تحليل لأبرز إيجابيات وسلبيات موقعة إياب نصف نهائي كأس الرابطة تغلب تشيلسي على ضيفه ليفربول بهدف نظيف في المباراة التي جمعتهما على ملعب ستامفورد بريدج في إياب الدور نصف النهائي لبطولة رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ليحصل الفريق اللندني على بطاقة الترشح لنهائي ويمبلي، في انتظار الفائز من شيلفيد يونايتد وتوتنهام لمعرفة هوية المتأهل الثاني للنهائي. المباراة حفلت بالعديد من اللقطات والفرص وكذلك الملاحظات على أداء الفريقين نسردها معًا فيما يلي.. إيجابيات | الكفاءات الفردية...والشخصية ■ مرة أخرى أثبت الأستاذ مورينيو "علو" كعبه على تلميذه المجتهد "برندان رودجرز"، صحيح ليفربول تفوق بشكل واضح وكانت الطرف الأفضل والأكثر إيجابية في أغلب أوقات الشوط الأول، لكن الواقع يقول أن التلميذ فشل في حل عقدة استاذه للمباراة الخامسة على التوالي، فقبل هذه المباراة تقابل مورينيو ورودجرز أربع مرات، منهم ثلاث مباريات انتهت بفوز المُعلم، وواحدة بالتعادل، في حين لم يذق سبيشال وان طعم المرارة والخسارة، بل سيُضيف لسجله الناصع البياض انتصاراً جديداً، يؤكد به تفوقه الكاسح على تلميذه. ■ شهدت هذه المباراة تألق واضح لحارس تشيلسي "تيبو كورتوا"، فهذا الشاب ذاد عن مرماه ببسالة، ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه بكفاءة يُحسد عليها، ولولا براعته وموهبته الاستثنائية في حراسة المرمى، لانتهى الشوط الأول بتقدم ليفربول بهدفين نظيفين على أقل تقدير، والدليل على ذلك تصديه المتميز لانفرادين صريحين، الأول من أقدام المدافع الإسباني الأعسر مورينو، والثاني من البرازيلي الموهوب كوتينيو، ولو استقبلت شباكه أي من الانفرادين، لما تحدث معه أحد، لكنه وقف بالمرصاد لكل المحاولات التي قام بها رجال رودجرز لهز الشباك الزرقاء، وأثبت بشكل عملي أن ما حدث في مباراة توتنهام –مباراة الخماسية- كان حدثاً لا يتكرر كثيراً، وأعتقد أنه أقنع الجميع بأحقيته في حماية عرين أسود غرب لندن على حساب المُخضرم بيتر تشيك الذي عاد لنقطة الصفر بعد رباعية برادفورد سيتي. ■ لا خلاف أبداً على أن ليفربول كان الطرف الأفضل كما أسلفنا، لكن غياب الشخصية وخبرة المواعيد الكبرى، كلف الفريق الخسارة وفوت عليه فرصة التأهل للنهائي، والعكس تماماً بالنسبة لتشيلسي الذي لديه كاريزما خاصة ويملك خبرة المواعيد الكبرى، وهذه الخبرة التي تعتبر عملة نادرة، اكتسبها الفريق اللندني بعد فوزه بأكثر من بطولة كبرى في العقد الأخير، أبرزهم لقب البريميرليج، كأس الاتحاد الإنجليزي، دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، ووضح فارق الخبرة بين تشيلسي وليفربول في هدوء رجال مورينيو الذين تعاملوا مع المباراة على جزئيات بسيطة بعد أن تأكدوا أن خصمهم هو الأكثر ثباتاً داخل المستطيل الأخضر، ولاحظنا عدم تسرعهم في الهجمات وحفاظهم على تركيزهم وكأنهم على يقين بأن المباراة ستُحسم بلعبة واحدة، وبالفعل نجحوا في قتل المباراة بمساعدة الكرات الثابتة التي كثيراً ما تكون حلاً لمورينيو. ■ من الأفضل للمدرب الايرلندي الشمالي "برندان رودجرز" أن يُبقي على جيرارد في الثلث الأخير من الملعب –خلق ستيرلينج-، فالواقع يقول أنه تقدم في العمر ولم يَعد قادراً على القيام بأدواره الدفاعية كما كان يفعل في الماضي، نعم قدماه لا زالت ثابتة، لكن انشغاله بالأدوار الدفاعية يستنفيذ الكثير من طاقته ومخزونه البدني، أما الاعتماد عليه كصانع ألعاب حر كما فعل في هذه المباراة، فكان أفضل بالنسبة له وللفريق. أولاً لأنه لم يتراجع بدنياً وحافظ على قوته حتى الدقيقة الأخيرة من عمر الوقت الإضافي الثاني، وثانياً وهو الأهم، أن وجوده في هذه المركز أعطى إضافة كبيرة للخط الأمامي للريدز، والدليل على ذلك تمريراته الحاسمة التي أرهب بها قلبي دفاع البلوز، ولعل تمريرته الساحرة التي وضعت مورينو أمام كورتوا وجهاً لوجه، خير دليل على إجادته في هذا المركز. مرة أخرى، اُلقي باللوم على الحظ الذي جانب الفريق الضيف، في الحقيقة أود القول بأن ليفربول فعل كل شيء في كرة القدم إلا تسجيل الأهداف، فالحارس مينيوليه رد على مواطنه وتصدى لفرصة أو اثنين شبه مؤكدتين، والدفاع واصل رحلة الإجادة والتحدي بالاعتماد على ثلاثة في الخلف، الوسط كان كلمة السر بقيادة المايسترو جيرارد ومعاونه هيندرسون، لكن الخط الأمامي لم يكن حاضراً، وهذه لا زالت المشكلة الرئيسية التي يُعاني منها الفريق منذ رحيل السفاح سواريز، بالإضافة الهداف الثاني ستوريدج لسلسلة من الإصابات المتلاحقة، ويُحسب لرودجرز أنه نجح في غلق كل مفاتيح لعب تشيلسي "هازارد، ويليان دييجو كوستا وأوسكار"، لكن من سوء حظه وحظ فريقه أن الشباك استقبلت هدف من ركلة ثابتة، على إثره خسر المباراة تأشيرة الذهاب إلى ويمبلي لخوض النهائي. سلبيات | تهاوي الدفاع الأزرق، وأزمة جديدة ■ صحيح المباراة كانت مليئة بالإيجابيات، لكن هذا لا يمنع أنها شهدت بعض السلبيات، أبرزها هشاشة دفاع تشيلسي في ظل وجود الشاب الفرنسي "زوما" الذي لولا تألق كورتوا، لكان مسؤولاً عن هدف او اثنين على أقل تقدير، فهذا ليس دفاع تشيلسي الذي كان صلباً في بداية الموسم، والجميع لاحظ غياب التفاهم بين قلبي الدفاع بالذات، فزوما كان في واد وتيري كان في واد آخر، ووضح ذلك في أكثر من مشهد، بالذات في مشهد مرور كوتينيو منهما على خط منطقة الجزاء، وألعاب كهذه من المفترض أنها لا تمر على دفاع حصين مثل أسود غرب لندن، والسؤال الذي يفرض نفسه الآن..هل سيُبقي مورينيو على زوما وتيري، أم سيُعيد جاري كاهيل مرة أخرى؟ مع الوضع في الاعتبار أن الأخير يُعاني من هبوط حاد في المستوى بسبب الإفراط في الاعتماد عليه. ■ بوجه عام، هذه المباراة تعتبر من أسوأ المباريات التي لعبها تشيلسي هذا الموسم، وربما السبب وراء ذلك، يرجع إلى تأثر اللاعبين بهزيمتهم النكراء في كأس الاتحاد الإنجليزي على يد برادفورد سيتي برباعية مقابل اثنين، لذا يُمكن اعتبار هذه المباراة من توابع زلزال المباراة الماضية، ومن حسن حظ مورينيو ورجاله أنهم تفادوا الخروج من البطولة الثانية على التوالي في ظرف أيام قليلة، وإلا كان القادم سيكون أصعب، لكن خسارة تشيلسي الحقيقية تكمن في تعرض أفضل صانع ألعاب في الدوري الإنجليزي "سيسك فابريجاس" لإصابة أدت لاستبداله في الشوط الأول، والمعروف أن المباراة القادمة ستكون ضد حامل لقب البريميرليج مان سيتي، وبالتأكيد غيابه سيؤثر بشكل سلبي على أسود غرب لندن. لا أجد سلبية في ليفربول، سوى التفنن في إهدار الفرص السهلة، ففرصة مورينو الأولى كانت كفيلة بقلب الأوضاع رأساً على عقب، ونفس الأمر بالنسبة لفرصة كوتينيو التي أهدرها وهو أمام كورتوا، حتى مشاركة بالوتيلي لم تُعط أية إضافة، وعلى رودجرز إيجاد حل لهذه المشكلة قبل فوات الآوان، أما غير ذلك...فالمباراة كانت إيجابية وحماسية من كلا الفريقين، باستثناء تمادي دييجو كوستا في مشاكله مع خصومه والتي كادت أن تُكلفه الطرد لولا أن الحكم تغاضى عن إشهار البطاقة الحمراء في وجهه في أكثر من مناسبة. عادل منصور محرر في القسم الإنجليزي تابع أخبار كأس آسيا و اربح سيارة من تويوتا هنا