- قائد سابق بالجيش البريطانى: كبار الضباط كانوا على علم بتلك الممارسات.. ووزارة الدفاع البريطانية ترفض التعليق كشف ضابط سابق فى الجيش البريطانى أن الجنود البريطانيين المشاركين فى غزو العراق عام 2003 أجبروا المدنيين العراقيين على اجتياز الأنهار ما أدى لمقتل عدد منهم غرقا، مشيرا إلى أن تلك الممارسة جرت على نطاق واسع نسبيا. وفى بيان تضمن شهادته وقدمه إلى لجنة التحقيق فى ضحايا الحرب فى العراق، قال قائد سابق فى الحرس الأيرلندى (فرقة بالجيش البريطانى)، إن كبار الضباط بالجيش كانوا على علم بأن القوات البريطانية تجبر اللصوص المشتبه بهم على اجتياز الأنهار، فى إطار تصديهم لتفشى عمليات النهب عقب الإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين، حسبما نقلته صحيفة «جارديان» البريطانية، أمس. ووصف الضابط فى بيانه كيف خرجت حشود من المدنيين إلى شوارع البصرة بجنوب العراق لمشاهدة القتال بين القوات البريطانية والعراقية، موضحا أنه «بعد سيطرة القوات البريطانية على المدينة، كانت المحاولات الأولية لاعتقال اللصوص غير عملية لكثرة عددهم، فكانوا كأسراب النمل الأبيض، وسرقوا كل شىء»، على حد تعبيره. وواصل «كنا نستخدم مجموعة متنوعة من الأساليب للتعامل مع اللصوص، مثل جعلهم يجلسون فى الشمس دون ارتدائهم أحذية، أو الزج بهم فى الأنهار والممرات المائية». وأضاف أن «هذه الممارسة (الزج باللصوص فى الأنهار) معروفة تماما لكل أهالى البصرة، فما فعلناه باللصوص كان مثار حديث الجميع طيلة الوقت». وأكد الضابط استحالة ألا يكون القادة على علم بهذا الموضوع، مشيرا إلى أنه ناقش الأمر خلال اجتماع فى المقر المحلى للجيش البريطانى بالمدينة. من جانبها، رفضت وزارة الدفاع البريطانية التعليق على تلك الشهادة، وقالت «الجارديان» إنه من غير الواضح كم يبلغ عدد المواطنين العراقيين الذين قضوا غرقا بتلك الطريقة، مشيرة إلى أن أسر كل من أحمد جبار وكريم على (15 عاما) وسعيد شبرم (19 عاما) رفعا قضايا ضد الحكومة البريطانية للمطالبة بالتعويض عن غرقهم فى حوادث منفصلة بمحافظة البصرة فى مايو 2003. ونوهت الصحيفة إلى أن تلك الشهادة تأتى قبيل الإعلان المنتظر اليوم لتقرير لجنة تشيلكوت حول المشاركة البريطانية فى الحرب على العراق، والذى استغرق اعداده 7 أعوام.