أكد اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن هدف اللجنة هو دعم العلاقات العربية والعمل العربي المشترك والوفاق بين الدول العربية، والسعي إلى علاج المشاكل وننكأ الجراح حتى نساعد على تفعيل العمل العربي المشترك. وناشد «الجمال»، خلال اجتماع لجنة الشئون العربية اليوم، لاستعراض خطة عمل اللجنة، وسائل الإعلام إلى عدم إثارة الموضوعات التي قد تثير مشكلات بين الدول العربية والعمل على التقريب بين البلدان العربية. وقال إن التدخلات الأجنبية في المنطقة كانت لها تأثيرات سلبية وأدت إلى تأجيج الصراعات في المنطقة العربية، كما حدث من تدخل حلف الناتو في ليبيا حيث ضربت ليبيا، ثم ترك ليبيا في هذه الحال، مشددا على أن القضية الليبية من أهم القضايا التي ستعرض على اللجنة باعتبار أنها جزء من الأمن القومي العربي وهي على حدودنا الغربية، وتدخل أمريكا في العراق وغزوه وما وصلت إليه الأوضاع هناك جراء هذا التدخل، وتطرق إلى الأوضاع في العراق وتمدد تنظيم «داعش» الإرهابي ، فقال: «إن النية الأمريكية كانت مبيتة لغزو العراق وساهمت في ما يشهده». وفى سياق آخر، قال «إن العلاقات المصرية السودانية مهمة للغاية وأنه كانت هناك دائما لجنة دائمة برئاسة رئيسي الوزراء ولجنة برلمانية برئاسة رئيسي البرلمانين في البلدين تعقد اجتماعات دورية»، مشددا على أهمية العلاقات مع السعودية ودول الخليج وتأثيرها على الأمن القومي العربي وقال «علاقات مصر متميزة مع هذه الدول ولا ننسى مواقف وزير الخارجية السعودية الراحل الأمير سعود الفيصل ودعم ومشاركة السعودية والإمارات والكويت والبحرين». وأضاف إننا نسعى إلى تشكيل قوة عربية مشتركة تعمل إلى جانب العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها، مؤكدا أن هذه القوة لا تهدف إلى الاعتداء على أحد بل تهدف إلى التعاون مع كافة الأقطار العربية. وتحدث عن أمن البحر الأحمر، موضحا أهميته بالنسبة لمصر وداعيا إلى تكوين تكتل عربي في ظل ما يشهده العالم من تكتلات ضاربا المثال بالاتحاد الأوربي الذي استطاع التوحد رغم التباينات بين دوله، ودعا الٍجمال إلى دعم منظومة التكامل الاقتصادي العربي وتفعيل السوق العربية المشتركة. كما دعا إلى تطوير جامعة الدول العربية بما يواكب تطلعات وطموحات الشعوب العربية، موضحا أن العمل العربي المشترك يحتاج إلى دفعة حتى يشعر المواطن العربي بفاعلية هذه المنظمات. وأوضح أنه سيتم الدعوة إلى عقد اجتماع مشترك مع أمين عام جامعة الدول العربية لمناقشة التحديات التي تواجهها الجامعة والبحث في حلول لأزمات الدول العربية والعمل على تطوير العمل العربي المشترك. وأكد أن هناك الكثير من المشاكل التي لا تخفى على أحد في كثير من الدول العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، وقال «إن الانقسام الفلسطيني أضعف هذه القضية وأفقدها تعاطف العالم العربي وشعوب العالم الحر إلى جانب ما يحدث من جانب إسرائيل التي ماتزال تضرب بقرارات مجلس الأمن الدولي عرض الحائط». وتطرق إلى العديد من القضايا العربية، موضحا أن الأوضاع في العراق وليبيا تشهد توترات شديدة وأن السعي إلى العمل العربي المشترك وبما يحقق المصلحة الوطنية خاصة فيما يتعلق بليبيا. وقال إن الإرهاب مشكلة كبيرة لابد من تعاون المجتمع الدولي لمحاربتها والقضاء عليها موضحا أن تعدد الأطراف الدولية لإفراز هذه الظاهرة يفرض التعاون ونسعى إلى إعادة النظر في اتفاقية مكافحة ظاهرة الإرهاب لتفعيلها. وأشار إلى أن هناك بعض الرؤى التي تسعى القوى الكبرى إلى فرضها سواء بسياساتها أو عن طريق المنظمات الدولية التي تستغلها لمصلحتها، مؤكدا ضرورة العمل على تغييرها بالتعاون العربي سواء على المستوى الثقافي والثقافي وحقوق الإنسان للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة. وقال أن اللجنة ستنطلق لدراسة مشكلات المنطقة والملفات المدرجة من خلال دبلوماسية برلمانية فاعلة وناشد جميع الأطراف الفلسطينية أن يكونوا على مستوى المسئولية. وشدد على أهمية الحفاظ على الأمن القومي العربي في هذه المرحلة، مشيرا إلى ما يدور على أرض سوريا من انتهاكات واعتداءات على المواطنين الأبرياء وما حدث مؤخرا من قصف مخيم في منطقة ادلب واعتداء على الأبرياء وما حدث مؤخرا في حلب والاعتداءات على الأبرياء، وأكد أنه في هذه القضية هناك أطراف خارجية دولية وإقليمية تتدخل في هذه القضية، وقال «إن دورنا يجب أن يتركز في الحفاظ على أمن المنطقة وحقوقها». وفى سياق آخر، قال إن الصومال من أولى الدول التي تعرضت للإرهاب وتحولت إلى مرتع للقرصنة الدولية في فترة سابقة، مشيرا إلى أهمية مناقشة هذا الموضوع باستفاضة. من جهته دعا أحمد امبابي وكيل اللجنة إلى وقفة لما يحدث من اختراق من جانب بعض القوى ومنظمات حقوق الإنسان للتأثير على الأوضاع الداخلية. وفيما يخص جزيرتي تيران وصنافير وما أثير حولهما دعا الجمال الإعلاميين إلى الكف عن الكلام في هذا الموضوع الذي يخلق أزمات بين الدول ويعطي الفرصة للمتربصين إلى تضليل الرأي العام إن الأمر معروض على البرلمان، ودعا الإعلاميين إلى أن يكونوا أداة لتبصير الرأي العام، وقال «إننا نعلم أن هذا الوطن مستهدف لأن هناك الكثير من الدول العربية تعرض لهذه المخططات ونعلم أن الإعلام يعلم هذه المخططات». وأضاف «يقول بعض القانونيين انه اذا كان هناك موضوعا معروضا على القضاء فانه يجب الكف عن تناوله حتى يحكم فيه القضاء». وأكد الجمال على أنه لابد من تشكيل لجنة مشتركة من أجل دراسة حقيقة الجزيرتين وجمع كل الوثائق، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية أكد أن الأمر موكل للبرلمان للفصل في الاتفاقية وأنه سيكون البرلمان بمثابة المحكمة أمام الشعب للحكم على حقيقة الجزيرتين، وطالب الإعلاميين بضرورة الكف عن الكتابة في الموضوع وقال «فوجئت بأحد الوسائل المعروفة تجري استفتاء فأجبتهم إن هذا عبث في الأمن القومي ويجب ان يصمت الإعلام قليلا لأن الأمر معروض على البرلمان»، وتابع قائلا: «لا نريد تأثيرا من هنا أو من هناك ونريد أن نفحص الثوابت ونحكم في حقيقة الأمر». وأكد أن موضوع الجزيرتين يختلف كليا عن موضوع مثلث حلايب وشلاتين مؤكدا أن خط الحدود في هذه المنطقة واضح ومستقيم وأنه لا مجال للفرقة بين الدول العربية، وشدد على ضرورة عدم إتاحة المجال أمام القوى المتربصة لبث الفرقة.