التحليل الفني لفوز ريال مدريد على إسبانيول عاد ريال مدريد لطريق الانتصارات وذلك بالفوز بثلاثية نظيفة على حساب ضيفه إسبانيول في اللقاء الذي احتضنه ملعب سانتياجو بيرنابيو لحساب الجولة 18 من الدوري الاسباني وعرف أحداثًا مثيرة ومباراة تكتيكية بين مدربي الفريقين تفوق خلالها أنشيلوتي عن جدارة. ريال مدريد | على رونالدو أن يتنازل لبيل، وذكاء أنشيلوتي بشكل عام، قدّم ريال مدريد مباراة جيدة تمكن خلالها من تحقيق الأهم بأقل مجهود ممكن، فاستعاد بذلك- نغمة الانتصارات التي غابت عنه خلال آخر مباراتين وهو ما سيُمكنه من الاستفادة من اصطدام مُطارديه برشلونة والأتلتي يوم غد، كما أنه يبدو مستعدًا لمباراة الحسم في كأس ملك إسبانيا أمام جاره منتصف الأسبوع المقبل. هدف جاريث بيل من ركلة حرة مباشرة يدل مرة أخرى على أنه هو الأحق في ريال مدريد بتنفيذ هذا- النوع من الكرات الثابتة. كريستيانو رونالدو فقد جزءً كبيرًا من مهارته في هذه الوضعيات، وسيكون من الذكاء أن يتخذ أنشيلوتي قرارًا في هذا الأمر، لأنه سيُمكنه من حل لغز الكثير من المباريات. يجب رفع القبعة والانحناء أمام المستوى المُبهر الذي قدمه رافاييل فاران في مباراة اليوم، وإن كان- الكمال ينطبق على بني البشر لوصفته بالكامل دفاعيًا بعدما شاهدناه منه اليوم. المدافع الفرنسي أرسل رسالة واضحة جدًا لأنشيلوتي يخبره من خلالها بأنه جاهز تمامًا لخطف المركز الأساسي سواءً من بيبي أو من راموس، وخاصة الثاني الذي انخفض مستواه بشدة في الآونة الأخيرة. رافاييل كان متميزًا في تمركزه ومُدهشًا في استخلاصه للكرة، والحقيقة أنه يستحق لقب الرجل الرائع في مباراة اليوم. عاني ريال مدريد أمام إسبانيول من بطء استرجاع الكرة عند فقدانها، وهو ما كان يُعطي الفرصة- لإسبانيول من أجل الوصول لمناطق خصمه. إيسكو وخاميس معًا يعانيان أمام الأندية التي تفرض ضغطًا متقدمًا (وهو ما قام به النادي الكتلوني اليوم)، فشاهدنا كايسيدو وسيرخيو جارسيا يصلان لمنطقة الجزاء في أكثر من مناسبة ويختبران كاسياس في مناسبات أقل بفضل التألق اللافت لفاران الذي تحدثنا عنه. الآثار السلبية لمشاركة خاميس وإيسكو معًا أمام كروس لم تظهر في المباريات الأولى، والأمر يرجع في رأيي لقيمة المنافسين الذين واجههم الفريق الملكي في شهر ديسمبر والذين لم يكونوا من قيمة فالنسيا والأتلتي مثلًا، لكن مع مرور الوقت، أصبح جل المدربين يستغلون هذه النقطة ليصلوا بسهولة أكبر لمرمى الريال. إشراك سامي خضيرة أو إيارامندي مكان خاميس أو إيسكو (وأفضّل الأول) سيُعطي الريال توازنًا أكبر في منتصف الميدان، وسيُمكنه من استرجاع الكرة بسرعة أكبر مما شاهدناه أمام فالنسيا، الأتلتي واليوم أمام إسبانيول. ما الذي تغيّر بخصوص كريستيانو رونالدو في الشوط الأول اليوم؟ فقد شاهدناه ثابتًا أكثر من العادة في- الرواق الأيسر، وشاهدنا أنه يتواجد داخل منطقة الجزاء بقدر أقل من تواجده في الرواق فخاض أول 45 دقيقة كجناح كلاسيكي، وهو ما عوضه جاريث بيل بالمقابل بالتواجد قرب بنزيمة أكثر. اللامركزية الهجومية في ريال مدريد لم تكن كالمباريات السابقة، والأمر راجع ربما لرغبة الBBC في الاقتصاد من طاقتهم من أجل مواجهة أتلتيكو مدريد الحاسمة في كأس ملك إسبانيا والتي سيكون من شأنها حسم المتأهل لربع النهائي. -من الطريف أن أداء ريال مدريد تحسن عندما أصبح يلعب بنقص عددي، فالفريق أصبح يتناقل الكرة بين خطوطه بسرعة ويخلق خطورة أكبر على مرمى كاسيا، كما أن كريستيانو رونالدو استفاق من سباته وحاول التسجيل بعد أن بدا في حالة غير اعتيادية خلال الشوط الأول. ريال مدريد استحق الفوز سواءً ب11 أو ب10 لاعبين. -تغييرات أنشيلوتي عند التأخر في النتيجة كانت موفقة جدًا، فالدفع بإيارامندي مكان بنزيمة أعطى الفريق توازنًا كبيرًا في خط الوسط وحرر جاريث بيل وكريستيانو رونالدو أكثر، ليدخلا للعمق أكثر فتمكنا من قيادة هجمات مرتدة بالجملة كادت تكبّد الزوار نتيجة تاريخية. إسبانيول | تهور سيرخيو جونزاليس أعطى الأفضلية للريال -قدم إسبانيول مباراة جيدة خاصة في خط المنتصف حيث فرض ضغطًا كبيرًا على كل من إيسكو وخاميس، وهو ما جعلهما يجدان صعوبة كبيرة في إمداد الBBC بالكرة، فلم نشاهد فرصًا كثيرة من جانب رجال كارلو أنشيلوتي في الشوط الأول خاصة. تميز إسبانيول كذلك بسرعة الارتداد، فقد كان يصل لمناطق الفريق الملكي بامتياز وخلق متاعب كبيرة- لإيكر كاسياس الذي لم يكن في راحة أبدًا خلال لقاء اليوم، إلا أن اللمسة الأخيرة خانت جل لاعبيه، وهو ما جعله لا يُسجل. بالمقابل، فقد إسبانيول هويته تمامًا عندما ظن أنه سيستطيع فرض سيطرته على الريال "المنقوص"،- فغامر باللعب بشكل هجومي وهو ما كلفه تلقي وابل من الفرص والتي تسبب فيها سرعة الفريق الملكي في الارتداد، والتي كانت لا تمنح أي فرصة للاعبي خط الوسط في التراجع لتدارك الموقف. خسارة إسبانيول أمام الريال تعود بالدرجة الأولى لفارق الإمكانيات الكبير بين الناديين، وكذلك لسذاجة- تعامل مدرب الفريق الكتلوني مع التفوق العددي، فقد ظن أنه قادر على السيطرة على مجريات اللقاء، فمنح نفاثات مثل رونالدو وبيل مساحات شاسعة في الخلف لتكلف فريقه تلقي فرص بالجملة.