ساعات ويهل علي المصريين عيد شم النسيم أو ما يعرف بعيد الربيع, حيث يطرح المصريون شواغلهم وأعباءهم ومشاكلهم وهمومهم جانبا, ويخرجون إلي الحدائق والمتنزهات شذية الفوح معطرة الأرج, يمرحون ويتناولون مأكولات ارتبطت بهذه المناسبة ولكل منها مدلوله.. د. حجاجي إبراهيم أستاذ الآثار بآداب طنطا, يتحدث عن هذه المناسبة السعيدة فيقول: شم النسيم هو عيد مصري قديم, ويتكون بحسب اللغة المصرية القديمة من ثلاثة مقاطع( شم نيس إيمي) وكلمة شم من حرفين: الشين ويرمز إلي مستطيل به أرجل تمشي, والميم ويرمز إلي بومة ومعني الكلمة( اخرج), ثم( نيس) وترمز النون إلي موجة والياء إلي جريدة والسين ترمز إلي حبل أطول من الآخر وهي بمعني( نادي)حيث يرسم بجوار الكلمة رجل ينادي, أما المقطع الأخير( إيمي) فيتكون من( إي) وتعني جريدة مرسوم أمامها زهرة أما المقطع( مي) بمعني بومة ومعني الكلمة مركبة( إخرج نادي علي الزهرة اخرج), بينما شم النسيم باللغة القبطية يعني بستان الزهور أو الورود, ويضيف حجاجي وقد ارتبط عيد شم النسيم بالفسيخ والسمك والبصل والبيض ولكل مدلوله,وصلته بالمسيحية فالفسيخة ترمز عند المصري القديم للإله( أوزير) والملح يعني الحياة, وعند المسيحيين ملح الأرض يعني رجال الكنيسة, والسمكة تسمي بالقبطية( أخسيس) وهي الحروف الأولي للسيد المسيح, ويؤكد د.حجاجي أن السمك يتميز بعدة خصائص أولاها أنه يجمع بين طبيعتين, حيث يبيض ويفقس بجانب أنه حيوان, وعند المسيحيين يتكون السيد المسيح من لاهوت وناسوت, بالإضافة إلي أن السمك هي الحيوان الوحيد الذي لم يركب سفينة نوح ورغم ذلك نجا, كما أنه يرمز للطهر حيث يتكاثر دون معاشرة الذكرأنثاه, كما انه تؤكل ميتته ففي صحيح السنة( أحلت لكم ميتتان.... منهما السمك). ويضيف د.حجاجي أما البصل فهو من أطعمة هذه المناسبة ومن خصائصه أن البصلة تفسد من رأسها مثلها مثل السمكة, وعند المسيحيين فالمسيح هو رأس الكنيسة, والبصل ينمو في التربة تماما كما كان دفن المسيح حياة, كما أن البصلة لا تتعري فكلما نزعت غلافا وجدت آخر, وكذلك السيد المسيح لم يتعر. ومن الأطعمة أيضا يقول حجاجي البيض وهو يرمز إلي إخراج الحي من الميت وإخراج الميت من الحي, وكان القدماء ينقشون الدعوات والأمنيات بألوان مستخلصة من الطبيعة أهمها الأحمر والأبيض ويجمعونه في سلال من زعف النخيل الأخضر ويتركونه في شرفات المنازل او يعلقون تلك السلال علي فروع الأشجار بالحدائق. وعند المسيحيين حبيي أبيض وأحمر وهي صفات السيد المسيح, فهنيئا للمصريين بهذه المناسبة السعيدة.