كتب : منى زيدان ووفاء فايز وأحمد عجاج وآية عامر وأحمد كساب - سهولة فى الجبر والجيولوجيا وصعوبة لضيق وقت الإجابة فى التاريخ - احتياطات أمنية فى محيط «التعليم» و«الصحفيين».. وطلاب يرتدون الأسود حدادًا على الامتحانات - «شاومينج» تنشر أسئلة الرياضيات بعد 8 دقائق من بدء اللجنة.. ورصد 20 حالة غش أُسدل الستار الاثنين، على امتحانات الثانوية العامة للعام الحالى، والتى شهد العديد من التسريبات، كان أكثرها فجاجة مادتا التربية الدينية والرياضيات التطبيقية (الديناميكا)، اللتان ألغتهما وزارة التربية والتعليم وحددت موعدا آخر لهم، فى حين أجلت ثلاث مواد إلى أمس، بعد أن كان من المقرر امتحانهم الأسبوع الماضى، وأدى الطلاب (نظام حديث) أمس امتحانهم فى مواد الجيولوجيا والعلوم البيئية لشعبة العلوم، والرياضيات البحتة (الجبر والهندسة الفراغية) لشعبة الرياضيات، والتاريخ للشعبة الأدبية. وقالت غرفة العمليات المركزية بوزارة التربية والتعليم، إنها لم تشهد أو أى من الغرف الفرعية على مستوى الجمهورية حتى بدء الامتحان أى تسريب لأوراق الأسئلة، وأنه تمت متابعة وصول جميع الأسئلة إلى لجان سير الامتحان والاطمئنان على انتظام العمل. وبلغ عدد الطلاب الذين أدوا امتحان مادة الجيولوجيا 216 ألفا و171 طالبا وطالبة فى 1886 لجنة، وفى مادة التاريخ أدى 224 ألفاو 290 طالبا وطالبة الامتحان فى 1560 لجنة، وأدى 120 ألفا و349 طالبا وطالبة امتحان مادة الرياضيات البحتة (الجبر والهندسة الفراغية) فى 1827 لجنة، ورصدت غرفة العمليات المركزية بوزارة التربية والتعليم 20 حالة غش أثناء الامتحانات الثلاثة. وأوضحت وزارة التعليم، أن الامتحانات التى تداولها بعض مواقع التواصل الاجتماعى قبل بدء اللجنة لا صلة لها بالامتحان الحقيقى، وطالبت الوزارة أولياء الأمور والطلاب بعدم الانسياق وراء تلك الامتحانات المزيفة التى تتداولها مواقع التواصل الاجتماعى والتى تستهدف تشتيت جهود الطلاب، بما يؤثر عليهم بالسلب خلال أداء الامتحانات. ونشرت صفحة الغش الإلكترونى «شاومينج بيغشش ثانوية عامة» على «فيسبوك»، الاثنين، امتحان مادة التاريخ والجبر الهندسة الفراغية، بعد بدء الامتحان بنحو 8 دقائق، كما نشرت صفحة الغش الإلكترونى «القيصر بيغشش ثانوية عامة»، الورقة الامتحانية لمادة «الجيولوجيا» الذى يؤديه طلاب القسم العلمى (علوم)، بعد 30 دقيقة من بدء اللجنة. وتحسبا لتظاهر الطلاب عقب الامتحان، شهد محيط وزارة التربية والتعليم تشديدات أمنية مكثفة، وتواجدت سيارتان مصفحتان فض شغب و4 سيارات أمن مركزى ناقلات جنود، والعشرات من أفراد المباحث والشرطة ومدير مباحث العاصمة ومدير الأمن المركزى، إلى جانب إغلاق شارع الفلكى المتواجد به الوزارة، وإزالة جميع الباعة الجائلين من محيط الوزارة، كما شهدت نقابة الصحفيين وجود بعض التأمينات، وظهرت سيارة مدرعة وسيارة أمن مركزى فى محيط النقابة. وأمام لجان أم الأبطال والشهيد هشام شتا والإيمان، ومجمع المدارس بالهرم ارتدى عدد من الطلاب التيشرتات السوداء، تلبية للحملة المعلنة مسبقا تحت مسمى «آخر يوم بالأسود»، لاعتراضهم على إلغاء وتأجيل الامتحانات، والقبض على زملائهم أثناء تظاهرهم. وشهدت اللجان تواجدا مكثفا من أولياء الأمور الذين ينتظرون أبناءهم بالخارج، وأشاروا إلى استيائهم من إلغاء وتأجيل الامتحانات، وعدم محاسبة المسئولين عن تسريبها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، إلى جانب إلقاء القبض على عدد من الطلاب لاعتراضهم على قرار الإلغاء، مطالبين بضرورة الإفراج عنهم. وسمح مسئولو اللجان بدخول الطلاب دون تفتيش، لمنع تأخرهم عن المواعيد المحددة للامتحان وتجنب الشكاوى السابقة عن تسلم الطلاب لأوارق الامتحانات بعد مرور الوقت الأصلى. وتوافد طلاب الثانوية العامة على لجان مدارس شبرا الثانوية بنات والسيدة نفيسة والتوفيقية لأداء الامتحانات، يرتدون شارات سوداء احتجاجًا على تأجيل الامتحانات، وارتدت الطالبات ملابس سوداء استعدادًا للتظاهر عقب خروجهن من اللجان. وقال أولياء أمور، خلال انتظارهم على أبواب اللجان: «مش مصدقين إن النهارده آخر يوم كنا فى كابوس وخلص»، وأضافت سناء حسين، أحد أولياء الأمور: «نتمنى أن أولادنا ميكونوش كبش فداء فى أعمال التصحيح، ويتم التعسف معهم بحجة تسريب الامتحانات. وأمام لجان امتحان الرياضيات البحتة (الجبر والهندسة الفراغية) سادت حالة من الفرحة، لسهولة الأسئلة، وقال عدد من الطلاب إنهم تمكنوا من إنهاء الامتحان قبل منتصف الوقت لأن الأسئلة جاءت مباشرة ودون تعقيد. وقالت إنجى ممدوح، إحدى طالبات الثانوية بمدرسة أم الأبطال، إن «الامتحان لم يكن متوقعا فى ظل التوتر المحيط بالطلاب فى الأيام القليلة الماضية»، لافتة إلى أن «معظم الطلاب استطاعوا إنجاز الامتحان فى وقت قصير». الطالبة هبة عبدالله، قالت إن «الامتحان لم يخرج عن المنهج إلى جانب تعاون المراقبين فى فرض حالة من الهدوء فى بعض اللجان، بينما سيطرت حالة من الغش فى اللجان الأخرى». فى المقابل، اشتكى بعض الطلاب من سوء معاملة المراقبين لهم، وتوزيع ورق الامتحان متأخرًا 10 دقائق عن الوقت الأصلى، حيث أشارت الطالبة منى عبدالسلام إلى أن أحد المراقبين قام بالتحدث معهم بلهجة عنيفة بدون سبب، على حد قولها، مما أثار حالة من التوتر داخل اللجان. وقالت الطالبة منة السيد، إن «فرحة الامتحان لن تغير من الأمر شىء»، لافتة إلى إصرارهم على مطالبهم بالإفراج عن زملائهم، وخفض التنسيق، ومحاسبة المسئولين عن تسريب الامتحانات. وحرص عدد من الطالبات على التقاط الصور «سيلفى» عقب خروجهن من اللجنة. وخيمت أجواء من الفرح على طلاب الثانوية العامة شعبة علمى رياضة بعد الانتهاء من أداء امتحان الجبر للنظام الحديث، بمدارس وسط القاهرة. وأعربت الطالبة حسناء محمود عن سعادتها بالامتحان، مطالبة بمحاسبة كل من تسبب فى تأجيل الإاتحانات وإعادتها، الأمر الذى كان له أثر سلبى على كثير من الطلبة. وفى مادة التاريخ تباينت آراء الطلاب حول الامتحان، حيث أكد بعضهم سهولة الامتحان، وقدرتهم على الإجابة على جميع الأسئلة، التى جاءت دون تعقيد، بينما واجه البعض الآخر صعوبة فى أسئلة الامتحان، لاحتوائه على جزئيات تحتاج وقتا أطول للإجابة. وقالت أميرة الأحمدى، إحدى طالبات الثانوية العامة، بمدرسة أم الأبطال بالهرم، إن الامتحان جاء مباشرا ومن المنهج ودون تعقيد، إلا أن حالات الغش داخل اللجان، أفقدت الطلاب تركيزهم، لافتة إلى أن الطلاب ارتدوا اليوم التيشرتات السوداء حدادا على التعليم، استجابة للحملة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى أمس. ومزق عددا من الطالبات أوراق الأسئلة عقب خروجهن من اللجنة، وأصيبت إحدى الطالبات بحالة إغماء بسبب صعوبة الامتحان، وردد أولياء الأمور «حسبى الله ونعم الوكيل». وأضافت منى أشرف، إحدى الطالبات، أن تأجيل الامتحان حملهم مزيدا من الضغوط والقلق، إلا أنهم فوجئوا بسهولة الامتحان مما أزال توترهم وقلقهم، واشارت إلى ضرورة مراعاة معاناة الطلاب وخفض التنسق. وذكرت سارة خالد، إحدى الطالبات، أن الامتحان كان بمثابة فرحة إضافية لإنهائهم الامتحانات، لافتة إلى أن عدم تسريب الامتحان أعاد لهم الأمل والثقه وكان له أثر ايجابى على الطلاب. وفى مادة الجيولوجيا تباينت آراء الطالبات بلجنة مدرسة السيدة نفيسة، وقالت الطالبة شيماء سلامة، إن الامتحان كان سهلا وجاء من المنهج المقرر عليهم، بينما أشارت الطالبة مى عمر إلى أن امتحان الجيولوجيا جاء فى المستوى فوق المتوسط، وكان يحتاج مزيدا من الوقت، مضيفة أن الامتحان بشكل عام مرضٍ. وأعربت الطالبة ميار سمير بمدرسة السنية الثانوية بنات، عن استيائها من صعوبة الامتحان وأكدت أن امتحان التاريخ جاء طويل والأسئلة غير مباشرة، وأضافت «كانت هناك غلطات بالأسئلة بالسؤال الثانى النقطة ج رقم3، والسؤال الرابع النقطة الثانية». وأوضحت أنها وزميلاتها داخل اللجنة رقم 4 بمدرسة المنيرة الإعدادية حاولن إبلاغ رئيس اللجنة، لإدراك الخطأ، لكنه لم يستجب لهن.