بحضور وزراء الاقتصاد العرب، أطلق الأمين العام لجامعة الدول العربية، الموقع الإلكتروني الجديد «بوابة الشبكة العربية للمعلومات»، أثناء الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته العادية (98)، التي بدأت أعمالها بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الخميس، برئاسة زياد العزاري وزير التجارة والصناعة التونسي. ووجه «أبو الغيط»، في بداية الاجتماع، التهنئة إلى الجمهورية التونسية على توليها رئاسةِ الدورة العادية (98) للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، مُتمنيا لها خالص التوفيق في هذه المُهمة. "ولا يفوتني أن أعُبر عن عميق التقدير لمملكة البحرين، ولمعالي الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة وزير المالية، على الإدارة الحكيمة لأعمال الدورة السابقة للمجلس". وقال: "يجب أن نعترف أن الأمةُ العربية تعيش واحدة من أصعب اللحظات في تاريخها المعاصر. إنها لحظة ضاغطة وضعت مجتمعاتنا أمام تحدياتٍ غير مسبوقة على كل الأصعدة، وليس خافيا ما أفرزته الصراعات الناشبة في بعض دولنا من أزمات إنسانية حادة تُدمي قلوبنا جميعاً، وهي أزمات لا تُهدد الحاضر فحسب وإنما تسحب من رصيد المُستقبل وتضعُ أعباء إضافية على كاهل أبنائنا وأحفادنا". وتابع أن "أجيالا تنشأ في محيط من العنف والاحتراب الداخلي والفوضى، التي تعصف ببعض الدول العربية، لن تستطيع أن تسهم في بناء الغد بعد أن حرمت من أبسط فرص الحياة الكريمة من مأوى ومأكل وملبس وتعليم وعلاج. ويتعين أن نضع نصب أعيننا هذا الواقع، بكل ما فيه من عوامل الألم والمعاناة، ونحن نتحدث عن قضايا التنمية المستدامة بكل ما تحمله من وعدٍ بالتغيير وأمل في الارتقاء". وأشار إلى أن "كُلفة الصراعات والحروب التي تدور رحاها في المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية، هي أكبر خصم من رصيد النمو الاقتصادي، وهي بمثابة وباء ينسف كل طموح للتقدم على صعيد التنمية الإنسانية والمُستدامة. كما أن استمرار القضية الفلسطينية، أقدم صراعات المنطقة وأطولها، من دون حل دائم وعادل، يمثل حاجزا منيعا أمام تحقيق الاستقرار في المنطقة، وحائلاً يُعطل النمو الاقتصادي الذي يُعد السلام الشامل شرطاً ضرورياً له. من ناحية أخرى، وطالما ظل المُجتمع الدولي وقواه الفاعلة على هذه الحال من اللامُبالاة والتحلل من المسؤولية إزاء معاناة الفلسطينيين، ستبقى المنطقة عُرضة لموجات التطرف السياسي والديني". وأضاف «أبو الغيط»: "وسط هذه الحالة من الاضطراب واليأس نُصر، نحن العرب، على التمسك بالأمل.. ونرفض أن نترك مستقبلنا رهينة لقوى التطرف والتخلف واليأس. وفي هذا السياق، أدعو مجلسكم الموقر إلى تبني الحملة التي أطلقها مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب تحت عنوان: «لا للعنف.. لا للإرهاب.. لا للتطرف»، وهي احدى المُبادرات الهامة التي ترمي للقضاء على آفة الإرهاب، وهو - كما تعلمون جميعا - أخطر ما يواجه المُجتمعات العربية من تهديدات في وقتنا الراهن، بل لا أُبالغ إن قُلتُ إن الإرهاب يُعَدُ التهديدَ الأول للحضارةِ العالميةِ برُمتِها في هذا الزمان. "وبرغم التهديدات والمخاطر، تظل هذه الجامعة بيت العرب وفضاء فسيح للحُلم، ومنصةَ انطلاقٍ لكل مُبادرة مُخلصة تُحسن من واقعِ الإنسان العربي اقتصاديا واجتماعيا. ومن هنا تنبع أهمية اجتماع مجلسكم الموقر اليوم. فلا سبيل لمواجهة حالة التردي والتدهور التي تُعاني منها المُجتمعات العربية سوى باستنهاض همة هذهالمُجتمعات من أجل البناء والعمران، وإيقاظ طاقاتها الكامنة بهدف خلق واقع اقتصادي واجتماعي جديد"، بحسب الأمين العام للجامعة العربية.