إعداد هالة عبداللطيف ومروة محمد وهايدى صبرى ورباب أحمد: صحف بريطانية: مع اقتراب أعياد الميلاد عمال الإغاثة يلملمون أشلاء الأقباط صحف أمريكية: الحكومة لم تستطع إنهاء المظالم التى يتعرض لها الأقباط وسائل إعلام فرنسية: الأقباط يدفعون ثمن تأييدهم للرئيس السيسى.. ودائمًا مهمشون فى المجتمع المصرى «جورزاليم بوست» الإسرائيلية: أكبر الضربات الموجهة لنظام السيسى والإرهاب ينتقل من سيناء إلى العاصمة أدانت صحف عالمية، اليوم، حادث تفجير الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية والذى اسفر عن مقتل 25 قبطيا وجرح 49 آخرين؛ واعتبرته الأسوأ الذى استهدف مسيحيين فى مصر منذ تفجير كنيسة القديسين 2010 والذى أسفر سقوط عن 21 قتيلا. ففى بريطانيا، وصفت افتتاحية صحيفة التايمز المشهد المصرى ب«العار» وذكرت أنه «مع قرب الاحتفالات بعيد الميلاد، يقوم المتطوعون وعمال الإغاثة فى مصر بلململة أشلاء جثث القتلى الذين سقطوا جراء انفجار قنبلة خلال قداس للأقباط فى القاهرة الأحد الماضى». وأوضحت التايمز أن «العديد من مؤيدى تنظيم داعش وتنظيم جهادى آخر كانوا يحتفلون بهذا الاعتداء على وسائل التواصل الاجتماعى تماما كما كانوا يحتفلون بجميع الاعتداءات العنيفة ضد المسيحيين التى ازدادت مع بدء ثورات الربيع العربى». وختمت التايمز بالقول إن الحكومة المصرية وعدت بالدفاع عن الأقباط وحمايتهم من العنف الطائفى، إلا أن تركيز قوات الأمن المصرية مشتتا بسبب حربها على الإرهاب». من جهتها، نقلت صحيفة الجارديان البريطانية تصريحات عن أقباط رفضوا الإفصاح عن هويتهم قولهم بأن «الحكومة لا تحمى الأقباط بشكل خاص، وأصبحت لا تحمى جموع المصريين بشكل عام»، أما الباحث فى شئون الأقليات والحريات الدينية فى المفوضية المصرية للحقوق والحريات مينا ثابت فقد أكد أن «حادث البطرسية سيؤثر بشكل سلبى على دعم الأقباط للرئيس السيسى الذين دعموه بشكل كبير خوفا من استهدافهم من قبل المتشددين الإسلاميين». واعتبرت مجلة «الإيكونوميست» الحادث بمثابة «تراجع إلى الوراء» فى مسألة الحريات الدينية ولفتت إلى أن مصر كانت قد حققت تقدما ملحوظا فى مسألة حقوق الأقباط للمرة الأولى منذ عام 2013 وذلك وفقا لتقرير لجنة الحريات الدينية الأمريكية لعام 2016 والذى جاء فيه أن مصر قد اتخذت بعض «الخطوات الإيجابية ازاء مسألة الحريات الدينية». بدورها تابعت الصحافة الأمريكية الحادث باهتمام، وذكرت «واشنطن بوست» الأمريكية، فى تقرير لها، إن الهجمات التى استهدفت الأقباط فى مصر تزايدت منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عام 2011، مشيرة إلى أن «الهجوم الأخير الذى استهدف الكنيسة البطرسية بالعباسية هو الأخطر من نوعه خلال السنوات الأخيرة». فيما انتقدت مجلة «فورن بوليسى»، الاضطهاد المستمر لأقباط مصر، وقالت فى تقرير لها إنه بعد عزل الرئيس محمد مرسى فى يوليو 2013، ورأى الاقباط فى الرئيس السيسى منقذهم، لكن من الواضح أن السيسى لم يستطيع حل المظالم التى يتعرض لها الأقباط منذ زمن». ونقلت ال«فورن بوليسى» عن إسحق إبراهيم، الباحث البارز فى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إدانته لمشروع قانون تنظيم بناء الكنائس، الذى وافق عليه العديد من رجال الدين المسيحيين، ومرره البرلمان المصرى، مشيرا إلى أنه «يعزز سيطرة السلطات على المجتمع المسيحى، ويتضمن أحكامًا أمنية تؤدى لخضوع قرارات بناء الكنائس لأهواء الغوغائيين». وأوضحت المجلة أن ما يعزز من تنامى ظاهرة الاعتداء على المسيحيين فى مصر، أن المعتدين لا يخضعون لعقاب القانون بل تترك الدولة الأمر لمجالس الصلح المحلية، والتى لم تفعل شيئا يذكر لتخفيف الشعور بالظلم، بل غالبًا ما تسمح بإفلات الجناة. وفى باريس رأت صحيفة لوموند فى تقرير لها تحت عنوان «دماء الأقباط فى مصر غطت الأرض» أن الحادث الإرهابى يعد «الأكثر دموية ضد المسيحيين فى مصر منذ سنوات». من جهتها نقلت شبكة «آر إف إى» الفرنسية الإخبارية عن المفكر الفرنسى روبير سوليه قوله «إن الأقباط يدفعون ثمن دعمهم وتأييدهم للرئيس السيسى، فهم من صوتوا له فى الانتخابات الرئاسية». فيما أحصى موقع «فرانس إنفو» الإخبارى الفرنسى الحادث الإرهابى الأخيرعلى الكاتدرائية التى تعد رمزا لمسيحيى الشرق هو الاعتداء ال«42» على الكنائس المصرية خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن استهداف الأقليات المسيحية المستمر فى مصر قد أثار غضب المجتمع القبطى واحتقانه لاسيما تجاه قوات الأمن المتهمة بفشل حماية الكنيسة». من جانبها وصفت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية أنه الحادث الأسوأ الذى تعرضت له الأقلية الدينية فى مصر وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن الحدث الإرهابى الأول الذى يستهدف كنيسة قبطية، موضحة أن المجتمع القبطى الأكثر استهدافا من قبل الجماعات الإرهابية فى مصر. بدورها، أثنت صحيفة «كوريرى ديلا سيرا» الإيطالية، فى تقرير لها، عن دور الأقباط المصريين فى بناء اقتصاد البلاد قائلة «على الرغم من أن العديد من الأقباط على عتبة الفقر إلا أن هناك الكثير منهم ساهم فى بناء الاقتصاد المصرى». وأضافت الصحيفة: «يعمل الغالبية العظمى من الأقباط فى المشغولات الذهبية فضلا عن صناعة الدواء»، مشيرة إلى أن عائلتة ساويرس التى تسيطر على قطاع الاتصالات من خلال شركة «أوراسكوم» تعد من أكثر العائلات ثراء فى القاهرة. وأبرزت الصحيفة الإيطالية المناصب السياسية التى تقلدها الأقباط فى مصر كمنصب وزير الخارجية المصرية الذى تقلده الراحل بطرس بطرس غالى قبل أن يصبح الأمين العام المتحدة بعد ذلك.