كيروش، ملهم إيران الأول

عندما استلم المدرب البرتغالي كارلوس كيروش تدريب المنتخب الإيراني في أبريل/نيسان 2011، كانت مهمته الأساسية هي إعادة إيران إلى خارطة كرة القدم العالمية وقيادة الفريق إلى نهائيات كأس العالم FIFA بعد الغياب عن العرس العالمي قبل أربع سنوات في جنوب أفريقيا.
وعلى الرغم من صعوبة المهمة التي استلمها المدرب ذو الحادية والستين من العمر، إلا أنه نجح في تحقيق المطلوب وقاد الفريق للتأهل إلى البرازيل 2014 بطريقة مميزة بعدما احتل صدارة المجموعة الأولى في المرحلة الخامسة من التصفيات الآسيوية متفوقاً على المنتخب الكوري الجنوبي الذي هزمه أيضاً في عقر داره بختام مبارياته في التصفيات.
هذا الإنجاز، رفع من رصيد المدرب البرتغالي لدى الشعب الإيراني ليصبح أحد أهم الوجوه المحبوبة في البلاد وقد نظّم احتفال رائع لكيروش وللاعبي المنتخب بعد التأهل إلى النهائيات على ملعب آزادي الكبير قبل أن يحصل على دعم معنوي كبير إثر حفلة وداعية أقيمت في طهران قبل المغادرة إلى البرازيل لخوض العرس العالمي.
وبعد التأهل إلى البرازيل 2014، أصبحت آمال عشاق تيم ملي كبيرة بتحقيق نتائج جيدة في المجموعة السادسة التي تضم إلى جانب أبناء كيروش منتخبات الأرجنتين والبوسنة والهرسك ونيجيريا الذي سيكون المنتخب الأول الذي سيواجهه أبطال آسيا ثلاث مرات على ملعب أرينا دي بايكسادا في كوريتيبا يوم الإثنين.
وقد امتدت الثقة الكبيرة إلى لاعبي المنتخب الإيراني الذين اعتبروا أن وجود مدرب من طينة كيروش إلى جانب الفريق سيساهم بشكل كبير بتحقيق النتيجة المرجوة خصوصاً وأنه قام باكتشاف عدد من الوجوه الجديد المحترفة في أوروبا والتي لم تكن معروفة من قبل.
ومن بين هؤلاء اللاعبين حارس المرمى دانييل دافاري الذي انتقل قبل أسبوعين لصفوف نادي جراسهوبرز السويسري والذي أثنى بشكل كبير على ما قام به كيروش حيث قال في حديث حصري مع FIFA "عندما تواصل معي المدرب كيروش وافقت بدون تردد. لقد كان فخراً كبيراً أن يثق بي مدرب عظيم وذو خبرة كبيرة وأن يستدعيني للصفوف المنتخب."
وأضاف "الشعور الذي ينقله لك كيروش هو شعور إيجابي جداً. لقد عملت مع عدد من المدربين في ألمانيا ورأيت الكثير من الأمور المختلفة ولكن كان قراراً صائباً بالنسبة لي أن أحصل على خبرة من مدرب ذو تجربة كبيرة مثل كيروش."
ولم يكن دافاري الوحيد الذي أثنى على أهمية وجود كيروش مع المنتخب الإيراني حيث يوافقه مهاجم فولهما الإنجليزي أشكان ديجاجاه الذي سجل هدفين حاسمين في التصفيات المؤهلة إلى البرازيل 2014 أمام قطر وقد تحدّث عن التطور الذي حصل للمنتخب في السنوات القليلة الماضية.
وقال المهاجم ذو الثامنة والعشرين من العمر "أعتقد أن من الجلي بأنه في السنوات القليلة التي أمضاها كيروش مع المنتخب، كان هناك تطوّر كبير وأصبحت كرة القدم التي نقدمها أفضل. لقد شاهد كيروش الكثير من الأمور في حياته ودرب فرقاً كبيرة ولديه خبرة. لقد حاول أن ينقل خبرته ويعلّم الفريق وأعتقد أننا قمنا بعمل رائع حتى الآن وأتمنى أن نواصل بنفس الطريقة."
وقد يكون كيروش قد استدعى لاعبين مغتربين لصفوف المنتخب للمرة الأولى، إلا أنه وضع ثقته أيضاً باللاعبين المحترفين في إيران حيث حاول إيجاد تشكيلة متوازنة وقد حقق نتائج لافتة حيث خاض الفريق تحت قيادته حتى الآن 38 مباراة شهدت تسجيل 20 انتصاراً وهو أكبر عدد من الإنتصارات التي يحققها المنتخب الإيراني بقيادة مدرب واحد منذ عام 2006 والذي للمفارقة شهد مشاركة إيران الأخيرة في العرس العالمي بقيادة المدرب الكرواتي برانكو إيفانوفيتش.
وقد أثنى الظهير الأيمن خوسرو حيدري على المدرب البرتغالي حيث اعتبر أن الفضل يعود له في التأهل إلى البرازيل 2014 خصوصاً وأن منتخب إيران كان يمتلك لاعبين جيدين قبل أربع سنوات ورغم ذلك لم يتأهل الفريق إلى العرس العالمي.
وأوضح لاعب نادي إستقلال قائلاً "أعتقد أن السبب الأبرز لنجاح المنتخب هو كيروش. لقد أدار الفريق بطريقة رائعة. لدينا مدرّب كبير وناجح وحقق إنجازاً بقيادتنا إلى كأس العالم. منذ وصوله، كان هناك تأثير إيجابي على كرة القدم لدينا."
وأضاف لاعب الوسط باختيار رحماني بدوره "أنا قائد نادي فولاد منذ ثلاث سنوات ولكن عندما أتدرب مع كيروش، أشاهد الكثير من الأمور المميزة سواء في التدريب أو في المباريات. إنه مدرب مختلف وهناك فارق كبير بين مدرب عمل مع ريال مدريد ومانشستر يونايتد وبقية المدربين العاديين." وختم اللاعب ذو الثانية والعشرين من العمر "كل ما يمكنني قوله هو أن كيروش هو مدرب رائع!"
ولا شك أن هذه المحبة الكبيرة من الإيرانيين لكيروش ستزداد في حال تحقيق تيم ميلي لنتائج جيدة في البرازيل 2014.