- رويترز: سياسات أوباما فى المنطقة الإسلامية منيت بالعديد من النكسات بدءا من حل القضية الفلسطينية وصولا بالأزمة العراقية والليبية واليمنية.. وبوتين يحظى بوضع لم تصله موسكو منذ 1991 اعترف مسئولون أمريكيون، اليوم، بأن خسارة قوات المعارضة المعتدلة التى تدعمها الولاياتالمتحدة النصف الشرقى من حلب أكبر مدن سوريا أمام القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا ستكون هزيمة لجهود الرئيس باراك أوباما لتشجيع الديمقراطية ودحر الإرهاب فى الشرق الأوسط. وعكس تقييمهم المتشائم توقع سقوط آخر مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة فى حلب قريبا فى يد الجيش السورى المدعوم من إيران وفصائل شيعية. وقال بول بيلار، وهو محلل أمريكى كبير سابق لمعلومات المخابرات: إن «سقوط شرق حلب سيواجه الولاياتالمتحدة بحقيقة أن دعم معارضة معتدلة مع أى أمل بأن تتولى الحكم فى سوريا فى المستقبل لم يعد أملا». وقال المسئولون إن هذه الهزيمة ستقلل من تأثير الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب على مسار الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا منذ أكثر من خمس سنوات والتى من المحتمل أن تستمر على نفس المنوال وتشعل عدم استقرار بشكل أكبر وتطرفا عنيفا وتدفقا للاجئين وتناحرات إقليمية. وستمثل خسارة قوات المعارضة المعتدلة انتصارا كبيرا للرئيس بشار الأسد وتضمن سيطرته على كل المدن السورية الرئيسية ومعظم الجنوب والقطاع الأوسط الذى يمثل العمود الفقرى والجناح الغربى المجاور للبحر المتوسط. وستبرر هذه الخسارة أيضا رهان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بأن باستطاعته إنقاذ الأسد حليف موسكو منذ فترة طويلة بالتدخل فى سبتمبر 2015 بقوة جوية ومدفعية طويلة المدى ومستشارين عسكريين ودعم آخر. ومع إعلان روسيا أمس أنها ستبدأ محادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن انسحاب المعارضة المسلحة من شرق حلب وهى خطوة قال مسئول أمريكى لرويترز، طلب عدم نشر اسمه، إن من المرجح أن تقبلها واشنطن لإنقاذ الأرواح. ومع استعداد أوباما لترك منصبه فى 20 يناير منيت سياساته فى العالم الإسلامى بسلسلة نكسات. فقد تبددت آماله بحل القضية الفلسطينية. وقام بسحب القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية 2011 ولكنها عادت مرة أخرى. وفى أفغانستان بدأت طالبان تستعيد أراضى كانت القوات الأمريكية والقوات المتحالفة قد طردتها منها. وتسود الفوضى ليبيا. ومع ذلك فإن سوريا أوضح هزيمة أمريكية. وتحدث بعض المسئولين الأمريكيين بمرارة عن قرار أوباما بعدم التدخل بشكل أقوى فى الحرب. وقالوا إنه على الرغم من أن أوباما قدم بعض الدعم لجماعات المعارضة المعتدلة فإن ذلك لم يكن كافيا على الإطلاق لتحقيق هدف الولاياتالمتحدة بإجبار الأسد وحلفائه على التفاوض لتحل حكومة وحدة وطنية محل الأسد. وتؤكد أيضا هزيمة المعارضة المعتدلة عودة موسكو كقوة إقليمية رئيسية ذات نفوذ وهو وضع لم تحظ به روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفييتى فى 1991. وقال مسئول أمريكى عن جهود واشنطن للتوصل لحل دبلوماسى مع موسكو «فى النهاية الروس ليس لهم مصلحة فى إنهاء الحرب. «إنهم يريدون أن يكسبوها». وحذر مسئولون أمريكيون آخرون من أن الصراع قد يتصاعد لأن تراجع الدعم الأمريكى لمعارضى الأسد قد يدفع السعودية وقطر وتركيا إلى تكثيف مساعداتها العسكرية لجماعات المعارضة، وقد تزود المعارضة بمزيد من الأسلحة الفتاكة، وهو ما يثير احتمال أنه قد يتم استخدامها فى نهاية الأمر ضد أهداف غربية.