- وزيران ل«الشروق»: كيف تتحدث الجماعة عن المصالحة وهى تواصل العنف والتحريض والإرهاب؟ - قيادى إخوانى: تصريحات إبراهيم منير تعبر عن شخصه فقط.. وتقديرى أن السيسى مستمر حتى 2022.. نبحث هجر العمل السياسى لفترة وترك الخيار أمام كوادرنا للمشاركة فى أى تكوين حزبى.. والجماعة مارست أخطاء كارثية والضربة التى تلقاها التنظيم مؤلمة قالت ثلاثة مصادر حكومية مختلفة إنه لا صحة على الإطلاق لأى تفكير حكومى فى المصالحة مع جماعة الإخوان، كما تردد فى بعض وسائل الإعلام فى الفترة الأخيرة. وفى اتصال هاتفى مع مصدر مسئول بمؤسسة كبرى، قال نصا: «هذا هو المستحيل الثامن، والحكومة لم تفكر فى هذا الموضوع إطلاقا، لأن الجماعة ما تزال تمارس الإرهاب على الأرض». وقال مسئول رفيع ل«الشروق» على هامش افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى المؤتمر الدولى لتكنولوجيا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبوع الماضى: «لا يوجد أى مسئول فى الدنيا يكره المصالحة والاستقرار والهدوء.. لكن السؤال الطبيعى هو: أى مصالحة وبأى طريقة ومع أى طرف وبأى تكلفة وشروط؟». وأضاف المسئول أنه يعتقد «أن جماعة الإخوان لم تحسم الأمر حتى هذه اللحظة، وما تزال تحلم بالسلطة عن طريق العنف والإرهاب وبالتالى فهى غير مهيأة أساسا للمصالحة أو التسوية»، مردفا إن: المصالحة بالطريقة القديمة التى تمت أيام السادات ومبارك لم تعد صالحة للاستنساخ فى العهد الحالى، لأن المعطيات والظروف تغيرت تماما. وتابع المسئول: «حتى لو افترضنا جدلاً أن إى مسئول يريد المصالحة، فإن غالبية الشعب سوف ترفض ذلك، بعد أن شاهدوا بأعينهم ما فعلته الجماعة على الأرض من اغتيالات وعنف وتدمير للبنية التحتية خصوصا أبراج ومحولات الكهرباء وبعض وسائل المواصلات». فيما شدد أحد كبار الوزراء، فى تصريحات ل«الشروق» أن كل ما يقال عن المصالحة: «كلام فاضى لا أساس له من الصحة، ولا يوجد إلا فى خيال من يطلقه»، متسائلاً: «كيف يتحدث الإخوان عن المصالحة فى حين يستمرون فى ارتكاب عمليات العنف والإرهاب والتحريض؟!». وفى تقدير هذا الوزير المطلع بدقة على هذا الملف فإنه يعتقد أن الإخوان وصلوا إلى مرحلة شديدة من الضعف، وجربوا كل الحيل وفشلت وراهنوا على التظاهر العنيف وفشلوا، وغالبية القوى السياسية ترفض التعاون والتنسيق معهم. ويضيف أن: فوز ترامب فى أمريكا وانهيار مشروع الإخوان فى أكثر من مكان بالمنطقة خصوصا فى سوريا، ثم التقارب التركى مع روسيا، كل ذلك أقنع الإخوان بأن رهاناتهم الأساسية على القوى الخارجية، التى دعمتهم قد انهارت. ما سبق وفقا للوزير المطلع على الملف، هو ما دفع إبراهيم منير القيادى الإخوانى المقيم فى بريطانيا قبل أيام، للحديث عن المصالحة. فى المقابل قال قيادى إخوانى، أنه بالفعل لا يوجد أى أساس لحديث المصالحة على أرض الواقع، كما نسمعه فى وسائل الاعلام. وأضاف القيادى: أن تصريحات إبراهيم منير، لا تعبر إلا عن رأيه الخاص فعلا، وتلك هى قناعاته الشخصية، معتقدا أن كل ما يشغل منير وبعض قيادات الجماعة هو الحفاظ على التنظيم، وبالتالى فهم مستعدون لطرق كل الأبواب التى تساعدهم على ذلك. القيادى الإخوانى قال ل«الشروق»: إنه يعتقد أن نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى سيكمل فترته الأولى، حتى عام 2018، ومن الوارد جدا أن يستمر لفترة رئاسية ثانية حتى عام 2022 من دون وجود أى معارضة حقيقية على الأرض، خلافا لما يظنه معظم قيادات وكوادر وأعضاء جماعة الإخوان. وكشف القيادى الإخوانى ل«الشروق» عن أن مجموعة محمود عزت قد تمكنت أخيرا من بسط سيطرتها على كل مكاتب الجماعة الإدراية، بما فيها المكاتب العشرة، التى كانت تسيطر عليها مجموعة محمد كمال الذى لقى مصرعه قبل أسابيع قليلة فى اشتباك مع قوات الأمن داخل شقة سكنية فى حى المعادى. وعن وجود أى مفاوضات مع الحكومة قال المسئول الإخوانى: «هناك رسائل كانت رايحة وجاية، بين الحكومة والجماعة، لكنها لم تكن إطلاقا مع أى مسئول له صفة رسمية، بل عبر وسطاء يتبرعون أحيانا بمحاولة رأب الصدع». واعتبر المسئول الإخوانى أنه فى كل الأحوال فإن الجماعة تعرضت لضربة أمنية شديدة ومؤلمة فى الفترة الماضية، لكنها تظل قادرة على المرونة والتكيف بفضل خبراتها السابقة، خصوصا بعد أن استعادت السيطرة على مكاتبها داخل وخارج مصر من سيطرة المجموعة الشبابية التى كان يديرها محمد كمال وتتنبنى العنف والإرهاب. ولم ينكر المسئول الإخوانى الأخطاء الكارثية التى وقعت فيها الجماعة منذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن، لكنه يعتقد أن الدولة سوف تستفيد كثيرا عندما تصل إلى صيغة ما للتهدئة أو المصالحة مع الجماعة، التى يمكنها أن تقدم خدمات كثيرة لمصر شرط الوصول إلى أى صيغة مقبولة من الطرفين، حسب قوله. وتابع ما زالت الجماعة تضع خطط إستراتيجية من خلال تكوينتها التنظيمية المختلف، لكنها تعود وتغيرها سريعا، وفقا للمتغيرات التى تحدث على الأرض، مشيرا إلى أنه من ضمن ما تبحثه الجماعة خلال الفترة الحالية هجر العمل السياسى بشكل تنظيمى ولفترة لم تحدد بعد، موضحا «من الوارد أن نكتفى بالعمل الدعوى والاجتماعى، فيما يترك لأعضاء الجماعة حرية الاختيار فى المشاركة فى أى تكوين حزبى، دون توجيه».