تصاعدت حدة المعارك بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة للسيطرة علي حلب وسط تفاقم خطير لمعاناة المدنيين في المدينة السورية الاستراتيجية. قال مقاتلو المعارضة السورية إنهم صدوا هجوما للجيش في جنوب حلب في الوقت الذي واصلت فيه طائرات روسية وسورية قصف مناطق سكنية في الأجزاء المحاصرة من المدينة حيث تقطعت السبل بآلاف المدنيين. أضافوا أنهم ألحقوا خسائر بمقاتلين موالين للحكومة بعد ساعات من الاشتباكات علي الحافة الجنوبية لشرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة. قالت وسائل إعلام مؤيدة للحكومة إن الجيش يواصل حملة كبري بمؤازرة من فصائل تدعمها إيران وغطاء جوي روسي لاستعادة السيطرة الكاملة علي المدينة المقسمة في أعقاب انهيار وقف لإطلاق النار الشهر الماضي. وقال التلفزيون السوري إن اعتداءات المعارضة باستخدام القذائف أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في حلب. ويدعم هجوم الجيش غطاء جويا من حكومة الرئيس بشار الأسد وحلفائها وأسفر عن قصف مستشفيات وتدمير بنية تحتية وسقوط مئات من الضحايا المدنيين. وعلي صعيد متصل ذكرت وكالة رويترز في تحليل لها ان المعارك الضارية الحالية يمكن ان تستمر أسابيع أو شهورا غير أن من المرجح أن تسقط مدينة حلب العاصمة التجارية السابقة لشمال سوريا في أيدي القوات الحكومية التي تتقدم تحت غطاء جوي روسي وأشد موجات القصف عنفا في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ست سنوات. وستمثل السيطرة علي المدينة - مفتاح شمال غرب سوريا - نصرا للرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين كما ستمثل هزيمة موجعة للمعارضة السورية المدعومة من الولاياتالمتحدة والغرب. ومع ذلك يعتقد معظم المراقبين للأوضاع في سوريا أن ذلك لن يعني نهاية الحرب. بل من المرجح أن يفسح المجال أمام حركة مقاومة طويلة الأمد من جانب الطائفة السنية تقوم علي أساليب حرب العصابات يتم فيها دفع جماعات المعارضة المعتدلة الباقية التي يدعمها الغرب وحلفاؤه في المنطقة دفعا إلي أحضان المتشددين. وفي الحرب التي تدعم فيها أطراف عالمية وإقليمية كثيرة أطرافا محلية سيبقي الأسد لكنه سيصبح زعيما لدولة أصغر منكسرة ومفتتة تعيش أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. قال روبرت فورد السفير الأمريكي لدي سوريا في الفترة من 2011 إلي 2014 "الروس يفعلون في حلب وسوريا ما فعلوه في جروزني.. الأمر نفسه" مشبها ما يحدث الآن بالطريقة التي دمرت بها روسيا عاصمة جمهورية الشيشان لتعويض ما منيت به من انتكاسات في القوقاز.