بوابة شموس نيوز – خاص إذا كان الإنسان عموما في زمن العولمة و الصناعة يشعر بعزلة جراء التطور التكنولوجي فإن الفنان المعاصر يعاني من اغترابه و عزلته المظاعفة، عزلة أمام عدم تكاملية منجزه الفني و تكامل مفردات لغته الفنية لعدم امتلاكه قدرة التعبير المطلقة عن أسرار الحياة و الوجود و عزلة أخرى تحاصره من خلال اغترابه الذي تخلقه الآلة و الثورة التكنلوجية. و بالتأكيد فإن هذا ما بعمق الهوة بين الفنان و العالم الاخر ، مما يضع الفنان زمن العولمة أمام أزمة فكرية و معرفية تثير الكثير من الالتباس و الغموض جراء هذا التطور التكنولوجي الهائل و ما عكسه من تطور في الفنون البصرية في الفن العالمي. ومن أجل أن ياثر الفن التشكيلي و اللوحة ككل في الوعي الفكري و الجمالي و للفنان و المتلقي يكون من الضروري التفكير بجوهر و بماهية الفن الكلاسيكي، هذا ما تطلب تغييرا في المفاهيم الأساسية للغة الفن البصري ، حيث شمل التغيير الاول الوعي البصري للفنان، ثانيا السرد البصري لمكونات فضاء اللوحة و ثالثا علاقة فضاء اللوحة بالمشاهد و بالمتلقي المتفاعل اي عن طريق ما ندعوه بالتفاعلية في الفن. فلا يمكن أن يتحول الفن إلى رؤية بصرية إبداعية و صورة فنية متشبعة بالدلالات ما لم يوجد حيز للبعد الرمزي و التاويلي . ففي الفن البصري يتحول الزمن الواقعي الى زمن فني يشكل بعدا ميتافيزيقيا اي زمن الرؤية و الحلم و الواقع اللا وجودي في حركته الديناميكية، أن مثل هذا المفهوم يخلق رؤية بصرية تجعل من الفنان متفردا لرؤيته الإبداعية تبنى من خلال تحقيق معمارية السرد البصري لفضاء اللوحة .