«متحرش فنون» اسم تردد كثيرا في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا بين طلبة كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، في البداية كانت الحملة غرضها فقط فضح الدكتور، لكن الأمر تطور إلى مطالبات بفصله. وعلى صفحة ب«فيس بوك» أعلن الطلاب عزمهم القيام بوقفة احتجاجية أمام بوابة الكلية بمقرها في الزمالك، ظهر الثلاثاء الماضي، لكن مع حلول موعدها بدا الأمر أكثر تشابكا من مجرد وقفة احتجاجية. قال أحمد جوهر، رئيس اتحاد طلاب كلية فنون جميلة جامعة حلوان، من أمام بوابتها، لل«الشروق»: «الطلاب قدموا شكوى رسمية للجامعة، والشئون القانونية قامت بالتحقيق مع الدكتور واتخاذ أقوال الطالبات، ونتج عنه تحويله لمجلس تأديب ورئيس الجامعة اعتمد القرار، ومجلس التأديب قرر وقفه لحين الانتهاء من التحقيقات»، مضيفا أن «وقفة النهاردة مش تبع الكلية، واللي بيحشدوا ليها من بره الكلية، والتواصل مع قسم الجرافيك، إنما أي طلبة من خارج القسم ليسوا على دراية كافية بالموضوع، وأي أخبار رسمية يتم تعليقها على لوحة الاعلانات داخل الكلية». على الجانب الآخر، قال أحد الطلاب أن المطلوب ببساطة هو فصل الدكتور بشكل نهائي، معربا عن استيائه من نتيجة التحقيق قائلا: «مجلس التأديب ولا حاجة»، وتابع: «قرار مجلس التأديب كان مفروض يطلع النهاردة ومطلعش، فالوقفة اليوم لمساندة الطالبات اللي تم التحرش بهم، والوقفة سلمية ولن تضر أي طرف من الأطراف، ولو الجامعة خايفة على سمعتها ترفد الدكتور»، وأوضح أن سبب رفضهم إحالته لمجلس التأديب فقط أن القرار المتوقع هو إيقافه لمدة سنة ثم العودة بعد انتهاء فترة الإيقاف، للتدريس ولنفس الممارسات، حسب قول الطلاب. التحقيق مع مجهول! ترددت أخبارعن تحويل الطالب الذي أنشأ صفحة لتنظيم الوقفة الاحتجاجية أمام الكلية للتحقيق، بينما ترددت أخرى تفيد بتهديد الطالب بالفصل النهائي من الكلية إذا أتم تنفيذ الوقفة، لكن كل المحاولات للوصول إلى الطالب المزعوم باءت بالفشل، إلى أن قال أحد الطلاب من قسم عمارة إن من أنشأ الصفحات والEvents على «فيس بوك» حسابات وهمية، وأن هوية الطالب الحقيقية غير معروفة. مجموعة من 6 طالبات، التزمن جانب الطريق أمام أسوار الكلية، قالت إحداهن إنهن في انتظار تجمع عدد أكبر من الطلبة للقيام بالوقفة الاحتجاجية، واستطردت أخرى: «إحنا متأكدين من إنه متحرش، الحقيقة لم نختلط به بشكل مباشر لكن زميلات تعرضن للتحرش اللفظي خلال الدردشة المليئة بالايحاءات على فيسبوك». خوف مبرر «أكيد خايفين بس فيه حاجة غلط بتحصل ولازم نوقفها» تعبر إحدى الطالبات عن قلقها من أي اجراءات من قبل الجامعة ضد من يشارك في الوقفة الاحتجاجية أو حتى يعلن موقفه ضد الدكتور، أحد طلاب قسم ديكور، قال إن الطلبة أعدوا لافتات للمشاركة في الوقفة لكنهم شعروا بالتهديد فقاموا بتهريبها خارج الكلية وإخفاءها، فيما قال آخر، من قسم ديكور أيضا أن الزملاء في قسم جرافيك لم ينزلوا للمشاركة في الوقفة خوفا من أي اجراءات «تعسفية»، بحسب وصفهم. بعد انتظار قرابة ساعة ونصف أمام بوابة الكلية، خرج أفراد أمن الكلية مطالبين غير الطلبة بالرحيل قائلين: «أي حد مش من الجامعة يمشي عشان ماحدش يصاب بالأذى». وبسؤال الطلبة عن سر تخوفهم الشديد من أي اجراءات ضدهم، قال اثنين منهم أن حالات فصل الطلبة وتحويلهم للتحقيق بسبب أفكار مشاريع أو أسباب لا تستحق التحقيق تم من قبل، وأن أزمة كلية فنون جميلة أن مصير نتائج الطلبة بأيدي المدرسين، لأن التحكيم يتم حسب رؤية الدكتور لعمل الطلاب الفني فمن السهل انقاص الدرجات دون محاسبة، بحسب الطلبة. وفي محاولة للتحدث مع أحد أعضاء هيئة التدريس للرد على مخاوف الطلبة أجاب بحزم: «مش هتكلم مع صحفيين»، بينما قالت دكتورة رانيا فؤاد، إحدى المعيدات بالكلية ل«الشروق» إنها لم تتعرض لأي مضايقات من الدكتور المثار حوله اللغط، وإنها لم تتعامل معه بشكل شخصي منذ سنوات، لكنها تقول للطلبة إن من حقهم أن يعبروا عن مشاكلهم من المدرسين والشكوى منهم بعد التأكد من النوايا السيئة، لأنها ترى أن الفنانين بشكل عام ومن ضمنهم دارسي ومدرسين كلية فنون جميلة لديهم حرية أكبر في التعبير اللفظي، فربما كانت زلات لسان من الدكتور أسيئت فهمها، على حد تعبيرها. جدير بالذكر أن الطلاب يتداولون فيما بينهم صورا لمحادثات بين بعض الطالبات والدكتور تحمل إيحاءات خارجة وكلمات غير لائقة من قبل الدكتور، كما قام بعض الطلاب بنشرها على صفحة المطالبة بفصله، فيما كتب الدكتور منشورا قصيرا يقول فيه: «لم ولن أكون كما قالوا فقط هي نوع من إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار والهروب من العمل الجاد».