تحليل لأبرز أسباب تطور ليفربول عما كان عليه في بداية الموسم وتغييرات برندان رودجرز والأمور التي ساعدت على هذا التطور ... بعد نهاية مباراة ليفربول وتشيلسي في كأس الرابطة الإنجليزية، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل وهي أقل نتيجة يستحقها الريدز في ظل الأداء المميز الذي قدمه الفريق في ملعب الآنفيلد أمام متصدر البرميرليج، كان التساؤل الكبير هو ماذا لو لعب ليفربول بمثل هذا الأداء منذ بداية الموسم؟ ربما كان ليحتل مركزًا متقدما في الدوري والوصول لدور ال16 من دوري الأبطال، لكن هل الأمر كان ممكنا فعلا؟. تطور ليفربول في المباريات الأخيرة لم يكن سهلا، بعد خسارة نجم الفريق الموسم الماضي لويس سواريز وإصابات دانييل ستوريدج المتكررة والاعتماد على التعاقدات الصيفية والتي كان أغلبها لاعبون شباب أو لاعب ميؤوس منه هو ماريو بالوتيلي. حتى الآن، وصل ليفربول لمباراته التاسعة على التوالي من دون تلقي أي هزيمة وخسارة واحدة فقط في آخر 15مباراة والتي كانت أمام كريستال بالاس في نوفمبر الماضي. مباراة تشيلسي كانت الامتحان الحقيقي الأول بعد النتائج الجيدة في قي شهر ديسمبر، وبالتالي فإن كان هذا هو الإمتحان الأول فليفربول استطاع اجتيازه بنجاح. خطة 3-4-2-1 تغيير خطة اللعب ل 3-4-2-1 أمام مانشستر يوناتد على ملعب أولد ترافورد بعد خروج الريدز من دوري الأبطال، ورغم الخسارة 3-0 إلا أنها لم تكن ذات أهمية بقدر ظهور علامات على التطور ونجاح الخطة الجديدة. بعد ذلك أتت المباراة التي انتهت بالفوز أمام بورنموث بالاستمرار أيضًا في نفس الخطة التي تعتمد ثلاثي في الخلف وهي الخطة التي قال عنها برندان رودجرز: "الطريقة التي نريد العمل بها". التحول للعب بثلاثة لاعبين في خط الدفاع كان من أهم أسباب التحسن، مارتين سكرتل استفاد كثيرا من هذا التغيير بعد شراكته غير الناجحة في ثنائية قلب الدفاع مع ديان لوفرين التي أفضت لاستقبال الريدز 21هدف في 13 مباراة لعباها معا وفقط مباراتين فقط لم يتلقى الفريق بوجودهما أي هدف –كلين شيت-. بالتحول لثلاثي الدفاع، كانت البداية بالتحول من جلين جونسون-سكرتل-لوفرين لإشراك كولو توري كقلب دفاع في الجهة اليمنى بعد إصابة جونسون، والآن إمري تشان هو الذي يشغل هذا المركز بجانب سكرتل ومامادو ساخو. وكنتيجة، تحسن أداء ليفربول بشكل كبير وكذلك الأمر بالنسبة لسكرتل الذي أصبح لديه خياران للتمرير-هما تشان وساخو-، لديهما 48 و57 تمريرة كمعدل في كل مباراة وبنسبة نجاح تمرير بلغت 68 بالمئة و90 بالمئة على الترتيب وتلقى الفريق في آخر 3 مباريات هدفا واحدا فقط. تغيير في اختيارات اللاعبين بعد إصابة ماريو بالوتيلي، لم يبدأ أي مباراة منذ مواجهة تشيلسي في البرميرليج في نوفمبر والأهم من ذلك هو عدم مناسبته لخطة الريدز مما جعل إمكانية الاعتماد على رحيم ستيرلينج كمهاجم صريح -أو ما ينتظره منه رودجرز، كمهاجم وهمي-. ساخو أصبح لاعبا مهما في الدفاع، ولكنه وجد فرصته لذلك عند إصابة ديان لوفرين وحتى عندما عاد المدافع الكرواتي من الإصابة هذا الشهر فإنه لم يستطع اللعب في ظل أداء ساخو الممتاز. بالوتيلي ولوفرين هما تعاقدان كلفا ليفربول كثيرا في الصيف ولكنهما لم يقدما الكثير للفريق، بل كان غيابهما فرصة لتحسن الفريق والاعتماد على لاعبين أثبتوا أهميتهم. تألق اللاعبين الشباب قد لا يتوفر ليفربول حاليا على لاعبين من طراز عال –مثل لويس سواريز-، بل في الحقيقة لا وجود لأي لاعب يمكن أن يتم اعتباره من هؤلاء اللاعبين. ليفربول لديه مجموعة من اللاعبين سنهم بين 18-23 سنة الذين يمكنهم أن يصبحوا لاعبين من المستوى الأول بعد سنوات قليلة. ستيرلينج، ماركوفيتش، كوتينيو، تشان، مورينو، لالانا باستطاعتهم التطور بشكل أفضل بحكم ما أظهروه في سنهم الحالي. مما قد يجعل هناك عدم خيبة كبيرة لظهور لوفرين وبالوتيلي بمستوى لا يليق بالقيمة التي تم التعاقد معهم بها. لازار ماركوفيتش تألق كلاعب وسط|جناح-ظهير سواء على المستوى الهجومي وحتى على المستوى الدفاعي والعودة لمساندة الدفاع، إمري تشان تألق على نحو مشابه بعد أن وجد فرصته للعب إثر إصابة وغياب كولو توري، ولالانا بدأ يظهر بمستواه الذي كان عليه مع ساوثهامتون بينما ألبيرتو مورينو أصبح أفضل في مركز متقدم عكس مركز الظهير الأيسر التقليدي. إشراك لوكاس من البداية رغم الأخبار التي راجت حول قرب انتقاله لإنتر ميلان في يناير الحالي بعد تواجه في إيطاليا، إلا أنه من الصعب التقكير في إمكانية خروج لوكاس ليفا من الريدز في الوقت الحالي بعد الأداء الكبير الذي قدمه هذا الموسم منذ عودته للمشاركة بشكل متواصل. لاعب الوسط البرازيلي قدم أفضل أداء له أمام تشيلسي، ومثل الفريق ككل فإنه يثبت أهميته في كل مباراة بحكم ما يضيفه لتوازن الفريق دفاعيا مما يجعله يساهم في تقليص الضغط على دفاع ليفربول. في السابق كان قلبا الدفاع يحظيان بتغطية ضعيفة من الوسط أو من الظهيرين عندما يكونان في الأمام، لكن الآن لديهم لوكاس الذي يتواجد أمامهم ويقدم لهم المساندة والحماية. تعامل جيد مع ستيفن جيرارد رحيل ستيفن جيرارد عن النادي هذا الصيف، صادفه تطور ملحوظ في أدائه بعد بعد تغيير برندان رودجرز مركزه من الارتكاز –الذي أصبح يشغله لوكاس ليفا ومساندة من جوردان هيندرسون- لمركز متقدم من دون واجبات دفاعية كبيرة وكذا عدم إشراكه أساسيًا في كل مباراة. غياب القائد جيرارد جعل اللاعبين الآخرين يتحملون المسوؤولية في الملعب، لوكاس، هيندرسون، ستيرلينج وكوتينيو كل هؤلاء اللاعبين كانوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتق الفريق بدل انتظار رؤية جيرارد كملهم للفريق ككل. للتواصل مع شرف الدين عبيد عبر صفحته على الفيس بوك اضغط هنا وللتواصل عبر تويتر اضغط هنا