أعرف أن بعضهم لن يعجبهم أن يسود صفاء وسلام حقيقى، سواء فى الأهلى أو الزمالك.. ولن يسعدهم ألا يكون هناك أى صدام أو حروب بين محمود طاهر، رئيس الأهلى، وقادة النادى القدامى الكبار مثل حسن حمدى والخطيب.. وبين مرتضى منصور، رئيس الزمالك، ومن كانوا ينافسونه على مقعد الرئاسة فى الانتخابات الأخيرة مثل كمال درويش ورؤوف جاسر.. فهناك من يفقدون أدوارهم وضرورتهم ومبررات صراخهم واستعراض قواهم وعضلاتهم واحتياج الآخرين لهم فى مثل هذه الأجواء الطيبة والهادئة.. وواثق أن هؤلاء دفاعا عن مصالحهم لن يستسلموا لحالة السلام والوفاق فى الناديين الكبيرين.. سيحاولون ويطلقون شائعاتهم ويختلقون قصصا وأخبارا حتى لا يدوم وفاق بين طاهر والخطيب أو بين مرتضى منصور ودرويش وجاسر.. فتعود من جديد موسيقى الكراهية التى لا يجيد الرقص على دقات طبولها إلا هؤلاء.. ولكننى أتمنى أن ينجح قادة ومسؤولو الأهلى والزمالك معا فى الصمود والدفاع عن تحضرهم ورقيهم ضد هؤلاء وضد أى أحد يزعجه ألا تكون هناك أزمات وخلافات شخصية.. وأظن أن الأهلى والزمالك معا يحتاج كل منهما الآن لكل أبنائه بعد وقت طويل ضاع فى الارتباك والفوضى.. فقد أسعدنى جدا قرار حسن حمدى بالتوجه للأهلى ليقدم بنفسه التهنئة لمحمود طاهر ومجلسه ومازلت أتمنى أن يذهب طاهر بنفسه لزيارة إبراهيم المعلم.. وأن يفكر مجلس إدارة الأهلى فى الاستعانة بالنجوم الكبار فى لجنة الكرة.. وقد كان هذا ما يفكر فيه طاهر منذ بدأت حملته الانتخابية، وصارحنى يوما بأنه يملك من العقل والحكمة ما يكفى لئلا يحرم الأهلى من أهم وأكبر مواهبه الكروية، لأن الأهلى سيبقى دائما ملكا لكل أبنائه.. وأسعدنى أكثر أن يحقق الزمالك، أمس الأول، فوزه الجميل والرائع وتأهله لدور الثمانية الأفريقى.. فيقف مرتضى منصور بمنتهى الكبرياء وأناقة الفكر والسلوك يؤكد أن كمال درويش ومجلسه هم أصحاب هذا الإنجاز وليس مرتضى منصور ومجلسه الذين لم يتسلموا النادى رسميا بعد.. وأن تشهد مباراة الزمالك ابتسامة الصلح واستعادة الود الجميل بين مرتضى منصور وعبدالله جورج سعد.. وأن يؤكد طاهر اعتزازه بمحمد يوسف رغم الخسارة ويرفض استقالته ويعلن مرتضى منصور أنه سيساند ميدو بكل قوته وإمكاناته ليحقق كل أحلامه وطموحاته مع الزمالك.. وجميل جدا أن يتحول الناديان الكبيران إلى واحة سلام وهدوء حقيقى وسط كل ما نعيشه من صخب وتوتر وخوف وغضب.. بل إننى لا أدعو فقط طاهر ومرتضى لأن يسعى كل منهما للمحافظة على سلام وهدوء ناديه.. وإنما مد دوائر هذا السلام لتشمل العلاقة بين الناديين معا.. سواء العلاقة بين الجماهير، أو بين روابط الألتراس والوايت نايتس، أو داخل اتحاد الكرة ولجنة الأندية وتسويق الدورى واستعادة حقوق كل الأندية.. فهناك الكثير من الملفات المفتوحة والجروح المفتوحة أيضا.. وهناك من لايزال يسعى جاهدا لعدم إغلاق تلك الملفات أو تضميد أى جرح ينزف، ولابد من التصدى لهم.. فلا أحد فى حقيقة الأمر يربح من دوام الحروب بين الناديين، لكن الرياضة المصرية كلها ممكن أن تكسب الكثير من وفاق الناديين وتعاونهما. المصري اليوم