بعد ثورة 25 يناير.. بدأ الكثير من أبناء الشعب المصري يطالبون بفتح كل الملفات في كافة المجالات وفتح الطريق نحو المكاشفة مع كافة المسئولين في مختلف جوانب الحياة في المجتمع المصري.. ولم يُستثنَ الوسط الرياضي من قائمة المجالات التي تحتاج إلى المكاشفة؛ حيث طالبت الجماهير بضرورة معرفة تاريخ الرموز الرياضية ومعرفة ما قدموه من إنجازات خلال فترة تواجدهم بالسلطة.. ولعل من أهم رموز ومسئولي الرياضة في مصر وأكثرهم إثارة للجدل المهندس "حسن صقر" رئيس المجلس القومي للرياضة والذي تولى هذا المنصب منذ عام 2005 ومازال مستمرا فيه حتى الآن. صقر في الأساس يعمل في مجال الهندسة الإلكترونية، ولكنه دخل مجال الرياضة من خلال بوابة كرة اليد؛ حيث بدأ لاعبا في نادي الزمالك ونجح في التميز والإبداع حتى أصبح رئيساً للفريق القومي المصري ورئيس فريق نادي الزمالك في كرة اليد في الفترة من 1968 وحتى 1977 واشترك في العديد من البطولات العربية والإفريقية وأيضا الأوربية. كرمه الرئيس الراحل أنور السادات بعد اختياره ضمن أفضل عشرة رياضيين على مستوى الجمهورية عام 1979 ومنحه درع الرياضة، كما كرمه الرئيس المخلوع حسني مبارك عام 1981 بصفته قائد فريق كرة اليد بنادي الزمالك عقب حصول الفريق على بطولة إفريقيا للمرة الرابعة على التوالي. وعقب إنهائه مسيرته الرياضية كلاعب كرة يد ناجح بنادي الزمالك قرر الدخول إلى تجربة الإدارة حيث أصبح بعدها عضو مجلس إدارة نادي الزمالك وعضو لجنة الإنشاءات في الفترة من 1984- 1988، قبل أن يتولى منصب رئيس منطقة الجيزة من عام 1990 حتى عام 1994. وابتعد صقر قليلا عن أضواء المسئولية في مجال الرياضة المصرية ثم عاد ليحاول دخول مراكز القيادة من خلال بوابة نائب رئيس نادي الزمالك لكنه فشل في تحقيق مبتغاه.. ولم يمر الوقت طويلا قبل أن تنزل المفاجأة الكبرى على متابعي الرياضة المصرية عندما اختاره جاره "أحمد نظيف" رئيس الوزراء ليكون رئيس المجلس القومي للرياضة رغم أن صقر ليس لديه المعرفة الكافية بإدارة الرياضة المصرية -على حد تعليق معظم الرياضيين وقتها-. وفور توليه المنصب الأهم في الرياضة المصرية أثار صقر العديد من ردود الأفعال المتباينة حول مستقبل الرياضة المصرية تحت قيادته، ولكن لم تستمر حيرة المتابعين كثيرا حتى بدأت تظهر عينة عمل صقر ومجلسه، فكرة القدم المصرية نجحت في تحقيق بطولات مختلفة بداية من ثلاث بطولات أمم إفريقية أعوام 2006 و2008 و2010 فضلا عن دورة الألعاب العربية والكثير من البطولات على مستوى الأندية ممثلة في النادي الأهلي، لكن بالرغم من هذا النجاح الباهر لكرة القدم كان الانحدار أو الاحتضار للرياضة المصرية بشكل عام؛ حيث كانت الخسارة المخزية للرياضة في أولمبياد بكين 2008 والأمر ممتد للكثير من المشكلات التي ظهرت على الساحة في مختلف الألعاب، حتى وصل الأمر بالكثير من النقاد الرياضيين لتأكيد أن عصر قيادة صقر للرياضة المصرية هو أسوأ العصور التي مر بها الوطن. وتعد قضية صقر مع مرتضى منصور هي القضية الأشهر؛ حيث اتهمه الأخير بتحويل المجلس الرياضي إلى شركة يمتلكها ويديرها بالطريقة التي يريد ويعين بها أصدقاءه وأتباعه دون الالتفات إلى أهمية الدور الذي يجب أن يقوم به المجلس في تطوير الرياضة المصرية، والجحيم لمن يحاول الاعتراض والوقوف ضده وهو ما حدث مع المحامي الشهير والكثير من رموز الرياضة المصرية، كما شدد منصور في أكثر من مناسبة على أنه نجح في هزيمة صقر في 23 قضية نتيجة لقراراته الخاطئة، وامتد الأمر إلى تأكيد منصور عدم قدرة صقر على إدارة شئون الرياضة واستخدم وقتها مصطلح "ازاي واحد كهربائي يدير شئون الرياضة في مصر؟" في إشارة إلى الوظيفة التي كان يشغلها رئيس المجلس في أحد البلدان العربية. ولا يغيب عن الذهن تقديم "عمرو السعيد" رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمباز المصري السابق، بلاغاً إلى النائب العام يتهم فيه المهندس حسن صقر بالاستيلاء على مبلغ 7 ملايين جنيه مصري من ميزانية الدولة، التي كانت مقررة لإعداد أبطال مصر الذين اشتركوا في أولمبياد الشباب التي أقيمت بسنغافورة خلال شهر أغسطس الماضي. وأكد السعيد أن المبالغ المذكورة ينفقها صقر بشكل شخصي؛ إذ اتهمه بصرف مبالغ مالية تصل إلى 100 ألف جنيه شهريا إلى أشخاص وهميين لا يعملون بالمجلس القومي، كما اتهمه بصرف حوافز لنفسه ولمدحت البلتاجي المدير التنفيذي للمجلس القومي، ورضا عبد المعطي المستشار القانوني للمجلس تتجاوز مائة ألف جنيه شهريا. وقبل يومين خرج علينا الإعلامي "علاء صادق" بتفاصيل جديدة حول فترة ولاية صقر، وشدد على أن أوراقا ومستندات أمام النائب العام تظهر أن المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة ونائبه مدحت البلتاجي المدير التنفيذي للمجلس ارتكبا العديد من المخالفات، الأمر الذي جعل الرياضة في عهدهما تعيش أسوأ عصورها على مر التاريخ. وكشف صادق عن أنه يمتلك وثائق تثبت أن "حسن صقر يوزع شهريا أكثر من نصف مليون جنيه من أموال المجلس علي ضباط كبار برتب لواء وعميد وعقيد في وزارة الداخلية بداعي أنهم يحرسون المنشآت الرياضية ليلا، وعلى العشرات من رجال الإعلام في الصحف والقنوات الفضائية من الموالين له والمتسترين على فضائحه". وختم الناقد الرياضي حديثه الذي أدلى به لصحيفة الوفد: "إن ملف الفساد الواسع في المجلس القومي للرياضة ليس أقل حجما ولا بشاعة من ملفات أحمد عز مع الحديد أو ملفات إبراهيم سليمان والمغربي في توزيع وتسقيع الأراضي وجرانة في السياحة". والآن نطرح عليكم قراءنا الكرام السؤال: هل يظل هؤلاء قائمين على إدارة الرياضة في مصر؟