شعب مصر هو أعظم شعوب الأرض ويستحق جائزة نوبل للسلام (الرئيس النمساوي هانز فيشر)، مصر الديمقراطية قادرة على أداء دورها الملائم لها، لا في محيطها فقط، بل في العالم أجمع (باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية)، ثورة شعب مصر لابد أن يتم تدريسها في المدارس البريطانية (ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني)، ما حدث في مصر ليس بجديد على شعبها الذي تعود على صناعة التاريخ منذ الأزل (سلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي). هكذا كانت ثورة الخامس والعشرين من يناير في عيون عدد من ساسة العالم الذين وقفوا مع شعوبهم وكل شعوب الأرض ينظرون كيف بنى شباب ثورة الغضب قواعد مجد بلد عريق تمتد حضارته لآلاف السنين. لم تقتصر ردود الفعل العالمية لهذه الانتفاضة الشعبية السلمية على رجال السياسة فحسب بل امتدت لتشمل نجوم الفن والمجتمع العالميين، حيث غنى لها المطرب البريطاني ذو الأصول الأذربيجانية سامي يوسف، وهو ما كرره مع المطرب الأمريكي التاهيتي الأصل وايكليف جين، فيما قالت المغنية والممثلة الشهيرة باربرا سترايسند: (انتصرت قوة الديمقراطية على طغيان الدكتاتورية وأتمنى أن تقود هذه اللحظة التاريخية إلى الحرية والرخاء والسلام الدائم بين الدول العظيمة) وذلك على هامش حفل تكريمها على مجمل مشوارها الفني في لوس أنجلوس مساء الجمعة الماضي، على نفس المنوال سار عازف الجاز المعروف هيربي هانكوك الذي قال بعد تسلمه جائزة جرامي الموسيقية يوم الأحد الفائت: (إنه لشيء عظيم أن يعبر الشعب عن مطالبته بنظام ديمقراطي، بطرق سلمية ومشروعه والتي ستعود بالنفع على المنطقة العربية والعالم أجمع). هذا عن أهل السياسة والفن فكيف كانت ثورة شباب مصر في عيون نجوم الرياضة في العالم أجمع؟ قال البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الأغلى والأشهر في العالم ومتصدر قائمة هدافي الدوري برصيد 24 هدفا (عندما أعود إلى المنزل، أتلهف لمعرفة الأحداث التي تمر بالعالم الذي نعيش فيه، وكل ما يثير اهتمامي مؤخرا هي الأحداث التي تمر بها مصر) مؤكداً في حوار لمحطة إذاعية إسبانية أن هذه الأحداث أهم بكثير عنده من متابعة نتائج غريم فريقه الملكي (برشلونة) الذي يتصدر جدول المسابقة برصيد 62 نقطة بعد مرور 23 جولة. الثورة التي أعادت الروح لشعب خنقه الظلم والاستبداد على مدار عدة عقود كان لها صدى في الملاعب البلجيكية أيضاً، حيث شهدت لوحات الدعاية بملعب هيرمان فاندربورتن لافتة حملت تأييدا للثورة يوم السبت أيضاً أثناء لقاء فريق ليرس مع ضيفه جيرمينال بييرسخوت ضمن الجولة رقم 26 للمسابقة وهو اللقاء الذي انتهى بالتعادل بهدفين في كل شبكة. الجدير بالذكر أن النادي البلجيكي الذي يحتل المركز الخامس عشر من بين ستة عشر نادياً، يملكه رجل الأعمال المصري ماجد سامي ويضم بين صفوفه أكثر من لاعب مصر كمحمد عبد الواحد ومحمد الجباس المعروف ب(دودو). ثورة شباب مصر التي ضمت معظم جماهير كرة القدم المصرية في تناغم غير مسبوق، وكأنهم عزموا على مساندة مصر والوقوف وراءها كلاعبين أساسيين -هذه المرة- لا كمتفرجين فقط وذلك من أجل الفوز بكأس الحرية والعدالة والعزة والكرامة، تميزت كذلك بالرقي والتحضر وكانت مضرب أمثال العالم أجمع بعظمة شعب مصر المستمد من ماضيه العريق ومستقبله المشرق، بعيداً عن رموز أكل عليها الزمن وشرب وأرادت فرض الوصاية على شعب بأكمله متهمة إياه بأنه غير قادر على استيعاب الديمقراطية بعد أن تولت هي مناصبها في غفلة من الزمن مستندة لما يمكن تسميته ب(الشرعية التزويرية). مصر العظيمة بشعبها الطيب ونخبتها الوطنية الحقيقية وغير المزيفة، بات العالم كله ينظر إليها بعين الاعتبار والاحترام بعد أن ظلت لسنوات طويلة تابعة وهي الرائدة، ضعيفة وهي القوية، فقيرة وهي الغنية بثرواتها البشرية والطبيعية. مصر الآن على وشك الدخول في مرحلة جديدة وخطيرة وتاريخية على كل أبنائها في كل المجالات بما فيها المجال الرياضي أن يتسلحوا خلالها بإنكار الذات وتغليب مصالح الوطن على المصالح الفردية دون أن ننسى ضرورة العمل بجد على تنحي (عواجيز الفرح) وحملة المباخر من المنتفعين الذين غيروا قناعاتهم وآرائهم بشكل جذري وتحولت قصائد المديح عندهم لرموز النظام البائد، لوصلات ذم وتشفٍ في سادتهم الراحلين في انتظار لعب دورهم التاريخي والمعتاد في مداهنة أسيادهم الجدد والمقصود بهؤلاء بعض العاملين في وسط الإعلام الرياضي.