«روبين هود» فى الفلكلور الإنجليزى، شخصية عاشت فى القرون الوسطى، كان فارساً شجاعاً، سرق الأغنياء من أجل إطعام الفقراء، وحارب الفساد والظلم والطغيان، وفى القرن الحادى والعشرين، ظهر فى نادى الزمالك مَن يظن أنه «روبين هود» الجديد، إنه ممدوح عباس، رجل الأعمال المصرى الذى خدم الرياضة المصرية عامةً والزمالك خاصةً، طوال أكثر من 40 عاماً، ثم تحوّل فجأة إلى فتوة يكاد أن يستقل بناديه عن كيان الدولة. بداية الحكاية، حين عاد «عباس» فى نهاية 2011، لرئاسة الزمالك بحكم قضائى، بعد تنازل المستشار مرتضى منصور، الرئيس الأسبق للنادى، عن قضية «تزوير الانتخابات» من أجل مصلحة الزمالك، وقتها عاد «عباس» إلى النادى بنظرة جديدة، رأى من خلالها أنه المنقذ والعالم الأوحد بالمصلحة العليا. وشهدت الشهور الماضية معاملته للصحفيين والإعلاميين بصورة لا تليق بهم، وبأهمية عملهم فى تغطية أخبار النادى، رغبة منه فى إظهار الأوجه الإيجابية فيه فقط، وفرض حالة من الحظر على كل ما هو سلبى. العجيب أنه حتى رئيس الجمهورية، لم يسلم من «سيف» عباس، حيث قال له خلال لقائه بالرياضيين: «أنا خريج سياسة واقتصاد وممكن أفيد البلد فى أى منصب»، وهو الأمر الذى تجاهله الرئيس، فاستمر «عباس» فى التحدُّث إليه قائلاً: «أنا عارف إنك زملكاوى». وخلال الفترة الماضية، دخل «عباس» فى عدد لا حصر له من المشكلات كرئيس للزمالك أو كرئيس للجنة البث، فهو على الرغم من نُدرة حديثه أمام الصحف ووسائل الإعلام، فإنه يتبع قاعدة «سكت دهراً ونطق كفراً»، حيث استقبل وزير الرياضة العامرى فاروق، بطلب مد فترة مجلس الزمالك ل15 شهراً، وحينما رفض الوزير، انهال عليه «عباس» بالضربات، التى كانت أولاها اتهامه بالوقوف ضد مصلحة أندية الدورى برفض بيع حقوق البث الحصرية، من أجل إرضاء الفضائيات التى لم تشترِ المسابقة، وهو ما أضاع فرصة حصول الأندية على أموال طائلة، تنفعها فى دعم فرقها وصرف مستحقات اللاعبين والعمال، وآخرها التهكُّم عليه وسبه علناً بألفاظ نابية فى مؤتمر صحفى، وتحميله النسبة الأكبر من فشل الزمالك، كما برع فى إعادة مشهد «من النهارده مافيش حكومة، أنا الحكومة»، قائلاً للوزير «لو انت راجل (....) عيّن لجنة مؤقتة لإدارة النادى وخليهم يعدوا من جنب السور، وأنا هاقطع رجلهم»، وهو ما فتح الباب أمام تهجُّم أفراد «ألتراس وايت نايتس» على مؤتمر الوزير فى استاد القاهرة، وتحطيم القاعة وضرب الصحفيين والإعلاميين وكسر «اللاب توب» الخاص بالوزير، فى مشهد فوضى جسّد بشكل واضح حال البلاد فى الآونة الأخيرة. لم يكتفِ رئيس الزمالك بإهانة وزير الرياضة، بل سبّ وزير الداخلية أمام الفضائيات، قائلاً: «هو مش هيأمّن الدورى، خليه لحد ما نضربه بالجزمة».