- مسئول: عناصر التنظيم محاصرون فى منطقة لا تتعدى مساحتها 5 كلم.. وطردناهم من منطقة السواوة أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية، السبت، سيطرتها بالكامل على ميناء سرت وأحياء سكنية تقع فى شرق المدينة بعد اشتباكات مع تنظيم «داعش»، أسفرت عن مقتل 11 من عناصرها وإصابة 45 آخرين. وقال رضا عيسى، عضو المركز الإعلامى الخاص بعملية «البنيان المرصوص» لوكالة الصحافة الفرنسية إن «السيطرة الكاملة على ميناء سرت (شمال المدينة) تمت بعدما اقتحمت قوة تابعة لحكومة الوفاق الميناء وتمركزت فيه، مساء الجمعة (أمس الأول) عقب اشتباكات خاضتها مع داعش». وأوضح عيسى أن القوات الحكومية نجحت أيضا فى طرد عناصر التنظيم المتطرف من منطقة السواوة التى تضم مجموعة من الأحياء السكنية شرق المدينة»، مؤكدا أن التنظيم بات «محاصرا فى منطقة لا تتعدى مساحتها 5 كلم» تمتد بين وسط سرت وشمالها. وخاضت قوات حكومة الوفاق معارك عنيفة ضد عناصر تنظيم «داعش» فى سرت، أمس الأول، استخدمت فيها الدبابات وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، أسفرت عن مقتل 11 عنصرا من قوات الحكومة، وإصابة 45 آخرين، بحسب المسئول الليبى، الذى أوضح أن «أغلب الإصابات كانت من نيران القناصة». من جانبه، قال مقاتل تابع للقوات الحكومية، مفضلا عدم كشف اسمه، إن «الحرب كانت فى البداية بالطائرات والمدفعية، والآن أصبحت حرب شوارع. نقاتلهم بين المنازل، ولن نتراجع حتى نقضى عليهم». وتتشكل القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطنى من مجموعات مسلحة تنتمى إلى مدن عدة فى غرب ليبيا، أبرزها مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التى تضم المجموعات الاكثر تسليحا فى البلاد وتملك طائرات حربية من طراز «ميج» ومروحيات قتالية، وتضم أيضا جهاز حرس المنشآت النفطية ووحدات من الجيش المنقسم بين سلطتى حكومة الوفاق والحكومة الموازية غير المعترف بها فى شرق ليبيا والتى يقود قواتها الفريق أول ركن خليفة حفتر. وفى واشنطن، أكد بريت ماكجورك الموفد الخاص للرئيس الأمريكى باراك أوباما، لمكافحة «داعش» أن بلاده مستعدة حتما للعمل مع الفريق حفتر تحت رعاية حكومة الوحدة الوطنية، قائلا إن «موقفنا واضح جدا: أى فريق مسلح موجود على الأراضى الليبية يجب أن يعترف بسلطة هذه الحكومة المدنية»، حسب الوكالة الفرنسية. وفى سياق متصل، قال الخبير الإيطالى فى الشأن الليبى، ماتيا توالدو إنه «من السابق لأوانه الحديث عن انتصار كلى للقوات حكومة الوفاق الوطنى فى سرت»، مضيفا أن «الأمر لا يتعلق بتطهير المدينة من المليشيات وعناصر داعش الخطيرة فحسب بل يتعلق بتطهيرها من الألغام والمتفجرات»، بحسب ما نقلته وكالة «نوفا» الإيطالية. من جانبه، قال الخبيرالعسكرى الإيطالى، كارلو جين، فى مقابلة مع صحيفة «إيل سوسيدياريو» الإيطالية إن وجود تنظيم داعش فى ليبيا ولد «هشا» منذ البداية، إذ إنه يعتمد فى قوته على المقاتلين الأجانب ولم ينجح فى ضم الليبيين حتى الآن. واستبعد جين أن يكون هدف داعش بناء معقلا له فى سرت ليمكنه من شن هجمات على القارة الأوروبية، ولكن غرضه مرتبط بضم العناصر الإرهابية الموجودة فى دول البلقان. وحول الدور الروسى فى ليبيا، قال الخبير العسكرى الإيطالى إن «موسكو تدعم حكومة طبرق (شرق) بشكل كبير ووعدتها بإمدادها بالسلاح»، مضيفا أن «روسيا حتى الآن لا تريد التدخل فى ليبيا، ولكنها تنتظر لترى من سينتصر من الأطراف لتتعاون معه بعد ذلك».