- قاسم المصرى: نهاية لمقولة الجيش حامى علمانية الدولة.. وهاشم ربيع: إرادة الشعب تفوقت على الجيش.. لبيب: «قرصة ودن» من أطراف دولية وصف دبلوماسيون ومحللون سياسيون مصريون محاولة الانقلاب التى وقعت مساء أمس فى تركيا، ب«الهزلية»، مؤكدين أنها ولدت ميتة، لأن قطاعا عريضا من الأتراك حسم الموقف بتأييد الحكم المدنى الديمقراطى عن النظام العسكرى، إضافة إلى أنها لم تحظ بتأييد داخل الجيش التركى ذاته. من جانبه، شدد السفير سيد قاسم المصرى، ل«الشروق» مستشار أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى، على أن فشل الانقلاب العسكرى فى تركيا أمس الأول، يعتبر نهاية لمقولة إن الجيش حامى علمانية الدولة التركية، مشيرا إلى وقوف ممثلى الأحزاب العلمانية. وأكد قاسم، أن ما حدث أسدل الستار نهائيا على الانقلابات العسكرية فى تركيا بعد الفشل الذى حققوه بالأمس، مضيفا أن الأتراك دافعوا عن الديمقراطية وأفشلوا المخطط الذى يحاك ضدهم. من جهته، قال أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور مصطفى كامل السيد: «لا شك أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ارتكب أخطاء بدأت بصراعه مع فتح الله كولن وهو زعيم حركة سياسية كانت تؤيد حزب العدالة والتنمية، وانتهك حقوق الإنسان وعزل القضاة والصحفيين وضيق على الحريات، وحاول أن يغير الدستور التركى لتتحول تركيا من جمهورية برلمانية لرئاسية لتركيز السلطات فى يده، ولم تكن سياسته حكيمة مع الأكراد فى الداخل، مع إيمانه بإزاحة بشار الأسد لحل الأزمة السورية، لكن كل المعطيات السابقة لم تدفع الشعب إلى مساندة الانقلاب الذى قاده عناصر من القوات المسلحة التركية». وأضاف أستاذ العلوم السياسية، ل«الشروق»، أن فشل محاولة الانقلاب بسبب أن أحزاب المعارضة أيدت المسار السياسى، إضافة إلى تفضيل المواطن التركى الحفاظ على النظام الديمقراطى ورفض العسكرى، برغم عدم موافقة الكثيرين على سياسات أردوغان، وأيضا لأنه لم يكن يعبر عن إجماع داخل الجيش التركى، بالإضافة إلى أن أجهزة الأمن كانت تؤيد النظام التركى، وسط انقسام داخل الجيش، وحشود شعبية تمكن الحزب من تعبئتها. واعتبر كامل، أن محاولة الانقلاب «رسالة مهمة»، لأنها قد تدفع أردوغان إلى التراجع عن تعديل الدستور التركى، وإعادة صياغته للشأن الخارجى. وأوضح نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن إرادة الشعب التركى تفوقت على إرادة الجيش وهى الأساس، وأن ذلك هو السبب الرئيسى لما حدث أمس الأول، إضافة إلى إيمانهم بالديمقراطية، مضيفا أن محاولة الانقلاب أثبتت أن كل ما يردده الإعلام فى مصر عن أردوغان ثبت كذبه، وأن الحقيقة تقول إنه رجل قوى فى الداخل. ووصف الباحث السياسى فى الشأن التركى صلاح لبيب، انقلاب تركيا ب«الهزلى» مؤكدا أنه ولد ميتا، مضيفا أن المحاولة الأخيرة تختلف عن سابقتها لأنها لم تكن مؤيدة سوى من السلاحين الجوى والبرى، لكن فى السابق يعلن قائد الجيش تنصيب نفسه رئيسا، مشيرا إلى أنها تُعد «قرصة ودن» من أطراف دولية، كى يتنازل أردوغان عن بعض سياساته التى اتخذها فى فترة سابقة.