تحليل لأبرز إيجابيات وسلبيات قمة الريدز والبلوز سيطر التعادل الإيجابي على مباراة ذهاب نصف نهائي بطولة كأس الرابطة للأندية الإنجليزية المحترفة الذي جمع ليفربول بتشيلسي على ملعب أنفيلد روود بهدف للكل، ليؤجل الحسم لمباراة الإياب التي سيستضيفها ملعب ستامفورد بريدج منتصف الأسبوع المُقبل. المباراة حفلت بالعديد من اللقطات والفرص وكذلك الملاحظات على أداء الفريقين نسردها معًا فيما يلي.. إيجابيات | عاد الفريق المهول ■ صدق مدرب ليفربول "برندان رودجرز" عندما قال أن فريقه يسير بخطى ثابتة نحو الطريق الصحيح، فمنذ الخساراة أمام مانشستر يونايتد الشهر الماضي، ومستوى الريدز في تصاعد مستمر، واليوم كان موعد الاختبار الحقيقي لقياس جودة الفريق، وحسناً فعل جيرارد ورفاقه، إذ تفوقوا بطول الملعب وعرضه على رجال جوزيه مورينيو، وكانوا الطرف الأفضل والأروع على مدار ال90 دقيقة، وأيضاً أظهروا جدية للفوز بالمباراة، ولو حالفهم التوفيق لحققوا الفوز ولو بفارق هدف على أقل تقدير. ■ على الرغم من أن مورينيو لعب بالثنائي "ماتيتش وميكيل" على الدائرة، إلا أن وسط ليفربول نجح في حسم أم المعارك –معركة الوسط-، والدليل على ذلك هو هيمنة جيرارد وهيندرسون على منطقة الوسط، فضلاً عن تفوق كوتينيو على المستوى الهجومي، وشاهدنا كيف كان يتحرك بأريحية في وسط ملعب البلوز، فهو صال وجال في المناطق المحظورة في دفاع تشيلسي، وتفانى في مد ستيرلينج بالتمريرات الحريرية في الثلث الأخير من الملعب، وهذا يرجع إلى تخبط وتشتت وسط الفريق اللندني الذي كان في أسوأ حالاته على الإطلاق. ■ خلاصة القول عن روعة أداء ليفربول في هذه الأمسية التي تعتبر الأفضل لأصحاب أنفيلد روود هذا الموسم، أولاً يرجع الفضل إلى تفاهم ثلاثي الدفاع "مورينو، ساخو وسكرتل"، فهؤلاء أثبتوا بشكل عملي أنهم أصبحوا صمام أمان أمام الحارس "مينيوليه" الذي لم يتعرض لاختبارات حقيقية هذا الموسم، فالثلاثة على مسافة قريبة من بعضهم البعض، وأيضاً هناك تقارب شديد بينهم وبين ثلاثي الوسط "هيندرسون، جيرارد وليفا"، وهذا تسبب في القضاء على خطورة هازارد وويليان، باستثناء الفرصة الوحيدة التي حصل منها هازارد على ركلة الجزاء التي أحرز منها هدف تشيلسي الوحيد، غير ذلك، فليفربول امتلك زمام المباراة بشكل واضح وكاسح، وكان الأحق بالفوز. ■ لا ننسى أفضل لاعب في المباراة وهو رحيم ستيرلينج الذي تقمص دور البطولة، فهو أرهب إيفانوفيتش وقلبي الدفاع تيري وكاهيل بفضل سرعته ومهارته التي تجلت في مشاهد انطلاقاته التي كانت مصدر القلق والخطورة على الحارس كورتوا، ومن الواضح أن تنفس الصعداء واستعاد عافيته بعد هبوط مستواه بشكل مفاجي بسبب ضغط المباريات المحلية والدولية عليه في النصف الأول، ولو استمر على هذا الأداء، سيُساهم في عودة ليفربول للمنافسة على المراكز الأربعة الأولى بعد عودة المنحوس "ستوريدج" الذي يُصارع مع الإصابة منذ بداية الموسم. الإيجابية الأبرز لدى تشيلسي في سهرة اليوم، هي عودة التألق للحارس البلجيكي الشاب "تيبو كورتوا" الذي خسر مكانه في التشكيلة الأساسية بعد خماسية توتنهام، واليوم كشر عن أنيابه وأظهر مستواه الحقيقي الذي أهله للإطاحة بالعملاق "بيتر تشيك" الذي حافظ على مكانه في عرين أسود غرب لندن لعقد من الزمان، لقد ذاد كورتوا عن مرماه ببسالة يُحسد عليه، ولولا تألقه اللافت وتصدياته المُذهلة وتعامله المتميز مع الكرات العرضية، لانتهى اللقاء بفوز ليفربول. سلبيات | كوارث في الوسط ■ لا خلاف أبداً على أن تشيلسي قدم واحدة من أسوأ مبارياته على الإطلاق، ويبدو أن مورينيو لديه فلسفة لا تتغير في تعامله مع المنافسين، فهذا الأسلوب الذي لعب به مباراة اليوم، هو نفسه الذي خاض به مباراة النصف الثاني من الموسم الماضي، ومباراة النصف الأول من هذا الموسم، وكأن بداخله اعتقاد أن هذا الأسلوب هو الحل الوحيد لإسقاط ليفربول، لكنه اصطدم بستفاقة برندان رودجرز الذي درس الخطة بشكل جيد، وتعامل مع المباراة بإجادة يُحسد عليها، وتفوق ليفربول ميدانياً ونجاحه في محاصرة تشيلسي في وسط ملعبه، يُعتبر خير دليل على نجاح المدرب الايرلندي الشمالي على استاذه السابق في غرب لندن. ■ من مساوئ تشيلسي في هذه المباراة، خط الوسط الذي كان في حالة سيئة للغاية، واخص بالذكر الثنائي ماتيتش وميكيل، فكلاهما كان بعيدين، رغم أن مورينيو أشركهما ليقفا على الدائرة لخنق لاعبي وسط ليفربول ومنعهم من اختراق الوسط الأزرق، لكن حدث العكس، وكان وسط تشيلسي مخترقاً كما كان في كارثة وايت هارت لين، بالإضافة إلى ذلك، فإن الجبهة اليمنى كانت مخترقة بشكل فاضح، وهذا بسبب تفوق ستيرلينج على إيفانوفيتش الذي لم يَجد من يُعاونه على إيقاف سهم ليفربول الجارح، ويبقى الشيء الأسوأ على الإطلاق هو تباعد الخطوط الثلاثة عن بعضها البعض، عكس الريدز تماماً، ويكفي أن تشيلسي لم يُهدد مرمى مينيوليه بشكل حقيقي سوى في فرصة ركلة الجزاء التي أحرز منها هازارد الهدف. تحدثنا كثيراً عن مميزات ليفربول في هذه المباراة، لكن لم نتحدث عن السلبيات، والسلبية الأبرز والأوضح تكمن في غياب المهاجم الهداف، فالفريق استعاد هويته وأسلوبه المتميز الذي كان عليه في آخر موسمين، وبالذات في الموسم الماضي، لكن ما ينقصه هو الاعتماد على مهاجم موهوب لديه القدرة على صناعة الفارق، نعم مثل لويس سواريز. ودعونا نتخيل لو سواريز كان حاضراً في هذه المباراة، بالتأكيد كانت ستسير في اتجاه آخر، إن ليفربول يفعل كل شيء في كرة القدم، لكن مجهود اللاعبين يذهب سدى، وهذا يرجع إلى غياب الهداف القادر على ترجمة هذا الأداء العذب إلى أهداف كما كان يفعل سفاح السفاحين، وإهدار اللاعبين لهذا الكم الهائل من الأهداف في هذه المباراة، يؤكد أن رودجرز بحاجة ماسة للتعاقد مع مهاجم يعرف طريق الشباك قبل أن يُسدل الستار على ميركاتو الشتاء. عادل منصور محرر في القسم الإنجليزي