أعلن المحامى محمود البدوي، رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان، عن تحفظة على عدد من الأمور والبيانات التى تضمنها التقرير السنوي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرًا، والمحلل لأوضاع حقوق الإنسان والحريات فى أنحاء العالم، والذى تضمن عددا من الحقائق التى لاتقبل التشكيك مثل نزاهة الإنتخابات المصرية سواء الرئاسية أو البرلمانية وهو امر أجمع عليه كافة المتابعين على المستوى المحلى وأيضاً الدولي. وقال «البدوي»، فى تصريح له، السبت، إن التقرير تضمن عددا من الإنتقادات لحالة وأوضاع حقوق الإنسان بمصر وإنتقادات تمثلت في (القيود على الحرية الدينية، والتفرقة الاجتماعية ضد النساء والفتيات، ختان الإناث، وإساءة معاملة الأطفال، والتمييز ضد الأشخاص ذوى الإعاقة، والتمييز المجتمعى ضد الأقليات الدينية، وعمل الأطفال)، وهي كلها أمور غاب عنها التدقيق السليم والإشارة من قريب أو بعيد الى أنه هناك بناء تشريعى حمائى يتعاطى مع كل تلك الإشكاليات بشكل ربما يكون غير كاف من الناحية العملية، وذلك لكونه يصطدم فى أحيان كثيرة مع عدد من الموروثات والعادات والتقاليد المجتمعية، والتي تحتاج الى جهود من نوع آخر للتعامل مع تلك الإشكاليات عن طريق التوعية والعمل على مكافحة تلك الموروثات بالفكر والتنوير، ومن ثم لايمكن إلقاء اللائمة على التشريعات أو على النظام السياسى الحاكم وهي إحدى الأمور التي تعمد التقرير إغفالها مما يصيب التقرير بنوع من عدم المصداقية المهنية أو التحليل غير الواقعي لطبيعة المجتمع المصري حال عرضه لحقيقة الحالة المتعلقة بالحقوق والحريات بالداخل المصري. كما رفض البدوى بشدة الفقرة التى تحدثت عن تجديد رفض الولاياتالمتحدة اعتبار جماعة الإخوان فى مصر منظمة إرهابية، وذلك على خلفية دعوة أطلقها وتبناها بعض المشرعين فى الكونجرس الأمريكى لذلك، وهو الأمر الذى يؤكد على أن الإدارة الأمريكية كانت ومازالت الداعم الأهم للإخوان، والتى رفضت إدانة أعمالهم الإرهابية فى مواقف متعددة بدء من 30 يونيو 2013 وحتى الآن. ولفت إلى أنه لا يمكن تجاهل تصريحات آن باترسون، مساعدة وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط، بأحدى لجان مجلس النواب، وتصريحها بإن موقف الإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية لسنوات عدة يتمثل فى أن الإخوان ليست منظمة إرهابية، وهو الأمر الذى يؤكد حقيقة التوجه الخاص بالإدارة الأمريكية تجاه النظام المصري ومحاولات الإفشال المتعمدة له لتجرئة على رفض الهيمنة الأمريكية، والذى تزعزعت ركائزه فى 25 يناير 2011، ثم تحطمت بدء من 30 يونيو 2013، وحتى الأن بنجاح مصر فى بناء علاقات إقتصادية وعسكرية وإستراتيجية (متوازنة) مع كافة القوى الإقليمية والعالمية من منطلق مكانتها وريادتها عربيًا وإفريقيًا، وهو ما يليق بمصر كدولة صاحبة حضارة ضاربه بجذورها فى عمق التاريخ.