الحصاد: لم يكن يحق لأحد معاملة فكرى بهذه الطريقة.. والآلاف يتظاهرون للتنديد بالحادث المأساوى أكد وزير الداخلية المغربى محمد حصاد، اليوم، عزمه على تحديد ملابسات مقتل بائع سمك سحقا فى شاحنة لجمع النفايات فى شمال البلاد، ومعاقبة المسئولين عن هذه المأساة، وذلك غداة خروج آلاف المواطنين فى مظاهرات للتنديد بالحادث. وشدد الوزير حصاد فى مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية على أنه «لم يكن يحق لأحد معاملته (بائع السمك) بهذه الطريقة»، قائلا «لا يمكن أن نقبل أن يتصرف مسئولون على عجل وبغضب، أو فى ظروف تنتهك حقوق الناس». وأضاف حصاد أنه «لا يمكن اعتبار الدولة مسئولة بشكل مباشر عن مقتل (بائع السمك)، لكن على الدولة مسئولية تحديد الأخطاء ومعاقبة» مرتكبيها. وحول ملابسات الواقعة، قال حصاد «نحن متأكدون من أن الشخص المعنى قد غادر الميناء فى سيارة مع شخص آخر، ورفض التوقف عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة. وعندما أعطى التحذير، تم اعتراض السيارة التى كانت فى داخلها كمية كبيرة من سمك أبوسيف، وهو نوع يمنع صيده» فى المغرب. وأضاف: «تم ابلاغ المدعى العام، واتخذ قرارا بإتلاف البضائع غير المشروعة. بعد ذلك، جميع الأسئلة تطرح». وقتل محسن فكرى بائع السمك البالغ 30 عاما مساء الجمعة فى الحسيمة (شمال) عندما علق فى مطحنة شاحنة لنقل النفايات بينما كان يحاول على ما يبدو اعتراض عناصر شرطة فى المدينة سعوا إلى مصادرة بضاعته واتلافها. واثارت الظروف الفظيعة لمقتله الذى صور بهاتف محمول ونشر على الإنترنت صدمة بين السكان. وتناقلت شبكات التواصل صورة لجثة فكرى وهى عالقة داخل مطحنة الشاحنة، وخرج آلاف المغاربة فى مظاهرات فى عدة مدن وبلدات للتنديد بالحادث. وسارت مساء أمس فى وسط مدينة الحسيمة مسيرة احتجاجية ضخمة شارك فيها الآلاف، جابت بعض الشوارع، وتوقفت أمام مخفر للشرطة حيث رفع المحتجون شعار «قتلة مجرمون» فى وجه رجال الشرطة الذين لم يتحركوا من مكانهم، وطالبوا المتظاهرين بالاستمرار فى المسيرة. وسارع العاهل المغربى الملك محمد السادس الموجود فى تانزانيا حيث يختتم جولة دبلوماسية واسعة فى شرق أفريقيا، إلى ايفاد وزير الداخلية إلى الحسيمة ل«تقديم التعازى» إلى عائلة فكرى، مشددا على التطبيق الصارم للقانون على الجميع.