بملامح حزينة، ووجوه اعتلتها الكآبة، شيع الآلاف من أهالى قرية دمليج التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، مساء أمس، جثمان الشهيد علاء طلال أبو ريشة، ابن القرية الذى استشهد بصحبة 2 آخرين من رفاقه بالقوات المسلحة، إثر تفجير سيارة "فنطاس مياه" تابعة لقوات الأمن بعبوة ناسفة، أثناء سيرها بوسط سيناء. العشرات من أهالى القرية ورفاق الشهيد بالجيش، تجمعوا أمام مدخل القرية، منذ الثامنة مساء فى انتظار وصول جثمان البطل، الذى التحق بصفوف القوات المسلحة منذ حوالي 3 سنوات. ومنذ أن تطأ أقدامك قرية دمليج «الصغيرة»، تكاد تعرف أن ثمة حادث جلل قد وقع هنا؛ حيث تسمع بوضوح صراخ النساء أقارب الشهيد وجيرانه والكثير من نساء القرية، الذين وقفوا على جانبى الطريق المؤدى إلى المقابر، يطلقن صرخات حادة، ويبكين، ويصرخن، ويرددن بصوت مبحوح، عبارات رثاءً للشهيد. الرجال والشباب والعجائز، شوهدوا أيضا في الطرقات يجهشون ببكاء مرير، حتى تلاشت أصوات غالبيتهم، المشهد كان مهيبا عند وصول سيارة الإسعاف تحمل جثمان الشهيد إلى المكان المخصص لصلاة الجنازة بالقرية؛ حيث تصارع كل كبير وصغير لحمل الجثمان، الذى وضع في تابوت ملفوف بعلم مصر، ومكتوب فى مؤخرته «عريف مقاتل علاء طلال أبو ريشة». العشرات من رجال القرية البسطاء، بجلابيبهم ذات الألوان الغامقة، تجمعوا حول بعضهم، يواسون أسرة الشهيد، الذى فقد والده منذ عدة سنوات، ليحمل على عاتقه مسؤولية رعاية أسرته الصغيرة، التى تضم والدته و3 أشقاء من البنات ساعد في تجهيز عرسهم قبل وفاته، وفتى صغير لم يتجاوز الحادية عشر من عمره. وبينما الجميع منشغل في البكاء، انزوى أحد أقارب الشهيد في زاوية قريبة من مكان القبر؛ حيث يرقد الشهيد، ليتمتم بعبارات: «قتلوه.. قتلوه بالغدر والخيانة وما واجهوه.. حسبى الله ونعم الوكيل».