عقب مباراة الأهلي والجونة خرج راينر تسوبيل المدير الفني للجونة بتصريح مثير يؤكد فيه على أن فريقه لم يكن ليحقق الفوز على الأهلي بالإضافة إلى طاقم التحكيم وأن الحكام لم تتوقف عن مساعدة الأهلي منذ أن كان مدربا للنادي الأهلي . وهو تصريح مستفز من المدير الفني للجونة وليس من المقبول أن يتحدث بهذا الشكل، وعلى اتحاد الكرة ولجنة المسابقات أن تتخذ معه الإجراء اللازم وفقا للائحة البطولة . إلا أن المثير للدهشة موقف الأستديو التحليلي لقناة أم بي سي مصر ومقدمه مصطفى عبده لاعب الأهلي السابق والمنتخب المصري الذي شن هجوما حادا على راينر تسوبيل مطالبا إياه بالتوقف عن هذه التصريحات المستفزة وأن يلتزم بقوانين الدولة التي يعمل بها أو الرحيل بلا رجعة . نفس الأسلوب وبنفس صيغة الهجوم من عصام عبد المنعم الناقد الرياضي والمحلل في قناة النيل للرياضة على راينر تسوبيل مطالبا إياه بالتوقف عن الهجوم على التحكيم أو مغادرة البلاد فورا بلا رجعة !! المؤسف في الأمر أن الهجوم الضاري من مصطفى عبده وعصام عبد المنعم على المدير الفني للجونة ليس دفاعا عن التحكيم المصري فعقب كل مباراة في الدوري المصري يخرج المسؤول عن الفريق المهزوم يحمل الحكم مسؤولية الخساراة وعادة ما تنزل كلامات مسؤولي الفرق على استديوهات التحليل بردا وسلاما . ولعل ما حدث عقب مباراة إنبي والزمالك ضد الحكم محمود عاشور من هجوم وتشهير وإتهامات لا حصر لها من مسؤولي الزمالك بعد خسارة الفريق للمرة الأولى هذا الموسم ولم يخرج أيا من طاقم التحليل في أي من القنوات المذكورة للدفاع عن عاشور أو المطالبة بالتوقف عن الهجوم على الحكم وإحترام لوائح وقوانين البطولة . بل أن هذه القنوات وهؤلاء الأشخاص شاركوا في الهجوم على الحكم لدرجة أن أحد أفراد طاقم التحليل الفني خرج ليؤكد على أن إنشغال محمود عاشور بشركة السياحة الخاصة به وتجهيز تأشيرات عمرة مولد النبي سبب عدم تركيز عاشور في التحكيم . ونعود إلى مباراة الأهلي والجونة التي تحدث فيها راينر تسوبيل عن التحكيم وتم الهجوم عليه من استديوهات التحليل المؤسف أن أحمد الصحيفي المشرف على قطاع الكرة بنادي الجونة هاجم حكم اللقاء إبراهيم نور الدين وحمله مسؤولي خسارة فريقه أمام الأهلي إلا أن كلماته لم تحرك ساكنا لدى الناقد الرياضي الكبير عصام عبد المنعم ليطالبه بالتوقف عن هذه النوعية من التصريحات المثيرة والأمر نفسه لنجم الأهلي الأسبق . مما سبق نجد أن هجوم الثنائي على راينر تسوبيل لا لشئ إلا لكونه أجنبي لا يحمل الجنسية المصرية في مسلسل الطنطنة الوطنية ضد كل ما هو أجنبي وإدعاء البطولة الوهمية بدليل أن نفس التصريحات خرجت من الصحيفي ولم ينال نفس ما ناله راينر تسوبيل . لتكشف هذه الواقعة عن مدى العنصرية ضد الأجانب في الوسط الكروي المصري والوقوف للمدرب الأجنبي على الهفوة إذ أنه ليس من حق أي شخص محاسبة تسوبيل سوى لجنة المسابقات وليس استديوهات التحليل . لتتواصل العنصرية ضد الأجانب فالهجوم على الأسباني خوان كارلوس جاريدو المير الفني للأهلي لا يتوقف وكيف أن أحد نجوم الكرة الكبار والذي سبق له اللعب في الدوري الإسباني يؤكد أن المدير الفني للأهلي يسب الحكام باللغة الإسبانية وعلى اتحاد الكرة ولجنة المسابقات توقيع أقصى العقوبة على جاريدو . والأمر لا يحتاج كل هذا فما ينقله الميكرفون المتواجد في الملاعب بجوار الأجهزة الفنية ينقل ما لذ وطاب من سباب للحكام وللاعبي الفريقين دون أن ينشغل أحد أو يفكر في إيقاف هذا الأمر إلا عندما جاء جاريدو ليسب الحكام باللغة الاسبانية . ولم يخفى على أحد إتهامات الإعلام المصري للمدير الفني للأهلي بأنه سمسار لاعبين جاء ليفرغ النادي الأهلي من المواهب بتقديمهم للفرق الأوربية . ليأتي الدور على البرتغالي جيمي باتشيكو المدير الفني السابق للزمالك الذي قرر الرحيل عن تدريب الزمالك دون سابق إنذار ليتم إتهامه بالهرب الخائن العقيم علما أن ما فعله عدد من المدربين المصريين في وقائع ترك فرقهم في دول عربية مجاورة لا يعد ولا يحصى ولا يتحدث عنهم الإعلام بهذا الأسلوب بل يتم فتح المجال للمدرب المصري ليدافع عن نفسه وكيف أنه تحمل ما لا يتحمله بشر في تدريب الفريق العربي مما دفعه للعودة بعد أن تملك منه اليأس . وقبل كل هذا كان الأمريكي بوب برادلي المدير الفني السابق للمنتخب المصري مادة خصبة للهجوم الإعلامي لدرجة أنه تم إتهامه بأنه جاسوس أمريكي في الوسط الكروي المصري لا لشئ إلا لأنه شجب أحداث مجزرة بورسعيد . ليأتي البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني الأسبق للنادي الأهلي صاحب أكبر نصيب من إتهامات الإعلام المصري على مدار فترات عمله ثلاث مرات مع النادي الأهلي وكانت العلاقة بينه وبين الإعلام أشبه بالمعارك الحربية . علما أن نفس تصرفات وتصريحات جوزيه وبرادلي وباتشيكو وجاريدو تخرج من المدربين المصريين وتنزل بردا وسلاما على رجال الإعلام المصري وتتغير اللهجة ويختفي الوعيد والتهديد معتقدين أنهم يقدمون عمل وطني جليل عندما ينالون من الأجانب ويدللون المصريين .