معايير اختيار الفيفا وممارساته غير المنطقية تشوه أي بطولة أو جائزة.. بعد عدة أيام من الآن ستتحول أنظار العالم صوب حفل جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم السنوي المعتاد والذي سيترقب الجميع فيه من سيحمل الكرة الذهبية ويفوز بلقب أفضل لاعب في العالم عن عام 2014.. وكالعادة أيضاً ستثور وتدور ُرحى التأييد و كذلك التنديد بالفائز بين المتابعين في سمة أصبحت مكررة من سمات الكرة العالمية في نفس التوقيت من كل عام، وهذا العام تنصب الترشيحات بقوة باتجاه ايقونة ريال مدريد وابن ماديرا اللامع البرتغالي كريستيانو رونالدو على حساب الارجنتيني ليونيل ميسي و الألماني مانويل نوير، ولكن يثور هنا تساؤل .. هل رونالدو هو الأحق والأجدربالفوز بها بالفعل؟ وعلى النقيض لماذا لا يفوز بها ميسي؟ لكن دعونا نرى أولاً ماذا حقق ميسي من القاب في عام 2014 .. أفضل لاعب بالمونديال .. فقط ! ولهذا تم وضعه في قائمة أفضل ثلاث لاعبين في العالم؟ ولكن قد يكون هذا كافي من وجهة نظر الفيفا ليفوز ميسي بالكرة الذهبية برغم انجازات وبطولات رونالدو الغير اعتيادية هذا العام، ولكن هناك سبب ربما يخرج من طيات الفيفا ويدعم فوز ميسي.. فالعام الماضي فاز رونالدو وهو لا يمتلك في جعبته طوال عام 2013 أية بطولة على الاطلاق، بينما ريبيري الذي حقق كل البطولات مع العملاق البافاري داخل ألمانيا وكذلك التشامبيونزلييج و السوبر الاوروبي خرج منكس الرأس شبه مذهول ومذبوح! اذن فحسب معايير ومنطق اللا منطق الخاص بالفيفا يكون ميسي أيضاً وهو صاحب الصفر من البطولات بالتبعية هو الآخرهو الفائز باللقب لهذا العام والا سيصبح الفيفا مزدوج المعايير في التقييم ويحكمه الهوى والمصالح. لأنه لو كان التقييم بمدى حصد الألقاب مثلما ينادي أنصار الدون لكان الأحق بالفوز باللقب هو كروس الذي حصد لقب كأس العالم للمنتخبات ثم كأس العالم للأندية وكأس السوبر الاوروبية و الدوري والكأس الالماني، أو خضيرة الفائز بكأس العالم و التشامبيونز والسوبر الاوروبي و الكأس الإسباني. ولكن لأن الفيفا أصبح يُدار ويدور في فلك المصالح التجارية والضغوطات الاعلامية، وجدنا ارين روبن يطاح به خارج أفضل ثلاثة لاعبين في العالم على حساب ميسي صاحب الصفر من البطولات، وعلى حساب رونالدو الغائب عن مشهديّ نهائي الكأس الإسباني و التشامبيونزلييج، ليتم ذبح نجم آخر بعد ريبيري كقربان لكلاً من ميسي و رونالدو وتجسيداً لحجم الفساد المُستشري داخل منظومة كرة القدم العالمية والذي لوث كرتنا المحبوبة، لكن سيظل الجميع برغم كل هذا يتبارون ويتابعون الحفل سييء السمعة وبعد اعلان النتيجة تقوم حرب شعواء بين الفصيلين ما بين تهليل و تهوين.. ويغرز نصل بارد من جديد في قلب نزاهة كرة القدم تُدمي منه طهارتها وعفتها. الخُلاصة .. قبل اسبوعين كنت في ضيافة كابتن هادي خشبة نجم الأهلي المصري السابق في برنامج تليفزيوني وجاء الحديث حول كأس العالم للأندية وتحدثت عن أنه من وجهة نظري هو مثال فج وتأكيد لعدم نزاهة الفيفا وعدم تطبيقها مبدأ تكافؤ الفرص بين فرق البطولة بل أنها تعتبر بطولة عنصرية من الدرجة الاولى، حيث تتعامل مع فرق القارات من خارج اوروبا واميركا الجنوبية بمبدأ العبيد في مواجهة الاسياد، حيث لا توجد مساواة في عدد المباريات، وتعامل ابطال اوروبا واميركا اللاتينية كأنهم تفضلوا وتنازلوا بقبول المشاركة بها، مع أن البطولة الموازية لها للمنتخبات وهي كأس العالم للقارات تدار بطريقة عادلة وتقسم لمجموعتين وعدد مباريات متساوي. القصد من كلامي أن الفيفا أصبح مُفسد لكرة القدم ويتم توجيهه عن طريق المال والاعلام فقط وليس لنزاهة اللعبة، وشاهدنا ميسي يحرز لقب أفضل لاعب في المونديال وسط دهشة الجميع وربما ميسي من بينهم في مثال صارخ آخرعلى عبثية الفوز بالجوائز، لذا فليفرح من سيفوز بالكرة الذهبية ويشجع أو يحزن ويتشنج من لم يفز كيفما شاءا، فلا قيمة للجائزة لأن مقدمها مشكوك في نزاهته بعدما اختل ميزان العدل والصدق في يده.