المخرج: العمل يحذر من مخاطر الصراع على السلطة.. والاستعانة بفريق عمل أوروبى يواصل المخرج تصوير المشاهد الأخيرة للمسلسل «سمر قند» بالأردن، والذى تدور أحداثه فى 30 حلقة عن أكثر فترات التاريخ الإسلامى جدلا من خلال حياة السلاطين فى مملكة تحومها الأسرار والحكايات. المسلسل تأليف محمد البطوش، الذى قدم عددا من الأعمال التاريخية مثل «أبو جعفر المنصور» و«المهلب بن أبى الصفرة» وقال العمل يبدو كملحمة تاريخية بحبكة درامية معاصرة فقصة «سمرقند» عبارة عن حدوتة افتراضية عن جارية تباع وتشترى وتتحول لتصبح الوصيفة الأولى للملكة فى قصر أهم ملك فى تلك الفترة، بل تصل لتصبح صاحبة قرار. وهذه القصة هى التى تشكل البناء الدرامى الأساسى للعمل الذى نطرح من خلاله مجموعة من الرسائل حول قضية الإرهاب ومحاربته، حيث نستعرض هذه القضية دراميا وتاريخيا، وكيف يتم التغرير بالشباب واستغلالهم تحت إطار البند الدينى، ولهذا فإن شخصية حسن الصباح وحكاية الحشاشين أول فرقة قتل مسلح فى العالم، تأخذ الخط الرئيس فى العمل. فى المقابل هناك عمر الخيام وهو الند الحقيقى لحسن الصباح، فهو المستنير الذى يحاول إدارة الحكم وتولى مسئولية البلاد فى ظل آلية فهم الدين. وبالتالى فكر يواجه فكر. ويضيف البطوش: «يروى مسلسل سمرقند تفاصيل عن ولاية العهد وعن إدارة الحكم والصراعات التى تحدث على السلطة عموما والتى قد تؤدى إلى نتائج سلبية إن لم تُدر بشكل سليم، وتعود بالخسارة على المملكة وعلى الشعب وذلك عبر شخصية خطيرة ومهمة وهو (نظام الملك) الذى يمثل رجل الدولة بامتياز، ويؤكد البطوش أن «سمرقند» لا يكتفى بتسليط الضوء على المشكلة بل إنه يقترح الحلول أيضا». «أما مخرج العمل اياد الخزوز فيشير إلى أنه استهدف من خلال مسلسل (سمرقند) فئات لم تكن تتابع الأعمال التاريخية. وذلك بإعطاء مساحة جيدة للمرأة فى العمل وإيجاد حكايات شبابية شيقة. بالإضافة إلى اعتمادنا على تكنيك عالمى فى الإخراج سيعيد للعمل التاريخى رونقه ومكانته بين الأعمال الدرامية الرمضانية. فهو ليس مسلسلا تاريخيا بحت، بل هو خليط بين العمل التاريخى والمعاصر». ويضيف: «يتناول العمل موضوعين هامين الأول هو إدراة الحكم وكيفية تسيير أمور الدول. والثانى هو صناعة الإرهاب وأسبابه. وكيف أن الكبت والفقر يخرجان جيلا من الإرهابيين» ويستكمل الخزوز: «سمرقند» جمع الحياة والموت فى وقت واحد، الحياة تمثلت فى عمر الخيام وفكره المستنير والموت المرتبط بشخصية حسن الصباح مخترع أول فرقة قتل مسلح فى التاريخ. ولو اطلعنا على التاريخ سنجد بأن هذه النماذج مستمرة وتتكرر فى كل عصر. ولكن دائما هناك أملا فى أن ينتصر صوت الحق فى مواجهة قوى التعصب والطغيان، ولعل المقولة الهامة التى يقولها حسن الصباح وهى: «إذا أردت أن تحكم العرب فعليك أن تلبس ثوب الواعظين وتتحزم بسيف قاطع» هى التى تشكل أساس العمل وتوضح مسيرة جميع الفئات المتطرفة فى عالمنا المعاصر». ويختتم مخرج سمرقند كلامه بالقول: «شعرت بأن دورى كفنان ومخرج بأن أقدم عملا مختلفا خاصة بعد أن تغيرت النظرة إلى الأعمال الدرامية وأصبحت هناك أعمالا فنية متعددة اللغات واللهجات. واعتمدت فى سمرقند على التقنيات الحديثة بالتعاون مع خبراء عالميين وفريق عمل أوروبى، كما أن التصميم المعمارى تم فى أمريكا، بينما تمت أعمال الجرافيكس فى الهند بواسطة شركات تقدم اعمالها فى هوليود. كما أن العمل يضم مجموعة من الفنانين العرب هم: عابد فهد، الذى يلعب دور حسن الصباح، ومرام بن عزيزة التى تلعب دور حسناء جارية حسن الصباح، مع ومحمد العضايلة الذى يلعب دور فيروز العبد المحرر، ويوسف الخال فى دور عمر الخيام، وعاكف نجم فى دور الوزير نظام الملك، وميساء مغربى فى دور تركان خاتون، وأمل بوشوشة الجارية نيرمين، ويارا صبرى، وراكين صبرى».