عَبَرَ آلاف التايلانديين مئات الكيلومترات واحتشدوا، اليوم السبت، أمام القصر الملكي في «بانكوك»؛ للانحناء أمام نعش الملك «بوميبول ادوليادي»، حيث يعتبره مواطنوه نصف إله، والذي توفي في 13 أكتوبر عن عمر يناهز 88 عامًا، بعدما حكم البلاد 70 عامًا. ويتهافت المواطنون بالآلاف يوميا منذ وفاته أمام أبواب القصر الملكي؛ لينشدوا أغانِ أو يصلوا من أجل راحة نفسه. وسيسمح لأول مرة، السبت، ل10 آلاف شخص بالدخول إلى قاعة العرش، حيث سجي جثمان الملك لفترة الحداد التي تستمر سنة كاملة. وقال «سامان داوروانج»، 84 عامًا، جالسا في صف انتظار يلتف في أرجاء المنتزه الشاسع المقابل للقصر: "إنني أنتظر هنا منذ الساعة الواحدة صباحا"، مضيفًا أنه قدم بالقطار من محافظة «ناخون ساوان» بوسط البلاد، ونام في واحدة من الخيم التي نصبتها السلطات أمام القصر. وتابع وهو يحمل بيديه صورا للملك: "لم يغمض لي جفن من شدة سعادتي وفخري بحضوري إلى هنا". وشجعت السلطات العسكرية، التجمعات الشعبية الحاشدة، وسيرت حافلات وقطارات مجانًا؛ لنقل الناس إلى «بانكوك». وتحكم السلطات العسكرية، «تايلاند»، منذ الانقلاب الذي وقع في مايو 2014؛ بهدف حماية الملكية. كما طلبت من الراغبين في الدخول إلى القصر الملكي، الالتزام بتعليمات صارمة تفرض عليهم ارتداء ملابس سوداء، وعلى النساء وضع تنانير طويلة، بالإضافة إلى احترام الحداد على الملك، حيث أنه موضوع بالغ الحساسية في «تايلاند». وتقول السلطات العسكرية، إنها شددت المراقبة على شبكات التواصل الاجتماعي؛ لرصد أي تعليقات مسيئة للملك. وكثيرا ما تجسدت وحدة التايلانديين من خلال دعم الملكية في مجتمع منقسم سياسيًا. و«تايلاند» منقسمة منذ 10 سنوات، بين النخب المؤيدة للملكية أو «القمصان الصفر»، و«القمصان الحمر» أو أنصار رئيس الوزراء السابق «تاكسين شيناواترا».