بوابة شموس نيوز – خاص مقدمة : تؤكد المواثيق والاتفاقيات الدولية، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، بشأن حماية المدنيين وقت الحرب، على حق المعتقلين بممارسة أنشطتهم الثقافية والتعليمية والدينية والذهنية والبدنية والترفيهية والرياضية، وتوفير الأماكن والإمكانيات اللازمة لضمان ذلك، الأمر الذي لم تلتزم به دولة الاحتلال، فبدلاً من توفير أجواء الثقافة والدراسة والمكتبة والانتساب للجامعات وتطوير المهارات والكفاءات، أعدت لهم العدة لتحطيمهم أمنياً وأخلاقياً، وثقافياً وتعليمياً، " فلم تقدم لهم التسهيلات الممكنة لمواصلة دراستهم التعليمية والانتظام بالمدارس والجامعات، سواء داخل أماكن الاعتقال أو خارجها، ولم تمنحهم الحق في تنظيم اجتماعاتهم الثقافية واقتناء الكتب العلمية والثقافية بحرية كاملة، أو التعلم الذاتي وتبادل الخبرات وتدوير المعارف والمعلومات فيما بينهم دون مضايقات([1]). ويؤكد الباحث على رفض الأسرى لتلك السياسات التجهيلية، وبصبرهم وصمودهم وإمكانياتهم البسيطة، استطاعوا أن يحولوا زنازينهم لصفوف دراسية، وحلقات تعليمية، ودورات ثقافية، ومحاضرات جامعية، وفي الوحشة والظلمة كتبت القصائد الشعرية، والروايات الأدبية، والكتب الفكرية، والتجارب الأمنية، والتوجيهات التنظيمية والاطلاع على الثقافات والمعارف والحضارات من خلال المطالعة وتعلم اللغات والانتساب للجامعات. أولاً- التحديات الثقافية وتنظيمها: أدرك الأسرى أن (تحقيق الأهداف والقوة ولغة التقارب والتماسك) اقترنت بالمجتمع المثقف، لأن الثقافة والقوة مرتبطتان بشكل وثيق، فالثقافة هي التي تعطي القوة في الأفعال والسلوك ([2])، وهي التي تساهم في تعبئة الأفراد نحو تحقيق الأهداف([3])، وهي التي توجد القواسم المشتركة التي تؤدى إلى قدرة البشر على تفهم بعضهم البعض ومن ثم تحقيق التفاهم والتقارب والتمكاسك ([4])، ولقد أدرك المجتمع الاعتقالي ذلك الارتباط، فأولت التنظيمات الفلسطينية في السجون أهمية خاصة للنشاط الثقافي كأحد أهم التحديات التي يجب أن تكون منظمة أمام إدارة وطواقم ومؤسسات تستهدفهم على كل الصعد والاتجاهات، لذلك أجمعت كافة اللوائح الداخلية للتنظيمات الفلسطينية في السجون على أهداف المسيرة الثقافية([5])، على اعتبار أن هذا النشاط يشارك في دعم كافة النشاطات التنظيمية الأخرى للمعتقلين ([6]). ثانياً- تطور المكتبة الاعتقالية وأنواعها: كان الكتاب الثقافي أو السياسي أو الفكري، حلماً طالما راود تفكير وخيال المعتقلين الأوائل، وظل الكتاب كعنوان نضالي ملازماً لمراحل التجربة الاعتقالية، ولتعويض الكتب في التداول الثقافي، وفي كتابة التعاميم لجأ الأسرى في بدايات الاعتقال للكتابة على ورق الكرتون، وعلب السجائر وورق الصابون، ومحارم التواليت، وورق لَفِّ البرتقال، وورق علب اللَّبَن، وورق لَفِّ الزّبْدة بعد غسلها، وتجفيفها، واضطروا إلى الكتابة بخط صغير جداً، ومائل لتحوي الورقة الصغيرة الكثير من المعلومات، التي كانوا يتبادلونها بين الغرف والأقسام ([7])، ففي البدايات سمح بقلم رصاص واحد لكل خمسين أسيراً لكتابة الرسائل لذويهم، ثم يسلمونه لإدارة السجن، وفي العام 1970م نجحوا في الحصول على دفتر من ثماني ورقات وقلم لكل معتقل([8])، ........................ لمطالعة الدراسة على الرابط التالى : http://alasra.ps/ar/uploads/documents/b1b1b051b1426f7fd92ce067e6ac0278.pdf