فى إطار الشراكة بين مكتبة الإسكندرية والأزهر الشريف، صدر كتاب «شيخ الجامع الأزهر فى العصر العثمانى»، من تأليف الدكتور حسام محمد عبدالمعطى؛ الأستاذ فى جامعة بنى سويف. والذى يأتى فى إطار سلسلة من الإصدارات الوثائقية الخاصة بإعادة تأريخ الأزهر الشريف. ويقول الدكتور حسام عبدالمعطى؛ مؤلف الكتاب، إن الدراسة تسعى فى الأساس إلى دراسة منصب شيخ الجامع الأزهر؛ فتعمل على التعرف على بداية نشأة هذا المنصب، والعوامل التى أدت إلى ظهوره، والدور الذى قام به شيخ الأزهر فى التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل المجتمع المصرى خلال العصر العثمانى، مضيفا أن فهم ذلك يفسر لنا بروز الدور السياسى لشيخ الأزهر خلال القرن الثامن عشر، وهو الدور الذى جاء متوافقا أيضا مع بروز دور العلماء داخل المجتمع المصرى خلال الفترة نفسها. ويوضح المؤلف أن الكتاب يسعى لدراسة العلاقة الجدلية بين المتغيرات الثلاثة التى حكمت ذلك المنصب ومن شغله خلال العصر العثمانى، وهى الدين بما يمثله من طاقة محركة للسلوك العام لغالبية المصريين، والسياسة بما تمثله من ممارسات السلطة، والتعليم كفن يسعى إلى تشخيص العقيدة من مفاهيم وتوجيهات إلى سلوك وأعمال. ويرى المؤلف أن أغلب الشواهد التاريخية تشير إلى أن التطور الأكبر للأزهر حدث فى النصف الأول من القرن السادس عشر، مع دخول مصر تحت السيادة العثمانية، حيث كانت هناك العديد من العوامل التى أدت إلى تراجع أهمية المدارس المملوكية وتزايد أهمية الأزهر التعليمية؛ أهمها تراجع إيرادات هذه المدارس نتيجة لتدنى قيمة العملة، وتراجع الصراع بين المذاهب الإسلامية الأربعة بشكل كبير، وتزايد إيرادات الأزهر وأوقافه خلال هذه الفترة.