قال لي أحد شباب الثوار إن "قصة القطار الأزرق الصغير" كان لها تأثيرها على انطلاق المسيرة الداعية للتغيير يوم 25 يناير.. والتي أصبحت بعد ساعات ثورة مصرية عظيمة بمشاركة ملايين المصريين، وقصة: "القطار الأزرق الصغير.. أشطر قطار في العالم" ترويها العديد من الأمهات لأطفالها، وهو كتاب صدر للأطفال في الولاياتالمتحدة عام 1934، وطبعت منه 40 مليون نسخة، وصدرت طبعته العربية عن دار الشروق، والقصة تحكي عن قطار تعطل وهو في طريقه الى المدينة ويحمل عليه اللعب والكتب والحلوى وكل ما يشتهيه الأطفال من الناحية الأخرى من الجبل، وفجأة تعطل القطار فأخذت العرائس تبكي وهي حزينة، وربما خائفة، ثم خرج البهلوان وصاح فيهم لا تحزنوا وانتظروا القطار القادم، سوف يساعد قطاركم.. ومضى الوقت. وكلما جاء قطار، يمضي ولا يتوقف للمساعدة. وجاء قطار. ثم قطار، وكل قطار يرفض المساعدة.. ثم جاء قطار صغير، وطلبوا منه مساعدة وكان هذا القطار يرى نفسه صغيرا ويعتقد أنه ضعيف، ولكنه قرر أن يساعدهم وقال لنفسه سوف أستطيع.. وأخذ يردد أنا أستطيع.. أنا أستطيع.. أنا أستطيع.. وكان يردد ذلك بإيقاع صوت القطار وهو يتحرك.. واستطاع.. كنت أشرت إلى تلك القصة في يونيو من عام 2009. عندما تلقيت رسالة من قارئة عزيزة قالت في رسالتها: "نحتاج أن نعلم أولادنا تلك القصة، وكذلك نحتاج أن نعلمها للمنتخب المصري".. كانت المناسبة هو هذا المستوى الرائع الذي لعب به الفريق الوطني في بطولة القارات أمام البرازيل وإيطاليا.. وكتبت تعليقا على رسالتها: هذا ما كنا نسميه بالثقة. وهي أهم مقومات الشعور بالقدرة وبالقوة. وأرى أن المعنى والقيمة التي يتعلمها الأبناء من تلك القصة، بمثابة رسالة إلى الأجيال التي تنظر أمامها وخلفها بيأس.. والرئيس الأمريكي باراك أوباما استمد فكرة شعاره: نعم نستطيع، من تلك القصة التي تروى للأطفال. وفي هذا اليوم كتبت أيضا: "ما أشد حاجتنا إلى قطار أزرق صغير، يكون شجاعا وقويا ويملك تلك الإرادة، وينزع منا مشاعر اليأس والإحباط والغضب، ويمنحنا الأمل والقوة والقدرة من أجل أولادنا ومستقبلهم.. أرجوكم فكروا كيف ننهض ونقوى وننطلق؟! انتهى يومها تعليقي.. والآن أضيف: مضى بنا العمر.. ومضت قطارات كبيرة، واحدا تلو الآخر، وكل قطار يرفض أن يسحب قطارنا المعطل. وأترك لخيالك تعريف كل قطار، سواء شخصيات سياسية أو حزبية.. راجع وتذكر الأسماء، وتذكر أدوارهم ومواقفهم في السنوات الماضية، ودعك من هؤلاء الشجعان الذين امتطوا جياد الشجاعة الآن.. فلم نعد في حاجة إليهم، بعد أن قام قطار الشباب الأزرق الصغير، بسحب وجر وإيقاظ الأمة من ثباتها، بمظاهرة الدعوة للتغيير التي أصبحت ثورة بتحرك وبإرادة الشعب المصرى كله.