اتهامات إثيوبية ل«عناصر» مصرية بالمساهة فى الاضطرابات.. و«الخارجية».. نرفض التدخل فى شئون أديس أبابا السفير المصرى ل«الشروق»: لم نُبلغ رسميًا بأى اتهام.. ومن مصلحتنا استقرار إثيوبيا سعت مصر، اليوم، لاحتواء ما يمكن تسميته «فتنة الأمورومو» مع إثيوبيا التى وجهت اتهامات لعناصر مصرية «غير مدعومة من الحكومة» بتدريب وتسليح المشاركين فى موجة من الاضطرابات فى المناطق المحيطة بالعاصمة، فيما قال السفير المصرى فى أديس أبابا أبوبكر حفنى تلقى مصر أى اتهام رسمى من أديس أبابا فى هذا الشأن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبوزيد، اليوم، إنه تجرى حاليا اتصالات رفيعة المستوى بين مصر وإثيوبيا للتأكيد على أهمية الحفاظ على العلاقات الثنائية وضرورة اليقظة أمام أى محاولات تستهدف الإضرار بها. وأضاف المتحدث، فى تصريح صحفى أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن «الاتصالات الجارية تعكس إدراكا مشتركا لخصوصية العلاقة بين البلدين والمصالح والمصير المشترك بينهما». وجدد المتحدث التأكيد على «احترام مصر الكامل للسيادة الإثيوبية وعدم تدخلها فى شئونها الداخلية». من جانبه قال سفير مصر لدى اثيوبيا ابوبكر حفنى إن الجانب الإثيوبى لم يوجه لمصر رسميا أية اتهامات خاصة بدعم جبهة الأورومو وذلك خلال اللقاء الذى جرى مع وزير الدولة الإثيوبى برهانى كرستوس بناء على طلب الأخير. وأوضح فى تصريحات خاصة ل«الشروق» اليوم، أن «الجانب الإثيوبى طلب توضيحا للفيديو الذى يتحدث فيه شخص بلهجة مصرية يؤكد دعمه لجبهة الأورومو وهو ما قمت بنفيه تماما وان مصر ملتزمة بما يذاع على تليفزيونها الرسمى وهو ما يعبر عنها». وذكر ابو بكر حفنى الذى تولى مهام منصبه كسفير لمصر فى اثيوبيا ومندوب مصر فى مفوضية الاتحاد الأفريقى فى أكتوبر من العام الماضى أن هذا التسجيل لا يعبر عن موقف مصر الرسمى والتزامها بمبدأ عدم التدخل فى الشؤن الداخلية للدول وان مصر حريصة على استقرار اثيوبيا. وأشار حفنى إلى أن اللقاء تطرق لما تقوم به مصر من مشروعات تختص بالبنية التحتية وأخرى فى مجال الصحة فى إثيوبيا، مؤكدا أن مصر ليس من مصلحتها احداث قلاقل فى اثيوبيا، منبها إلى أن محاولات الوقيعة بين الشعبين لن تنجر إليها مصر إعلاميا، و«ما اذيع من خلال شريط فيديو لا يعبر إلا عن صاحبه». وقال سفير مصر لدى اثيوبيا إنه عقد مؤتمرا صحفيا مع عدد من وسائل الإعلام الإثيوبية اوضح خلاله حرص مصر على علاقات جيدة مع اثيوبيا ومشيرا إلى أن الأسبوع الماضى شهد التوقيع على العقود الاستشارية لسد النهضة، وسندخل فى مفاوضات جديدة خاصة بالملء والتشغيل للسد». وأضاف «العلاقات بين البلدين منذ مجىء الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تطور مستمر وتم إغلاق صفحة الماضى وتم التعبير عن هذه العلاقة عبر خمسة لقاءات تمت بين الرئيس السيسى ونظيره الإثيوبى حتى الآن وهناك من ينظر بعين القلق للتطور المصرى الإثيوبى ويحاول أن يدس الوقيعة بيننا وبينهم ونحن منتبهون لها»، حسب قوله. وتابع ابو بكر حفنى «العلاقات مع اثيوبيا فى الفترة المقبلة ستشهد تطورا ولن تنحصر فقط فى مجال المياه، بل ستتطور إلى آفاق مختلفة عبر صندوق يتم انشاؤه بين الدول الثلاث مصر واثيوبيا والسودان لإقامة مشروعات مختلفة متوقعا ان يبدأ نشاط بشأنه فى العام القادم. وذكر أن التنسيق بين مصر واثيوبيا قائم فى المحافل الدولية ومنها مجلس الأمن، حيث ستتولى اثيوبيا مقعدا غير دائم فى مجلس الأمن بداية من العام القادم، وقامت مصر بدعم اثيوبيا فى ترشيحها للمجلس وسنسعى معا للتنسيق الأفريقى ونقل صوت افريقيا فى مجلس الأمن، كما أن مصر ساندت ترشيح الدكتور تيدروس ادهانوم فى منظمة الصحة العالمية وهو دليل على أن العلاقات تسير فى اطار جيد». وحول تأثير وجود معارضة اثيوبية فى القاهرة على العلاقات بين البلدين قال ابو بكر حفنى: «يوجد لاجئون إثيوبيون فى القاهرة وهم ملتزمون بقواعد التى تحكم اقامة اللاجئين والتى تنص على عدم قيامهم بأى نشاط سياسى». وكان المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية جيتاتشو رضا، قد وجه اتهاما إلى عناصر أجنبية تسلح وتدرب وتمول مجموعات تلقى أديس أبابا عليها بمسئولية اندلاع موجة من الاضطرابات فى مناطق محيطة بالعاصمة. وقال جيتاتشو فى مؤتمر صحفى نقله موقع وكالة «رويترز» العربى، بعد يوم من الإعلان عن فرض حالة الطوارئ فى البلاد «هناك دول متورطة بشكل مباشر فى تسليح تلك العناصر وتمويلها وتدريبها». وذكر المتحدث الإثيوبى بالاسم إريتريا ومصر بوصفهما مصدرين لدعم «العصابات المسلحة»، لكنه قال إن من المحتمل أن تلك العناصر التى تؤيد المسلحين فى الداخل تعمل دون دعم حكومى رسمى وليست «أطرافا رسمية».