تحليل تعادل برشلونة المخيب مع خيتافي في الجولة 15 من الليجا برشلونة | حصة تدريبية أم مباراة خيرية؟! تعثر برشلونة بنتيجة التعادل السلبي خارج ميدانه على ملعب كولسيوم ألفونسو بيريث ضد خيتافي لحساب الجولة 15 من لا ليجا. - البرسا قدم مباراة أقل من المتوسط ولم يستحق الخروج من مدريد بأقل من نقطة أمام التكتيك الدفاعي المحكم الذي ابتعه المدرب كوزمين كونترا طوال التسعين دقيقة. - السلبية الأبرز للبلاوجرانا في هذه المباراة وفي معظم لقاءاته هذا الموسم هو ثقل حركة لاعبيه على أرض الملعب. تشعر وكأن عناصر برشلونة قد بلغوا من العمر أرذله أو حتى لاعبين معتزلين ويلعبون مباراة خيرية، فنحن نشاهد بطءً كبيراً في حركة اللاعبين ولا يوجد تحرك بدون كرة على الإطلاق، مما يُسهل بطبيعة حال من مهمة دفاع خيتافي في قراءة لعب برشلونة ومراقبة لاعبيه وتضييق المساحات أمامهم. 90% من لعب برشلونة روتيني ومحفوظ ومن السهل على أي دفاع مُنظم متمركز جيداً أن يتصدى له مهما بلغ حجم نجومك وحجم موهبتهم الفردية. الرهان على مهارات لاعبيك الفردية على حساب جماعية الفريق ربما ينجح لمباراة أو إثنتين، أما أن تراهن عليها لتفوز ببطولة، فإنها رهان خاسر بكل تأكيد. بصراحة، لا أشعر على الإطلاق بوجود إنريكي على أرض الملعب، فلا توجد أي لمسة أو جملة تكتيكية يقوم بها الفريق، كلها تمريرات عقيمة، لا تسمن ولا تغني من جوع، لا وجود لعنصر المفاجآة، لا وجود للتحرك بدون كرة، لا توجد عدوانية على المرمى .. تشعر في كثير من الأحيان أن البرسا في حصة تدريبية !. إنريكي عليه أن يقوم بعمل كبير إذا أراد أن ينجح هذا الموسم. - برافو تألق في لقطة مهمة جداً في الشوط الأول من خلال تصويبة المزعج أنخيل لافيتّا الذي كان المتنفس الهجومي الرئيسي لأصحاب الأرض إلى حين خروجه. - داني ألفيش كان الثغرة الأساسية في دفاع برشلونة كالعادة وتفوق عليه لافيتّا بشكل كبير وسبب إزعاجاً كبيراً من جهته. لا أدري إلى متى سيتم تهميش مونتويا، الذي قرر الرحيل عن النادي في يناير وأعتقد أن النادي الكتلوني سيخسر كثيراً برحيل مونتويا فهو لاعب جيد ويستحق الكثير من الفرص على حساب ألفيش "المُنتهي إكلينيكياً" !. - ألبا كعادته كان شعلة نشاط من الجبهة اليسرى ولكن يُعاب عليه لعبه للعرضية بمجرد استلامه للكرة. يجب على الإسباني أن يحاول التقدم بالكرة قليلاً ولعب العرضية من على الخط لتكون أكثر عمقاً وأكثر خطورة على دفاع الخصم. - تشافي وراكيتيتش حاولا كثيراً تقديم الحلول في عمق وسط الملعب خلف لاعبي الارتكاز، إلا أن ضيق المساحات والتموقع الجيد لعناصر خيتافي أغلق كل شئ أمامهم. - إنييستا تحسن كثيراً في هذه المباراة وقدم مردوداً أفضل بكثير مما كان عليه أمام باريس سان جيرمان في دوري الأبطال. - ميسي حاول كثيراً حسم المباراة لمصلحة برشلونة إلا أن "البلوك" الدفاعي لخيتافي تصدى لأكثر من كرة، كما عاند الحظ الليو في كرة الركلة الحرة التي تصدت لها العارضة، ثم تصدى الحارس المتميز جوايتا لتصويبة أخرى لقائد الأرجنتين من ركلة حرة أخرى. - سواريز تحرك كثيراً وحاول صنع الفارق، إلا أنه اصطدم بمدافع رائع سنتحدث عنه عندما نحلل أداء فريق خيتافي. - إنريكي تعامل مع الشوط الثاني بطريقة روتينية للغاية تُثبت أنه ليس على مستوى الحدث وليس على مستوى فريق بحجم برشلونة. الفني الإسباني أخطأ عندما سحب راكيتيتش لحساب دخول إنييستا ولم يسحب بدلاً من الكرواتي اللاعب تشافي هيرنانديز، فراكيتيتش كان سيضيف حلولاً هجومية أكبر من المايسترو الذي كان يستحوذ على الكرة كثيراً ويُعطل اللعب، في حين لاعب إشبيلية الأسبق مباشر أكثر على المرمى. ثم قام إنريكي بتبديل مركز بمركز بإقحام الشاب منير الحدادي على حساب بيدرو، بدلاً من تعزيز قوى فريقه الهجومية بدخول منير على حساب ألفيش، لتتحول طريقة اللعب إلى 3/4/3 على الشكل التالي: برافو ألبا – ماتيو – بيكى إنييستا – راكيتيتش – بوسكتس – بيدرو منير – سواريز – ميسي ثم يسحب بعد ذلك بوسكيتس ويدفع ببارترا ليصير إنييستا وراكيتيتس في عمق وسط الملعب، ويتحول ألبا لجناح أيسر، ليكون بذلك قد فتح الملعب بوجود بيدرو على اليمين وألبا على اليسار. - ومن الأساس، أخطأ إنريكي في استبعاد اللاعب ساندرو من قائمة ال 18، فقد كان بمقدور اللاعب تقديم الإضافة للفريق في حال دخوله في الشوط الثاني كمهاجم صريح، مما كان سيساعد على تحرير سواريز من رقابة فلاسكويز الصارمة وجعله يتحرك بحرية أكبر في مناطق خيتافي. - فارق 4 نقاط ليس بالفارق الكبير في عُرف كرة القدم، ومشكلة برشلونة الكبرى في رأيي ليست فارق النقاط مع المتصدر ريال مدريد، ولكنها تكمن في فارق المستوى والأداء بين الفريقين، فالريال في فورمة فنية وتكتيكية كبيرة، يلعب بروح عالية، انتشار سليم، جماعية ممتازة، نجاعة هجومية، تماسك دفاعي إلى حد كبير، حركية كبيرة بدون كرة، حلول متنوعة في الهجوم وعدوانية هائلة على المرمى. يتعين على البرسا القيام بعمل كبير وكبير جداً ليكون على الأقل في نفس مستوى ريال مدريد الفني والتكتيكي، ومن ثم يبدأ في البحث عن تذليل فارق النقاط مع الميرينجي واللحاق به في ريادة جدول الترتيب. خيتافي | فلاسكويز ونالدو كلمة السر في المقابل، قدم فريق خيتافي مباراة دفاعية كبيرة طوال التسعين دقيقة واستحق الخروج بنقطة من فم الكتلان على ملعب كولسيوم ألفونسو بيريث. المدرب كوزمين كونترا اختار الاعتماد على خطة 4/5/1 بوجود 3 لاعبين في عمق وسط الملعب لإغلاق كل المنافذ على عناصر برشلونة، مع التعويل على أنخيل لافيتّا كمتنفس هجومي رئيسي للفريق خلف داني ألفيش. الفريق المدريدي نجح تماماً في تنفيذ مخططه، دافع بكثافة عددية كبيرة أغلقت كل السبل على ميسي ورفاقه، وتمكن لافيتّا من تشكيل إزعاج كبير لدفاعات البلاوجرانا وكاد يسجل لولا براعة برافو. حتى على مستوى التبديلات، فإن كونترا كان ذكياً وسحب كل متنفساته الهجومية ودفع بلاعبين بدلاء للتنشيط وليبقى برشلونة دائماً قلقاً من الخلف وغير مُركز بنسبة 100% على الهجوم. كلمة السر في نجاح تكتيك خيتافي الدفاعي هو تألق الثنائي فلاسكويز المعار من أتلتيكو مدريد ونالدو المعار من أودينيزي، كلاهما قدم مباراة كبيرة جداً خصوصاً الأول الذي نجح تماماً في القضاء على خطورة سواريز طوال التسعين دقيقة.