- «القلينى» استبعادي كان مقصودا.. ولا يليق ألا تتولى سيدة رئاسة الجامعة منذ نشأتها وحتى الآن - «عبدالغفار»: اللجنة أكدت لي امتلاكي أفضل ملف لتطوير الجامعة.. وفوجئت بعدم اختياري - رئيس اللجنة يرد: لم ندعم أحدا.. وكان هناك خمسة مرشحين يمتلكون سير ذاتية قوية ويصلحون لرئاسة جامعات دولية.. واللجنة فاضلت بينهم لاختيار ثلاثة منهم فقط
اشتكى عدد من الأساتذة المرشحين لمنصب رئيس جامعة عين شمس، من ما وصفوه ب«محاباة» اللجنة العليا المشرفة على اختيار القيادات الجامعية بالمجلس الأعلى للجامعات، في اختيار مرشحين بأعينهم ضمن الأعلى ثلاثة مرشحين النهائيين للفوز برئاسة الجامعة، مستنكرين تخصيص ربع ساعة فقط لمقابلة كل مرشح دون الحديث معه، متسائلين: «ما هى المعايير التى بناء عليها تم الاختيار من بين المرشحين، وهل تم تطبيق القانون بالفعل». وكانت «الشروق» نشرت في عددها أمس السبت، عن اختيار اللجنة العليا المشرفة على اختيار القيادات الجامعية برئاسة الدكتور ماهر مصباح، الأعلى ثلاثة مرشحين لمنصب رئاسة جامعة عين شمس وهم الدكتور عبدالوهاب عزت القائم بأعمال رئيس الجامعة، والدكتور أيمن عاشور عميد كلية الهندسة، والدكتور محمود المتينى عميد كلية الطب، وارسال الأسماء النهائية لوزارة التعليم العالى. واستنكرت الدكتورة سوزان القلينى عميدة كلية الآداب، عدم اختيارها ضمن أعلى 3 مرشحين للمنصب، قائلة: "استبعادى كان مقصود، ولا يليق أن جامعة كبيرة لا يتولى رئاستها سيدة واحدة منذ نِشأتها وحتى الآن، نحن ما زالنا يحكمنا المجتمع الذكوري"، بحسب قولها، مضيفة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكد على أهمية المرأة وتمكينها داخل المجتمع، "ولكن للأسف بعض اللجان لا تطبق كلام الرئيس"، بحسب تعبيرها. وأشارت القلينى إلى أن اللجنة العليا أجرت المقابلات مع كل مرشح لمدة 15 دقيقة فقط، دون توجيه أى أسئلة أو نقاشات للمرشح، وهو ما ينم عن وجود تربيطات داخل اللجنة لاختيار مرشح بعينه، قائلة "العملية كانت متوضبة"، متسائلة: "على أى أساس تم الاختيار وما هى المعايير، وما حدث أسلوب لا يليق بمنصب رئيس جامعة عين شمس"، لافتة إلى أن أعضاء اللجنة تسلموا أوراق المرشحين يوم الثلاثاء والمقابلات أجريت الأربعاء، وهى فترة قصية للاطلاع والتعرف على المرشحين، بحسب تعبيرها. فيما تعجب الدكتور خالد عبدالغفار عميد طب الأسنان، من عدم اختياره ضمن أعلى ثلاثة مرشحين بالمنصب، قائلا " أعضاء اللجنة أكدوا لي خلال مقابلتى معهم أن السيرة الذاتية الخاصة بي قوية، وأنه من أعلى المرشحين للمنصب"، بحسب قوله. وأضاف عبدالغفار ل"الشروق": "أرفض العمل العام، إذا كان النظام يدار بهذا الشكل، وإذا كان تقييم المرشحين لمنصب رئيس الجامعة لا يستند إلى القانون والكفاءة"، موجها سؤالا لأعضاء اللجنة العليا المشرفة على اختيار القيادات: "على أى أساس يتم استبعادى، وهل طبقت معايير اختيار رئيس الجامعة وفقا لما نص عليه القانون؟"، مضيفا أنه شارك في 150 محفلا علميا دوليا، وكان ممثلا عن جامعة عين شمس، كما نشر العديد من الأبحاث العالمية والتى كان آخرها في فبراير الماضي. وقال الدكتور على عبدالعزيز، نائب رئيس الجامعة السابق لشئون الدراسات العليا والبحوث، وأحد المرشحين لمنصب رئيس الجامعة، إنه سيتقدم بشكوى لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، وعدم اختياره ضمن أعلى ثلاثة مرشحين للمنصب. وقال الدكتور ماهر مصباح، رئيس اللجنة العليا المشرفة على اختيار القيادات الجامعية بالمجلس الأعلى للجامعات، إنه لن يفصح عن الثلاثة أسماء المرشحين للمنصب النهائيين ، اعتباره عملا سريا، مضيفا أنه تم الاختيار طبقا للمعايير التى حددها القانون. وأضاف مصباح ل"الشروق"، أن كل مرشح من 14 مرشحا لمنصب رئيس جامعة عين شمس، يري أنه الأكفا والأجدر لرئاسة الجامعة، قائلا: "كان هناك خمسة من المرشحين كل واحد منهم يصلح لرئاسة جامعات عالمية، واللجنة اختلفت في المفاضلة بينهم لإنه يجب اختيار ثلاثة مرشحين منهم فقط". ونفى مصباح تدخل أي مسئول في أعمال اللجنة لدعم مرشحين بأعينهم، وتابع: "هذا غير مسموح به، واللجنة لم تسمح لأي أحد مجرد الاتصال بنا لدعم أحد المرشحين، اللجنة تعمل بنزاهة وشفافية". وحول تخصيص ربع ساعة فقط لمقابلة كل مرشح وعدم توجيه أسئلة ومناقشات لهم، أشار مصباح إلى أن بعض المرشحين تحدثت معهم اللجنة خلال المقابلة وليس جميعهم، وذلك طبقا للمشروع المقدم من كل مرشح لتطوير جامعته، موضحا أنه تم تخصيص 10 دقائق فقط للمرشحين على منصب رئيس جامعة حلوان، فيما قررت اللجنة منح مرشحي رئاسة جامعة عين شمس ربع ساعة، وذلك لأهمية المشروعات المقدمة منهم وخطط بعض المرشحين التى أذهلت أعضاء اللجنة العليا وانبهروا بها، بحسب قوله. وردا على ما أثارته الدكتورة سوزان القليني بالتعمد في عدم اختيارها ضمن الأعلى ثلاثة مرشحين لرئاسة الجامعة باعتبارها امرأة، أجاب مصباح: "غير صحيح، وليس هناك معيار للجنس أو الدين، فالمعيار الوحيد الذي تتعامل به اللجنة هو الكفاءة". وحول إطلاع أعضاء اللجنة العليا على السير الذاتية للمرشحين يوم الثلاثاء الماضي وإجراء المقابلات معهم اليوم الذي يليه، قال مصباح: "لم يحدث هذا، وكنت في القاهرة يوم السبت، 26 مارس الماضي، وحصلت على كل الملفات الخاصة بي منها ملفات المرشحين لرئاسة جامعة عين شمس، مضيفا: "كنا نسهر على الملفات حتى الساعة 11 مساء"، وتابع: "جميع أعضاء اللجنة انبهروا وأعربوا عن سعادتهم من بعض المشروعات والخطط المقدمة من عدد من المرشحين، ولكن في النهاية رئيس الجامعة سيكون مرشح واحد من بينهم". وأشار مصباح إلى أن المعايير التي تلتزم بها اللجنة العليا لتقييم المرشحين هى، معايير التميز الفكري والعلمي 10 درجات، والكفاءة التنظيمية والمهارات الإدارية 35 درجة، والمشروع المقدم من كل مرشح 40 درجة. وقال مصدر مسؤول ل"الشروق" فضل عدم ذكر اسمه، إن المرشحين الخمسة الذين فاضلت بينهم اللجنة العليا لاختيار ثلاثة منهم فقط هم الدكتور عبدالوهاب عزت، والدكتور محمود المتيني، والدكتور أيمن عاشور، والدكتور خالد عبدالغفار، والدكتور عبدالناصر سنجاب عميد الصيدلة. وأضاف المصدر، أن المرشحين المذكورين تقدموا بمشروعات تطويرية بالفعل أبهرت اللجنة العليا، لافتا إلى أن أحد المرشحين اجتمع باللجنة لمدة نصف ساعة لعرض مشروعه، الذي أدى لإعجاب اللجنة به، مشيرا إلى ضرورة اختيار ثلاثة مرشحين فقط من بينهم.