قال عضو إتحاد المؤرخين العرب، إبراهيم عناني، اليوم الأربعاء، خلال دراسة تاريخية إن "عيد شم النسيم أصله فرعوني، واعتقد الأجداد أنه اليوم الذي يتساوي فيه الليل والنهار ويبدأ فيه فصل الربيع فعليًا أول الزمان، فاتخذوه رمزًا للبعث وتجدد للحياة". وأضاف «عناني» أن أصل تسمية عبد الربيع بشم النسيم يعود لكلمة «شمو» المصرية القديمة، علمًا بأن اللفظ الصحيح بالمصرية القديمة هو«شم ونس أيمي»، كما أن حرف الشين يكتبه المصري القديم على شكل مستطيل ويضيف له أرجلاً ومعنى الشين أخرج، أما حرف الميم فهي البومة، ثم نس معناها نادي، و أي معناها الزهرة، أي «أخرج نادي على الزهرة» و مي الأخيرة معناها تريض أو تنزه أي "أخرج نادي على الزهرة وتنزه". وأشار «عناني» أما في اللغة القبطية فينطق «شم النسيم» «هون شوم» وشوم معناها بستان و هون معناها الورود أو الربيع، وبالتالي فإن هون شوم تعني (هانشم الربيع)، ومع التحول للغة العربية، تم تحوير الكلمة لتصبح شم وأضيفت لها كلمة النسيم تعبيرًا عن اعتدال الجو. ولفت «عناني» إلى أن الاحتفال ارتبط بشمو، أو فصل النماء بالأرض المصرية، ومعتقدات المصري القديم الذي آمن باستمرار الحياة وتجددها، فحرص أن يصنع في شم النسيم مائدة من أطعمة لها رمزية خاصة ودلالة بعينها. وعن السمك المملح، أضاف «عناني» فيحمل دلالة مقدسة في الأديان فكان بالنسبة للمصري القديم رمزاً للإله (أوزير) أما الملح فكان يعني الحياة، ويطلق المسيحيون اسم ملح الأرض على رجال الكنيسة، وتسمي السمكة في اللغة القبطية (أخسيس) وهي الحروف الأولي للسيد المسيح بنفس اللغة. وأشار «عناني» أما البصل فكان المصريون يضعونه تحت رؤوسهم ليلة شم النسيم، ويتناولونه صبيحته اعتقادًا منهم أنه يطرد الأرواح الشريرة لرائحته النفاذة، وعندما يستيقظون مبكرًا ويذهبون إلى الأنهار أو الترع لينعموا بشم الهواء العليل كانوا يلقونه في النيل وكأنهم يتخلصون معه من كل الأعباء ومن ليالي الشتاء الطويلة.