هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. كنت أتمنى أن أكتب عن تعادل الأهلى مع الوداد المغربى فى الدارالبيضاء والاحتفاظ بأحلامه فى التأهل للدور قبل النهائى لدورى الأبطال الأفريقى.. وأن أتمنى انتصار الأهلى على الترجى التونسى فى المباراة المقبلة لأننى لا أحب خروجا غير لائق لآخر ناد مصرى يشارك فى أى بطولة أفريقية للأندية، حيث ستضطر أنديتنا كلها، بداية من الموسم الأفريقى المقبل، للفرجة فقط باعتبارها أندية هواة لا ترقى ولا تستحق أن تنافس الأندية المحترفة فى معظم بلدان أفريقيا المستقرة والمتقدمة كرويا.. وقد يفاجئنا وقتها اتحادنا الموقر للكرة ويبشرنا بنجاحه فى الاتفاق مع الاتحاد الأفريقى لتنظيم بطولة هامشية لأندية الهواة فى البلدان المتخلفة والنائمة والعاجزة إداريا وكرويا.. على الأقل حتى لا يبقى كل هذا الإنفاق المالى الضخم للأهلى والزمالك والإسماعيلى للتعاقد مع لاعبين ومدربين لمجرد نشاط محلى.. ولكن ليس كل ما يتمناه الإنسان يدركه أو حتى يكتبه.. فليس باستطاعتى أن أكتب عن تعادل الأهلى وإحباط جماهيره وهى ترى فريقها حالما بالبطولة الأفريقية الأخيرة له رغم أنه عاجز عن تحقيق أى فوز إلا فى استاد القاهرة فقط.. ولا أستطيع الكتابة أيضا عن إعداد قوى للزمالك بقيادة حسن شحاتة ونجوم كبار يرتدون الفانلة البيضاء ويريدون، مع زملائهم، رسم صورة جديدة للنادى العريق وكفاهم الله شر المحاكم الإدارية والقضايا المؤجلة حتى آخر العمر.. أو الإسماعيلى الذى بدأ يسترد توازنه ويحلم بالاحتفاظ بنجومه الكبار ليلعبوا باسمه وبالنيابة عن أهل الإسماعيلية الجميلة.. أو أى ناد آخر من أندية الناس التى أحبها وأحترمها كلها أو حتى أندية الوزارات والهيئات التى لا أتوقع بقاءها طويلا على قيد الحياة.. فأى كتابة عن هذه الأندية وواقعها ومستقبلها تصبح أقرب للعبث طالما بقى هذا الاتحاد فى الجبلاية هو الذى يدير شؤونها.. وأنا الآن أكتب كما لو أننى أكتب مسرحية.. وبالتالى فلابد أن تتصاعد الأحداث تدريجيا.. ولتكن البداية أو الفصل الأول هو اختيار مدرب المنتخب الذى أصبح أكثر تعقيدا من الاتفاق: هل الدستور أولا أم الانتخابات، ويبدو أنه سيكون أطول من محاكمة مبارك والعادلى والمتهمين فى موقعة الجمل.. والآن يصرف اتحاد الكرة النظر عن راجيفيتش ويعودون لنقطة البداية من جديد وهى الأمريكى بوب برادلى.. ثم يجرى بالعمد تسريب خبر التفكير فى شوقى غريب لقيادة المنتخب لجس نبض الرأى العام الكروى.. وبعدها نحكى عن الحكام المصريين الدوليين الذين سقط معظمهم فى اختبارات فيفا للياقة البدنية، وبعدها بيومين فقط يسقط حكام محليون أيضا، فضلا عن تلاعب أحد المسؤولين الكبار بقوائم الحكام ليجاملهم الآن على أن يردوا له الجميل أثناء مباريات معينة سيحددها لهم مستقبلا.. أما الفصل الثالث، حيث قمة التشويق والإثارة، فهو تراجع «أبوريدة» عن استقالته وعودته للجبلاية من جديد.. المبررات التى ستقال لكم إن «أبوريدة» اكتشف أنه لا يستطيع البقاء عضوا باللجنة التنفيذية ل«فيفا» إلا إذا كان عضوا، فى الوقت نفسه، فى اتحاد بلاده.. ولو أن ذلك صحيح فهل كان «أبوريدة» يجهله قبل استقالته العنترية.. وسيقال لكم أيضا إن «أبوريدة» تلقى ضمانات من زاهر بإزالة كل أسباب الخلاف ليعود النائب إلى الجبلاية.. وكان «أبوريدة» قد استقال احتجاجا على إلغاء الهبوط واللعب بالمنتخب الأوليمبى فى تصفيات أمم أفريقيا.. فهل عودته تعنى إلغاء الهبوط والعودة لدورى الستة عشر ناديا واللعب أمام النيجر بالمنتخب الأول، أم أن إسناد مهمة المنتخب الأول لشوقى غريب جزء من صفقة الرجوع أو مسرحية الاستقالة؟!.. بعض الخبثاء أشاروا إلى أنها كانت استقالة مؤقتا، القصد منها إطلاق سحب دخان لصرف الانتباه عن مواصلة «فيفا» التحقيقات مع «أبوريدة» فى زيوريخ.. وكلام آخر كثير لن أصدقه ولن أنفيه أيضا.. ولكننى فقط أتعجب من صمت «أبوريدة» وعزوفه عن الكلام وعدم احترامه للناس أو الإعلام.. ولن يمنعنى ذلك من الترحيب بالعائد قائلا: تفضل فالاتحاد اتحادك والبيت بيتك ولا عزاء للكرة المصرية وجماهيرها وأنديتها أيضا. *