توقعات بانتهاج أردوغان خطا سياسيا أكثر استبدادا بعد فشل محاولة قلب نظام حكمه أرجع رون بن يشاى، محلل الشئون الأمنية فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، اليوم، فشل محاولة الانقلاب فى تركيا إلى أن «الانقلابيين لم يكونوا مدعومين من باقى أعضاء المؤسسة العسكرية فى البلاد، فالجانب الأكبر من الجيش التركى موالٍ للرئيس رجب طيب أردوغان، وخرج للدفاع عن حكمه»، بالإضافة إلى ترك الرئيس التركى حرا. وأضاف يشاى أنه «لو كان الانقلابيون تمكنوا من اعتقال أردوغان منذ البداية لم يكن الانقلاب ليفشل، فكون أردوغان حرا وقادرا على مخاطبة العالم الخارجى وإرسال رسائل لأنصاره قد أنقذه». وتابع محلل الشئون الأمنية الإسرائيلى أن «المفاجأة الكبرى كانت فى الجماهير التى استجابت لدعوة أردوغان لمواجهة الانقلابيين، ومعظم الجنود والضباط لم يرغبوا فى إطلاق النار على المدنيين، لاسيما عندما رأوا حشودا تتجه نحوهم». بدوره، رأى إيلى شاكيد، القنصل الإسرائيلى السابق فى أسطنبول أن احتمال وقوع انقلاب يخيم على الحكومة التركية منذ سنوات. وقال شاكيد إن «هناك جيوب مقاومة لسياسات الأسلمة التى ينتهجها أردوغان وكذلك سياسته الفاشلة بشأن كيفية تعامل الدولة مع الإرهاب»، مضيفا أن «أنصار الرئيس التركى من ذوى التوجه المحافظ يتمركزون فى إسطنبول، غير أن هناك دعما مماثلا أيضا فى العاصمة أنقرة وإلا لكان الانقلابيون نجحوا فى محاولتهم». من جانبها، رجحت جاليا ليندنشتراوس، خبيرة الشئون التركية فى معهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى أن يكون أردوغان أكثر استبدادا فى تصرفاته، عقب هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة، كما يبدو أن هذه المحاولة قد عززت من موقعه كرئيس كما يريد»، فى إشارة لطموح لرئاسة قوية (نظام رئاسى) فى البلاد. وقالت ليندتشراوس: إن السؤال الأهم ماذا يريد أن يفعل أردوغان بعد توطيد سلطته، التى لن تكون قطعا أمرا جيدا بالنسبة لخصومه». ووصفت خبيرة الشئون التركية إتهام الرئيس التركى لحركة «خدمة» التى يتزعمها الداعية عبدالله كولن، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب بأنها «أقل مصداقية». وقالت ليندنشتراوس إن «كولن بدأ كحليف لأردوغان فى سنوات حكمه الأولى ثم صار خلاف بينهما وتحول فى أعين أردوغان إلى خائن»، مضيفة أن «كولن لم يكن لديه صلات قوية بالجيش، فى حين أنه يمتلك نفوذا فى القضاء وبين عناصر الشرطة».