استمر مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري في سقطاته التي تثبت يوما بعد آخر العشوائية التي يدير بها كرة القدم المصرية؛ حيث علم (shootha.com) من مصادر مسئولة أن الاتحاد يسعى خلال هذه الأيام إلى فصل حقوق بث بطولة الكأس ومباريات المنتخب، لتصبح في مزايدة منفصلة عن مباريات الدوري. ويأتي هذا المقترح كمحاولة من الاتحاد لفتح سبلا جديدة أمام إيجاد مصادر تمويل تضخ الأموال في خزائنه، لكن على ما يبدو أن مجلس الإدارة لم يفطن إلى أمر خطير قد يمنعه من الوصول إلى ضالته. فمجلس إدارة اتحاد الكرة هو نفسه الذي سبق وقام بإلغاء المزايدة القديمة على حقوق بث المباريات والتي أعدها عضو المجلس المستقيل محمود طاهر، بدعوى أن المزايدة تضم مباريات المنتخب، وهو الأمر غير المسموح به وفق لوائح الاتحاد الإفريقي "الكاف" الذي يحتفظ لنفسه بحق تسويق مباريات المنتخبات الرسمية. وكشف مسئولو الجبلاية وقتها عن وصول خطاب رسمي من الكاف يحذر الاتحاد المصري من إدراج مباريات المنتخب ضمن مزايدته على حقوق بث المباريات، معلنا أن ذلك هو السبب الحقيقي وراء إلغاء المزايدة. ومرت الأيام ووقع الخلاف بين أعضاء مجلس الإدارة ليضطر في النهاية محمود طاهر إلى تقديم استقالته اعتراضا على إلغاء المزايدة التي سبق وأعدها، ولم يصبر طاهر كثيرا حتى قام حسن عبد الفتاح رئيس نادي بيلا بالتقدم ببلاغ يتهم فيه مجلس إدارة الاتحاد بإهدار المال العام من خلال رفضه لمزايدة طاهر والتي كانت ستدخل إلى خزائن الاتحاد مبالغ تصل إلى 160 مليون –وفق عروض الشركات المتقدمة للمزايدة-. وبالفعل بدأت نيابة الأموال العامة التحقيق في الأمر؛ حيث استمعت خلال الأسبوع الماضي إلى شهادة محمود طاهر، على أن يدلي محمود الشامي عضو المجلس المستقيل أيضا بشهادته خلال الأسبوع الجاري، وفي النهاية ستكتمل ملفات القضية بالاستماع إلى أقوال سمير زاهر رئيس الاتحاد. وجاء الخطأ البين من مجلس إدارة الجبلاية، ففي الوقت الذي تشتعل فيه الأجواء ضد الاتحاد، وفي ظل سعي أعضاء الجمعية العمومية بسحب الثقة من المجلس، قام أعضاؤه بابتداع فكرة جديدة وهي فصل حقوق بث مباريات المنتخب وبطولة كأس مصر المزمع إقامتها عقب انتهاء الدوري هذا الموسم، عن بث مباريات الدوري الممتاز، ليناقض الاتحاد موقفه السابق في ظاهرة عجيبة تحتاج إلى التفسير. فلا أحد يعلم ما إذا كان مسئولو الجبلاية قد نسوا فعلا أمر خطاب الاتحاد الإفريقي الذي حذر من بيع حقوق مباريات المنتخب أم أن هذه الخطاب لم يكن موجودا في الأساس. يذكر أن الاتحاد الدولي أرسل من قبل إلى الاتحاد المصري يخطره بضرورة تطبيق نظام دوري المحترفين بداية من الموسم المقبل، وهو ما يعني إنشاء رابطة للأندية هي من تتولى شئون البطولة بداية بتسويق حقوق بث المباريات، وبالتالي لن يكون للاتحاد سوى كأس مصر والمنتخب كمصدرين للحصول على الأموال من خلال تسويق مبارياتهما، ولعل ذلك يفسر بعض الشيء موقف مجلس الإدارة المتناقض والمخالف للوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. *