عمر حسن أحمد البشير هو الرئيس الحالي للسودان ، وأحد الشخصيات المثيرة للجدل على الساحة الدولية بسبب الأزمات التي تمر بها بلاده ، خاصة وأن فترة حكمه هي الأطول لأي رئيس في تاريخ بلاده. ولد البشير في أول يناير 1944 في قرية هوشي باننجا , حيث حصل على تعليمه الإبتدائي , ثم انتقل مع أسرته إلى الخرطوم. انضم البشير إلى الجيش في بداية شبابه , وأتم دراسته في الأكاديمية العسكرية في مصر ، ثم ترقى سريعاً في الرتب العسكرية حتى أصبح جنديا في المظلات ، ويذكر هنا أنه شارك في صفوف الجيش المصري إبان حرب السادس من أكتوبر 1973. عندما عاد إلى السودان , أصبح قائدا لعمليات الجيش السوداني ضد جيش التحرير في شمالي البلاد . وفي عام 1989 قاد البشير مجموعة من الضباط , ونفذ انقلابا ضد الحكومة الائتلافية للرئيس السوداني وقتها الصادق المهدي ، ثم تم انتخابه رئيساً للجمهورية في 30 يونيو 1989. ووفقا للدستور السوداني ، فإن رئيس الجمهورية يحق له الجمع بين منصبه ومنصب رئيس الوزراء . وأدت توجهاته الإسلامية وتطبيقه لقوانين الشريعة الإسلامية إلى تأجيج نيران الحرب الأهلية في السودان بين الشمال والجنوب ، قبل أن يجلس الجانبان على مائدة المفاوضات ويتفقان على تسوية الخلافات بينهما للحفاظ على وحدة السودان ، ولكن جاءت أزمة إقليم دارفور لتلقي بحمل آخر ثقيل على حكم البشير الذي واجه ضغوطا دولية كثيرة ، وخاصة من جانب الولاياتالمتحدة ، من أجل تسوية الأزمة في هذا الإقليم. ساءت علاقات السودان بمصر في الفترات الأولى من حكم البشير بعد أن اتهمته مصر ، ودول كثيرة أخرى ، برعاية الإرهاب والعناصر المتطرفة ، ولكن العلاقات تحسنت بين الجانبين وساهم ذلك كثيرا في حل مشكلة الجنوب ، وفي تقديم دعم سياسي لا غنى عنه للسودان في أزمة دارفور. وفي 14 يوليو من عام 2008 ، وفي قرار غير مسبوق ، أصدر المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بدعوى ارتكابه جرائم حرب في دارفور وتقديمه للمحاكمة ، وهي أول مذكرة من نوعها تصدر ضد رئيس دولة حالي ، إلا أن قرار المدعي العام حظي بمعارضة سودانية وعربية وأفريقية واسعة.