من أجمل تعليقات القراء على تجربة منتخب مصر فى كأس القارات، ماكتبته القارئة فتحية البناء، تحت عنوان: «القطار الأزرق الصغير».. وكان أشطر قطار فى العالم، حيث تقول: «إنه عنوان قصة أرويها كثيرا لطفلى الصغير ذى العامين ونصف العام.. هى قصة معربة صدرت عن دار الشروق تحكى عن قطار تعطل وهو فى طريقه الى المدينة ويحمل اللعب والكتب والحلوى للأطفال من الناحية الأخرى من الجبل، ووقف القطار وأخذت العرائس تبكى وهى حزينة ثم خرج البهلوان وصاح فيهم لا تحزنوا وانتظروا قطارا ثم قطارا .. وكان كل قطار يأتى يرفض المساعدة رغم أنه قوى وكبير ويستطيع إلى أن جاء قطار صغير لونه أزرق وطلبوا منه مساعدة وكان يعتقد أنه ضعيف، ولكنه قرر أن يساعدهم وقال لنفسه سوف أستطيع.. وأخذ يردد أنا أستطيع.. أنا استطيع.. واستطاع..» وتقول القارئة العزيزة: «نحتاج أن نعلم أولادنا تلك القصة، وكذلك نحتاج أن نعلمها للمنتخب المصرى». ** لاشك أن أداء المنتخب أمام البرازيل ثم إيطاليا، يؤكد المعنى الذى تقصده قارئتنا. وهذا ماكنا نسميه بالثقة. وهى أهم مقومات الشعور بالقدرة وبالقوة وقد أكد فريقنا الوطنى أنه يستطيع أن يلعب كرة جميلة فى مناسبات عديدة، وأهمها فى ظنى مواجهتا البرازيل وإيطاليا، فكانت حساباتنا وحساباتكم أيضا : بكم هدف سوف نخسر؟! وأرى أن المعنى والقيمة التى يتعلمها الأبناء من تلك القصة، بمثابة رسالة إلى الأجيال التى تنظر أمامها وخلفها بيأس.. وبالمناسبة هذا الكتاب صدر فى الولاياتالمتحدة عام 1934، وطبعت منه 40 مليون نسخة، وكانت قصته البسيطة درسا عميقا لأجيال وأجيال، وأعتقد أن باراك أوباما استمد فكرة شعاره: نعم نستطيع، من تلك القصة التى تروى للأطفال، وتسمى بالقطار الأزرق الصغير. ما أشد حاجتنا إلى قطار أزرق صغير، يكون شجاعا وقويا ويملك تلك الإرادة، وينزع منا مشاعر اليأس والإحباط والغضب، ويمنحنا الأمل والقوة والقدرة من أجل أولادنا ومستقبلهم.. أرجوكم فكروا كيف ننهض ونقوى وننطلق؟! ** تعليق آخر من القارئ عزيز سامى الذى يقيم فى بريطانيا، ويقول فيه: جارى الإنجليزى عمره 74 سنة، دق على بابى بعد مباراة البرازيل، وصاح : ماذا تفعلون أيها المصريون؟ أنتم عندكم فريق مدهش ورائع.. يجب أن تفخروا؟! أعتقد أن ماقدمه المنتخب وما قرأته من تعليقات فى صحف عالمية، من أهم أسباب حزنى الخاص والشديد لمقلب أمريكا.. « ده أنا اللى بقول .. مش عزيز»؟!