ما حدث في تونس كان الشرارة التي فجرت البركان المصري.. وما حدث في ميدان التحرير أصبح نموذجا يحتذى في سائر البلدان العربية.. ثورة هناك في الجزائر.. فوران في ليبيا.. واحتجاجات في الأردن ضد النظام.. والثوار ثائرون في اليمن.. والدور قادم للمغرب. ما يحدث هنا وهناك.. صورة واحدة تتكرر أجمل ما فيها ترديد نفس الشعارات التي بدأت في ميدان التحرير وأبرزها الشعب يريد إسقاط النظام! أربع كلمات تعادل قوة القنبلة الذرية التي ترج الأركان وتسقط كل جبروت. ولأن من يرددون الجملة يؤمنون بها، ويفهمون معناها، جاء التأثير مدويا ليس في مصر فقط، بل في كل الدول العربية التي تعاني شعوبها من القهر والفقر واللصوص الذين يسرقون ويستحلون المال الحرام.. الشعب يريد إسقاط النظام.. جملة قوية معبرة تحولت إلي أغنية الليل والنهار.. أغنية كل بلد يعاني ويتألم.. أصبحت أنشودة الثوار الذين يبحثون عن الحق والعدل والجمال للشعب العربي.. هذا الشعب الذي عانى طويلا وعاش 80% منه تحت وطأة الطاغية.. كل طاغية يحكم بلده منذ ربع قرن وأنت طالع!! يعني لابد لنا أن نولد ونعيش ونتألم ونتحسر ونجوع ثم نموت تحت وطأة طاغية واحد ومن أدرانا وقد ورث ابنه من بعده وكأننا تركة لسيادته!! الجملة الرباعية انتشرت وأصبحت أجمل لحن تسمعه الأذان العربية الآن وليته يدرس في المدارس والجامعات حتى تعلم الأجيال القادمة كيف كان آباؤهم وأجدادهم يصنعون المستقبل بكلمة كالصاروخ ولحن كالمدفعية وإلقاء بتلقائية من الملايين. يقولون إن السياسة هي التي تبعد الشعوب وتفرق بينها. وهذه مقولة خطأ ثبت فشلها لأن ثورة الشباب السياسية في مصر والأنشودة الجميلة تقبلها كل الشعب العربي وتغنى بها وأصبحت في كل قلب وعلى كل لسان فإذا كانت الرياضة أفسدت العلاقة بين مصر والجزائر، فالسياسة من خلال الشباب أيضا اغتالت هذا الفارق وقربت بين الشعب تحت شعار الشعب يريد إسقاط النظام !!