، ويُدير تيلرسون شركة إكسون موبيل منذ عام 2006