واشنطن-بيروت-رويترز- تعهد الكرملين بمواصلة عملياته في سوريا بينما يدرس المسئولون الأمريكيون ردودا أكثر صرامة علي قرار روسيا تجاهل عملية السلام والسعي إلي انتصار عسكري نيابة عن الرئيس بشار الأسد. وشنت موسكو ودمشق هجوما هذا الشهر لاستعادة قطاع من مدينة حلب تسيطر عليه المعارضة وتخلتا عن وقف جديد لإطلاق النار بعد أسبوع من سريانه للشروع فيما قد تكون أكبر معركة في الحرب التي بدأت قبل نحو ست سنوات. وبدأ مقاتلو المعارضة تقدما في الريف قرب مدينة حماة في وسط البلاد حيث قالوا إنهم حققوا مكاسب وتتهم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بنسف الجهود الدبلوماسية للسعي وراء انتصار عسكري في حلب ويقولان إن موسكو ودمشق مدانتان بجرائم حرب لاستهدافهما المدنيين والمستشفيات وعمال الإغاثة لكسر إرادة 250 ألف شخص يعيشون تحت الحصار داخل أكبر مدينة سورية. ووصفت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني الغارات الجوية في حلب بأنها "مذبحة" وقالت إن الحكومات الأوروبية تدرس استجابتها في هذا الصدد. وتقول الحكومتان الروسية والسورية إنهما لا تستهدفان سوي المسلحين. وأبلغ أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأمريكي أعضاء الكونجرس أن الرئيس باراك أوباما طلب من مسئولي الإدارة بحث الطريقة التي قد ترد بها واشنطن. وقال: الرئيس الأمريكي باراك أوباما طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف علي مراجعتها بنشاط شديد. وأضاف "عندما يتسني لنا بحثها في الأيام القادمة ستتاح لنا الفرصة للعودة والحديث عنها بالتفصيل". وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي تفاوض شخصيا علي الهدنة الفاشلة في محادثات مع روسيا علي الرغم من الشك الذي أبداه غيره من كبار المسئولين الأمريكيين إن واشنطن قد تتوقف عن المساعي الدبلوماسية ما لم يتوقف القتال. ودعا إلي وقف الطلعات الجوية وهي خطوة رفضتها موسكو. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا ستواصل العملية التي يقوم بها سلاحها الجوي دعما لنشاط مكافحة الإرهاب الذي تقوم به القوات المسلحة السورية. وقال بيسكوف إن واشنطن تتحمل مسئولية القتال لتقاعسها عن الوفاء بالتزامها بالتفرقة بين مقاتلي المعارضة السورية "المعتدلة" والإرهابيين. وأضاف: نعبر بشكل عام عن أسفنا إزاء الطبيعة غير البناءة للخطاب الذي عبرت عنه واشنطن في الأيام الماضية. في غضون ذلك يدرس مسئولون أمريكيون اتخاذ ردود أقوي إزاء هجوم الحكومة السورية المدعومة من روسيا علي حلب بما في ذلك الردود العسكرية بيد أنهم وصفوا نطاق الردود بأنه محدود ويقولون إنه من غير المرجح اتخاذ إجراءات تنطوي علي مخاطرة مثل الغارات الجوية علي الأهداف السورية أو إرسال مقاتلات أمريكية لمرافقة قوافل المساعدات. ستمثل استعادة حلب أكبر انتصار في الحرب للقوات الحكومية وربما تكون نقطة تحول في صراع تقول معظم الدول الخارجية حتي الآن إنه لن يحسم بالقوة. وأدي القصف الذي وقع الأسبوع الماضي إلي مقتل مئات الأشخاص وخلف مئات المصابين من دون سبيل لإدخال الإمدادات الطبية لهم. وهناك نحو 30 طبيبا فحسب داخل المنطقة المحاصرة. وأوقفت الغارات الجوية والقصف أكبر مستشفيين عن العمل. وتقول روسيا إن دعم الأسد هو السبيل الوحيد لهزيمة الدولة الإسلامية. وتقول واشنطن إن يدي الرئيس السوري ملطختان بالكثير من الدماء ويجب أن يترك السلطة. وتقصف واشنطن أهداف الدولة الإسلامية في الشرق لكن تجنبت باستثناء ذلك المشاركة في الحرب الأهلية في بقية أنحاء البلاد تاركة الميدان مفتوحا لروسيا التي انضمت للحرب قبل عام مرجحة كفة الصراع لصالح حليفها الأسد. قال مسئولون من المعارضة لرويترز إن ضراوة الهجوم تدفع العديد من الجماعات المناهضة للأسد المدعومة من الغرب للتعاون علي نحو أوثق مع مقاتلي الجماعات المتشددة خلافا للاستراتيجية التي كانت تأمل واشنطن أن تتبعها تلك الجماعات. وفي حلب تشترك قوات المعارضة التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر في تخطيط العمليات مع جيش الفتح وهو تحالف من الجماعات الإسلامية يشمل الجناح السابق لتنظيم القاعدة في سوريا ومن ناحية أخري تشارك جماعات الجيش السوري الحر المسلحة بصواريخ مضادة للدبابات أمريكية الصنع في هجوم كبير قرب محافظة حماة مع جماعة جند الأقصي التي تستلهم نهج القاعدة وهو ما حول بعض قوة نيران الجيش من حلب صوب تلك المنطقة. ومقاتلو الجيش السوري الحر علي خلافات فكرية عميقة مع الجماعات المتشددة بل إنهم خاضوا قتالا ضدها في وقت من الأوقات. وقال مسئول كبير في أحد فصائل المعارضة في حلب: في وقت نموت فيه ليس من المنطقي أن نتحقق أولا مما إذا كانت جماعة مصنفة كجماعة إرهابية أو لا قبل التعاون معها. الخيار الوحيد الذي أمامك هو المضي في هذا الاتجاه. وقال مسئولان أمريكيان إن سرعة انهيار المسار الدبلوماسي في سوريا وتقدم القوات الموالية للحكومية في حلب أخذت بعض مسئولي الإدارة علي حين غرة.